فإنّ القتل والإحياء الحقيقيّين لا يتعلّقان بالبخل والجود (١) [ونحو :
نقريهم لهذميّات نقدّ بها] |
|
ما كان خاط عليهم كلّ زرّاد (٢) |
اللهذم من الأسنّة القاطعة ، فأراد بلهذميّات طعنات منسوبة إلى الأسنّة (٣) القاطعة ، أو أراد نفس الأسنّة ، والنّسبة (٤) للمبالغة كأحمريّ ، والقدّ القطع ، وزرد الدّرع ، وسردها نسجها ، فالمفعول الثّاني أعني لهذميّات قرينة على أنّ نقريهم استعارة (٥).
________________________________________________________
إلى البخل ، ونسبة الإحياء إلى السّماح ، فالمناسب في الأوّل الإزالة ، وفي الثّاني الإظهار في مقام المدح.
(١) أي لأنّ البخل والجود من المعاني لا روح لهما ، والقتل والإحياء إنّما يتعلّقان بالجسم ذي الرّوح ، وعدم صحّة الإسناد قرينة على أنّ المراد بهما المعنى المناسب ، وذكرنا المعنى المناسب.
(٢) أي هذا البيت للقطامي من قصيدة له في مدح زفر بن الحارث.
(٣) جمع سنان.
(٤) أي وياء النّسبة في قوله : «لهذميّات» للمبالغة كأحمريّ ، هذا جواب عمّا يمكن أن يقال : إنّ المراد باللهذميّات إن كان نفس الأسنّة كأن يلزم أن تكون نسبة الشّيء إلى نفسه وهو غير صحيح.
وحاصل الجواب إنّ النّسبة هنا للمبالغة في المنسوب بمعنى أنّه لم يوجد أعلى منه حتّى ينسب إليه ، فنسب إلى نفسه ، كما يقال لرجل شديد الحمرة : أحمريّ ، فزيدت الياء فيه لإفادة المبالغة في وصف الحمرة ، فما قيل من أنّ نسبة الشّيء إلى نفسه ممنوعة ، إنّما هو فيما لو لم يكن المقصود بالنّسبة المبالغة وإلّا فلا منع.
(٥) أي بمعنى نطعنهم ، وذلك لأنّ اللهذميّات لا يصحّ تعلّق القرى الحقيقي بها ، إذ هو تقديم الطّعام للضّيف ، فعلم أنّ المراد به هنا ما يناسب اللهذميّات وهو تقديم الطّعنات في الحرب عند اللّقاء أو تقديم الأسنّة ، فشبّه تقديم الطّعنات أو الأسنّة بالقرى ، وهو تقديم الطّعام للضّيف ، والجامع ووجه الشّبه هو تقديم ما يصل من خارج إلى داخل ، واستعير اسم القرى لتقديم الطّعنات ، أو الأسنّة ، ثمّ اشتقّ من القرى الفعل ، أعني نقريهم بمعنى نقدّم لهم