وسائر المشتقّات إنّما هو في المعنى القائم بالذّات لا نفس الذّات ، واعتبار التّشبيه في المقصود الأهم أولى ، وستسمع لهذا (١) زيادة تحقيق في الاستعارة التبعيّة. [والمستعار له الموت والجامع عدم ظهور الفعل والجميع (٢) عقليّ].
________________________________________________________
يكون اسم مكان ، أي مكان الرّقاد ، فعلى الأوّل تكون الاستعارة أصليّة ، وبيان ذلك أنّه شبّه الموت بالرّقاد بجامع عدم ظهور الفعل مع كلّ منهما ، واستعير اسم الرّقاد للموت استعارة تصريحيّة أصليّة ، وعلى الثّاني فيكون المستعار منه محلّ الرّقاد والمستعار له القبر الّذي يوضع فيه الميّت ، وحينئذ فلا يتمّ قول المصنّف بأنّ المستعار منه هو الرّقاد والمستعار له هو الموت.
وأجاب الشّارح عنه بقوله :
«إلّا أنّه ...» ، وحاصل الجواب إنّ المنظور له في هذا التّشبيه هو الموت والرّقاد ، لأنّ المقصود بالنّظر في اسم المكان وسائر المشتقّات إنّما هو المعنى القائم بالمكان والذّات كالرّقاد والموت هنا لا نفس المكان والذّات ، والتّشبيه في المقصود الأهم أولى وحينئذ فعلى الاحتمال الثّاني يشبه الموت بالرّقاد ، ويقدّر استعارة اسم الرّقاد للموت ، ويشتقّ من الرّقاد مرقد بمعنى محلّ الموت ، وهو القبر على طريق الاستعارة التّصريحيّة التبعيّة ، فتحصّل ممّا ذكر أنّ المستعار منه الرّقاد والمستعار له الموت على كلّ من الاحتمالين إلّا أنّ الاستعارة على الأوّل أصليّة ، وعلى الثّاني تبعيّة.
(١) أي لمّا ذكر من أنّ المقصود بالنّظر في اسم المكان والمشتقّات إنّما هو المعنى القائم بالذّات ، وملخّص ما يأتي في الاستعارة التبعيّة من التّحقيق أنّ اللّفظ المستعار إن كان اسم جنس حقيقة أو تأويلا عينا كان أو معنى ، كانت الاستعارة أصليّة ، وإن كان مشتقّا أو حرفا ، فالاستعارة تبعيّة.
(٢) أي أراد بالجميع الموت والنّوم ، وعدم ظهور الفعل ، أمّا الموت وعدم ظهور الفعل فكون كلّ منهما عقليّا واضح ، وأمّا النّوم فالمراد به انتفاء الاحساس الّذي يكون في اليقظة ولا شكّ في أنّ انتفاء الإحساس المذكور عقليّ.