وهذا فيما يكون الملحق الآخر اشتقاقا وهو ـ ضائري ـ في آخر المصراع الأوّل. [وقوله : وقد كانت البيض القواضب في الوغى] أي السّيوف القواطع في الحرب [بواتر] أي قواطع لحسن استعماله إيّاها [فهي الآن من بعده بتر] جمع أبتر إذ لم يبق بعده من يستعملها استعماله ، وهذا فيما يكون الملحق الآخر اشتقاقا في صدر المصراع الثّاني.
________________________________________________________
وأمّا ما أورده الشّارح من بقيّة أمثلة الملحقين بشبه الاشتقاق ، فهي قول الحريري :
ولاح يلحى على جري العنان إلى |
|
ملهى فسحقا له من لائح لاح |
فالشّاهد : في أن لاح الأوّل الواقع في صدر المصراع الأوّل فعل ماض ليلوح بمعنى ظهر ، والثّاني اسم فاعل من لحاه ، بمعنى شتمه ، وبينهما شبه اشتقاق.
وحاصل معنى البيت : أنّه ظهر الشّيب يلومني على جري خيل الشّهوات إلى أماكن اللهو واللّذّات ، فبعدا له من ظاهر لائم.
هذا هو المثال الثّاني من أمثلة الملحقين بشبه الاشتقاق.
والمثال الثّالث : وهو ما دفع الملحق الآخر في آخر المصراع الأوّل ، هو قول الحريري أيضا :
ومطلّع إلى تلخيص عاني |
|
ومضطلع بتلخيص المعاني |
والشّاهد : في أن الأوّل ، أي المعاني الواقع في آخر المصراع الأوّل مأخوذ من عنى يعنى ، بمعنى قصد يقصد ، والثّاني أي العاني الواقع في آخر البيت مأخوذ من عنا يعنو ، بمعنى أسر يأسر ، وبينهما شبه اشتقاق.
والمثال الرّابع : وهو ما وقع الملحق الآخر في صدر المصراع الثّاني هو قول الآخر أي قول غير الحريري :
لعمري لقد كان الثّريّا مكانه |
|
ثراء فأضحى الآن مثواه في الثّرى |
وحاصل المعنى : إنّي أقسم بعمري أنّه كانت الثّريا مكانه من حيث الثّروة ، أي الغنا ، فإنّه يقال في العرف لمن صار غنيّا وذا ثروة : أنّه أضحى في الثّريّا ، أي ارتفع مكانته فصار الآن