من حيث إنّه جسم نام حسّاس متحرّك بالإرادة ناطق (١).
[أو] لكون وجه الشّبه [قليل التّفصيل (٢) مع غلبة حضور المشبّه به في الذّهن إمّا عند حضور المشبّه لقرب المناسبة] بين المشبّه والمشبّه به ، إذ لا يخفى أنّ الشّيء (٣) مع ما (٤) يناسبه أسهل حضورا منه مع ما لا يناسبه (٥) [كتشبيه الجرّة الصّغيرة (٦) بالكوز في المقدار والشّكل] فإنّه قد اعتبر في وجه الشّبه تفصيل ما
________________________________________________________
للتّفصيل ، فإنّها متساوية الأقدام في ذلك حيث إنّه لم يلاحظ في شيء منها ما لها من الأجزاء ، فكلّها على منوال واحد من هذه النّاحية.
(١) أي فقولنا : الإنسان كالبياض في الشّيئيّة ، أو كالحجر في الجسميّة أو كالغنم في الحيوانيّة تشبيه مبتذل ، وقولنا : الرّوميّ كالزّنجيّ في أنّ كلّا منهما جسم حسّاس متحرّك بالإرادة تشبيه غريب ، وكذلك قولنا : زيد كعمرو في الإنسانيّة ، وشرف الحسب وكرم الطّبع وحسن المعاشرة ، ودقّة النّظر في الأمور ، هذا هو التّفصيل الجمعيّ ، كما أنّ الأوّل هو التّفصيل التّحليلي.
(٢) أي هذا هو الأمر الثّاني من الأمرين الموجبين لظهور وجه الشّبه في بادي الرّأي ، يعني أنّ ظهور الوجه إمّا لكونه أمرا جمليّا ، وإمّا لكونه قليل التّفصيل ، وإن لم جمليّا ، قوله : «مع غلبة» أي كون وجه الشّبه قليل التّفصيل مع غلبة ، أي حال كون قلّة التّفصيل مصاحبة لغلبة «حضور المشبّه به في الذّهن» ثمّ قوله : «عند حضور المشبّه» ظرف لغلبة حضور المشبّه به ، قوله : «لقرب المناسبة» علّة لغلبة حضور المشبّه به عند حضور المشبّه.
(٣) أي المشبّه به.
(٤) أي مع المشبّه الّذي يناسبه ، بأن كانا من واد واحد ، كالأواني والإظهار.
(٥) أي أسهل حضورا من نفسه مع المشبّه الّذي لا يناسبه ، والسّرّ في ذلك : أنّ المتناسبين مقترنان في الخيال بخلاف غير المتناسبين ، ولازم ذلك كون أحد المتناسبين أسهل حضورا في النّفس مع مناسبه الآخر من حضوره مع ما لا يناسبه.
(٦) أي من التّشبيه المبتذل لظهور وجه الشّبه بواسطة كونه قليل التّفصيل مع غلبة حضور المشبّه به في الذّهن عند حضور المشبّه ، هو تشبيه الجرّة الصّغيرة بالكوز في المقدار والشّكل حيث إنّ شكل كلّ منهما كرويّ مع استطالة ، وإنّما قيّد الجرّة بالصّغيرة ، إذ لا مناسبة في