كلمة ، وإلّا خصّ باسم المرفوّ (١) كقولك : أهذا مصاب أم طعم صاب [وإن اختلفا (٢)] عطف (٣) على قوله : والتّامّ منه أن يتّفقا ،
________________________________________________________
(١) أخذا من قولك : رفا الثّوب إذا جمع ما تقطّع منه بالخياطة ، فكأنّه رفئ ببعض الكلمة ، فأخذنا الميم من طعم ورفّانا بها صاب ، فصارت مصاب. المصاب قصب السّكر ، والصّاب عصارة شجر مرّ.
والشّاهد : في أن اللّفظ الأوّل من لفظي التّجنيس مركّب من صاب ومن ميم في طعم ، بخلاف الثّاني منهما فإنّه مفرد ، وهما غير متّفقين في الخطّ.
ووجه حسن الجناس التّام مطلقا إنّ صورته صورة الإعادة ، وهو في الحقيقة للإفادة.
(٢) حاصله : أنّ ما تقدّم فيما إذا كان اللّفظان متّفقين في أنواع الحروف ، وعددها ، وهيئتها ، وترتيبها ، فإن يكونا متّفقين في ذلك فهو أربعة أقسام ، لأنّ عدم الاتّفاق في ذلك إمّا أن يكون بالاختلاف في أنواع الحروف فقطّ مع الاتّفاق في الثّلاثة الأخر ، أو في عددها فقطّ كذلك ، أو في هيئتها فقطّ كذلك ، أو في ترتيبها فقطّ كذلك ، ويختصّ كلّ قسم منها باسم ، يأتي بيانه في المتن.
وإنّما قيدنا الاختلاف بواحد من الأمور الأربعة المذكورة مع الاتّفاق في الثّلاثة الأخر ، لأنّهما لو اختلفا في اثنين من ذلك المذكور من الأمور الأربعة ، أو أكثر ، يعني في الثّلاثة فقطّ ، حتّى لم يبق الاتّفاق إلّا في النّوع والعدد دون الهيئة والتّرتيب كبرح بمعنى ذهب ، وربح مثلا ، أو في النّوع والهيئة دون العدد والتّرتيب ، كقبر ورقبة ، أو في النّوع والتّرتيب دون العدد والهيئة ، كرجم ورجيم ، أو في العدد والهيئة دون النّوع والتّرتيب ، كرحم وحمق ، أو في العدد والتّرتيب دون النّوع والهيئة ، كضرب وشرف ، أو في التّرتيب والهيئة دون النّوع والعدد ، كاستمدّ بتشديد الدّال ، ومرّ بتشديد الرّاء.
فهذه الصّور السّتّ كلّها فيما كان الاختلاف في اثنين من الأمور الأربعة لم تعد تلك الصّور من باب التّجنيس لبعد التّشابه بينهما.
(٣) أي فهو من قبيل عطف الجملة الفعليّة الشّرطيّة على جملة اسميّة ، لأنّها في تأويل الشّرطيّة المناسبة لهذه ، إذ كأنّه يقول : إن اتّفق اللّفظان في جميع الأوجه السّابقة فهو التّامّ ، فيناسب أن يقال هنا : وإن اختلفا ...