وأقول :
ما نسبه المصنّف إليهم هو تجويز تكليف غير العاقل ، وما نقله الخصم هو عدم الوقوع ، ولا ربط لأحدهما بالآخر ، ولا يمكن إنكار تجويزهم ذلك ؛ لأنّهم يجوّزون تكليف ما لا يطاق ؛ وهذا نوع منه.
ويقولون : إنّ الله يحكم ما يريد ، ولا يقبح منه شيء (١) ، فيجوز أن يكلّف من لا عقل له ، ويعاقبه على المخالفة.
على أنّه قد نقل عنهم السيّد السعيد ما يدلّ على أنّهم يقولون بالوقوع (٢).
ولا يهمّنا أمره بعد كون ما نسبه المصنّف إليهم هو التجويز.
* * *
__________________
(١) راجع : الفصل في الملل والأهواء والنحل ٢ / ١٣٤ و ١٥٤ ، الأربعين في أصول الدين ـ للفخر الرازي ـ ١ / ٣٣٢ و ٣٤٥ ، المواقف : ٣٣٠ ، شرح المقاصد ٤ / ٢٩٤.
(٢) إحقاق الحقّ ٢ / ١٧٤.