السّيوف ، لدلالته (١) على أنّ جواب هذا الشّرط تحاربون وتلجؤون إلى الطّاعة بالسّيوف ، [أو معان ملتئمة] ، مربوط (٢) بعضها ببعض ، يكون الجميع (٣) ـ قرينة لا كلّ ـ واحد. وبهذا (٤) ظهر فساد قول من زعم أنّ قولهم : أو أكثر ، شامل لقوله : أو معان ، فلا يصحّ جعله مقابلا له وقسيما ، [كقوله (٥) : وصاعقة من نصله] أي من نصل سيف الممدوح [تنكفي بها] من انكفأ ، أي انقلب ، والباء للتّعدية ، والمعنى ربّ نار (٦) من حدّ سيفه يقلبها (٧) [على أرؤس الأقران (٨) خمس (٩) سحائب] أي أنامله (١٠) الخمس
________________________________________________________
(١) أي لدلالة تعلّق تعافوا بكلّ من العدل والأيمان على حذف جواب الشّرط وهو «تحاربون» وقوله : «فإنّ في أيماننا نيرانا» علّة لذلك الجواب أقيمت مقامه.
(٢) أي قوله : «مربوط بعضها ببعض» تفسير للملتئمة.
(٣) أي بحيث يكون الجميع ، أي المجموع قرينة واحدة.
(٤) أي يكون المراد من معان ملتئمة أن يكون الجميع ، أي المجموع قرينة لا كلّ واحد.
ظهر فساد من يقول إنّ قوله : «أو أكثر» شامل لقوله : «أو معان» فلا يصحّ العطف بأو المؤذنة بالتّغاير ، وعلى ما ذكره الشّارح تصحّ المقابلة والعطف بأو.
(٥) أي كقول البحتري «وصاعقة» ، روى بالجرّ على إضمار ربّ ، أي ربّ صاعقة ، وبالرّفع على أنّه مبتدأ موصوف بقوله : «من نصله» وخبره قوله : «تنكفي».
(٦) أي هذا تفسير للصّاعقة ، وقوله : «من حدّ سيفه» فيه إشارة إلى أنّ النّصل هو حدّ السّيف.
(٧) أي تلك النّار ، وهي نفس السّيف.
(٨) أي الأرؤس جمع رأس ، والأقران جمع قرن ، وهو المكافئ والمماثل ، وكلاهما جمع قلّة ، فيكون إشارة إلى قلّة أكفائه في الحرب.
(٩) أي هو من إضافة الصّفة إلى الموصوف ، فاعل «ينكفي بها».
(١٠) أي عبّر الشّارح بالأنامل دون الأصابع ، مع أنّ الّذي يقبض على السّيف وينقلب به على الأعداء ، هي الأصابع لا الأنامل للمبالغة في شجاعة الممدوح ، أي أنّه لشجاعته وقوّته لا كلفة عليه ، ولا مشقّة في قلب السّيف على الأقران بالأنامل.