قال المصنّف ـ أعلى الله مقامه ـ (١) :
ومنها : يلزم مخالفة الكتاب العزيز من انتفاء النعمة عن الكافر ؛ لأنّه تعالى إذا خلق الكفر في الكافر لزم أن يكون قد خلقه للعذاب في نار جهنّم.
ولو كان كذلك لم يكن له عليه نعمة أصلا ، فإنّ نعمة الدنيا مع عقاب الآخرة لا تعدّ نعمة ، كمن جعل لغيره سمّا في حلواء وأطعمه ، فإنّه لا تعدّ اللذّة الحاصلة من تناوله نعمة.
والقرآن قد دلّ على أنّه تعالى منعم على الكفّار ، قال الله تعالى :
( أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) (٢) .. ( وَأَحْسِنْ كَما أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ ) (٣).
وأيضا : قد علم بالضرورة من دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه ما من عبد إلّا ولله عليه نعمة ، كافرا كان أو مسلما.
* * *
__________________
(١) نهج الحقّ : ١١٧.
(٢) سورة إبراهيم ١٤ : ٢٨.
(٣) سورة القصص ٢٨ : ٧٧.