[وقوله :
إذا المرأ لم يخزن عليه لسانه |
|
فليس على شيء سواه بخزان (١)] |
أي إذا لم يحفظ المرء لسانه على نفسه ممّا يعود ضرره إليه فلا يحفظه على غيره ممّا لا ضرر له فيه ، وهذا مما يكون الملحق الآخر اشتقاقا في حشو المصراع الأوّل. [وقوله : لو اختصرتم من الإحسان زرتكم* والعذب] من الماء [يهجر للإفراط في الخصر (٢)] أي في البرودة ، يعني أنّ بعدي عنكم لكثرة إنعامكم عليّ. وقد توهّم بعضهم أنّ هذا المثال مكرّر حيث كان اللّفظ الآخر في حشو المصراع الأوّل ، كما في البيت الّذي قبله ، ولم يعرف أن اللّفظين في البيت السّابق ممّا يجمعهما الاشتقاق ، وفي هذا البيت ممّا يجمعهما شبه الاشتقاق.
________________________________________________________
بقوله : «إذا المرأ لم يخزن ...» ، وهو لامرء القيس بن حجر.
(١) أي إذا لم يخزن المرء لسانه على نفسه ، ولم يحفظه ممّا يعود ضرره إليه ، فلا يخزنه على غيره ، ولا يحفظه ممّا لا ضرر له فيه بطريق أولى ، لأنّه لم يتحافظ فيما يضرّه ، فكيف فيما لا يضرّه! وإنّما يضرّ غيره.
والشّاهد في لفظ «يخزن» الواقع في حشو المصراع الأوّل ، ولفظ «خزان» الواقع في آخر البيت ممّا يجمعهما الاشتقاق مع اتّفاق المعنى فيهما ، فيكونان ملحقين بالمتجانسين بالاشتقاق ، وإنّما كانا ملحقين من جهة الاشتقاق ، لأنّ «يخزن وخزان» يرجعان لأصل واحد وهو الخزن فهما مشتقّان منه.
(٢) ولا يخفى أنّ هذا البيت مثال للملحقين بشبه الاشتقاق ، وقد ذكر المصنّف مثالا واحدا للملحقين بشبه الاشتقاق قبل استكمال أربعة أقسام الملحقين بالاشتقاق ، وكان مقتضى التّرتيب تأخيره هذا المثال بعد استكمال أمثلة أقسام الملحقين بالاشتقاق ، ومن هنا ظهر فساد توهّم بعضهم بأنّ هذا المثال مكرّر.
والشّاهد في أنّ بين قوله : «اختصرتم» و «الخصر» شبه الاشتقاق ، ولو باعتبار تبادر كونهما من مادّة واحدة.
وحاصل المعنى : لو تركتم كثرة الإحسان «زرتكم» لكن أكثرتم من الإحسان فهجرتكم ، ولا غرابة في ذلك لخروج إحسانكم عن حدّ الاعتدال ، فأنا أستحي من المجيء