وأقول :
قد ظهر ممّا سبق أنّ أجوبته لا تصلح أن توسم باسم الجواب (١) ، ودعواه هنا المعارضة بالآيات الأخر باطلة.
أمّا قوله تعالى : ( خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ) (٢) ، فقد عرفت في أوّل المطلب الأوّل أنّ المراد به السماوات والأرض ، وما فيهما من الأجسام والأعراض والأجرام ، لا ما يشمل أفعال العباد ، فراجع (٣).
وأمّا قوله تعالى : ( أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ * وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ ) (٤) فالمراد فيه ب ( ما يعملون ) هو : ما ينحتونه من الأصنام لا عملهم (٥) ، إذ لا معنى للإنكار على عبادتهم لما ينحتون بحجّة أنّه خلقهم وأعمالهم التي منها عبادتهم التي أنكر عليها!
وأمّا قوله تعالى : ( فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ) ، فالظاهر أنّ معناه أنّه تعالى فعّال لما يريد فعله وتكوينه.
ومن أوّل الدعوى أنّه يريد تكوين الإيمان ، وإنّما يريده تكليفا وتشريعا.
وأمّا المعارضة بالآيات الواردة في الهداية والإضلال والختم ، فمبنيّة
__________________
(١) انظر الصفحة ١٥٦ من هذا الجزء.
(٢) سورة الرعد ١٣ : ٦١ ، سورة الزمر ٣٩. ٦٢ ، سورة غافر ٤٠ : ٦٢.
(٣) راجع ج ٢ / ٣٤٣.
(٤) سورة الصافّات ٣٧ : ٩٥ و ٩٦.
(٥) انظر : تفسير الماوردي ٥ / ٥٨ ، الكشّاف ٣ / ٣٤٥ ، مجمع البيان ٨ / ٢٨١.
تفسير الفخر الرازي ٢٦ / ١٥١.