وبناء فعلة (١) يدلّ على الاعتياد (٢) [أو في الوسط نحو : (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ)(١) (٣)].
وفي عدم تقارب الفاء والميم نظر (٤) ، فإنّهما شفويّتان ، وإن أريد بالتّقارب أن تكون بحيث تدغم إحداهما في الأخرى ،
________________________________________________________
والشّاهد :
في «همزة ولمزة» فإنّ بينهما جناسا لاحقا ، لأنّ الهاء واللّام متباينان ومتباعدان في المخرج ، لأنّ الهاء من أقصى الحلق ، واللّام من طرف اللّسان ، ووقعا في أول اللّفظين المتجانسين.
(١) أي بضم الفاء وفتح العين.
(٢) فلا يقال : فلان ضحكة ولا لعبة ، إلّا لمن كان ملازما لذلك بحيث صار عادة له ، لا لمن وقع منه ذلك في الجملة.
(٣) فتفرحون وتمرحون بينهما جناس الإلحاق ، لاتّحاد نوع حروفهما إلا الميم والفاء وهما غير متقاربين في المخرج.
(٤) لأنّ التّقارب في المخرج موجود بين الفاء والميم ، إذ هما شفويّتان معا إلّا أنّ الفاء من طرف الأسنان العليا مع باطن الشّفة السّفلى ، والميم من باطن الشّفتين ، ولا يخرجهما ذلك عن كونهما شفويّتين ، وقد يجاب بأنّ جناس التّقارب لا يكفي حتّى يوجد نوع خاص منه ، كأن يكون الحرفان من موضع واحد مع اختلاف ما ، وهنا افترق الموضعان لما علمت فالأولى لهذا البحث أن يمثّل بنحو قوله تعالى : (وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)(٢) ، لأنّ الدّال والهاء متباعدتان مخرجا ، إذ الأولى من اللسّان مع أصول الأسنان ، والثّانية من الحلق.
__________________
(١) سورة الغافر : ٧٥.
(٢) سورة العاديات : ٧ و٨.