بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أستجب لكم(١) » وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه ، وإن الله تبارك وتعالى جعل امتي شهداء على الخلق حيث يقول : « ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس(٢) ».

١٨ ـ فسن : « ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم » يعني من الائمة ، ثم قال لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « وجئنا بك » يا محمد « شهيدا على هؤلاء » يعني على الائمة ، فرسول الله شهيد على الائمة ، وهم شهداء على الناس(٣).

١٩ ـ فس : « ونزعنا من كل امة شهيدا » يقول : من كل فرقة من هذه الامة إمامها(٤).

٢٠ ـ فس : « ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء » قال : الشهداء الائمة عليهم‌السلام(٥).

٢١ ـ فس : « يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من خرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل » فهذه خاصة لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله : « ليكون الرسول شهيدا عليكم » يقول(٦) : على آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « وتكونوا شهداء على الناس(٧) » أي آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يكونوا شهداء على الناس بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال عيسى بن مريم : « وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم » والرقيب : الشهيد « وأنت على كل شئ شهيد » وإن الله جعل على هذه الامة بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله شهيدا من أهل

____________________

(١) غافر : ٦٠.

(٢) قرب الاسناد : ٤١. واشرنا قبلا إلى موضع الاية.

(٣) تفسير القمى : ٣٦٣.

(٤) تفسير القمى : ٤٩١.

(٥) تفسير القمى : ٥٨١ ، والاية في سورة الزمر : ٦٩.

(٦) في المصدر : يعنى يكون.

(٧) الحج : ٧٧ و ٧٨.

٣٤١

بيته وعترته ما كان في الدنيا منهم أحد ، فإذا فنوا هلك أهل الارض ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جعل الله النجوم أمانا لاهل السماء ، وجعل أهل بيتي أمانا لاهل الارض(١).

٢٢ ـ فس : « ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم » يعني بالاشهاد الائمة عليهم‌السلام « ألا لعنة الله على الظالمين » آل محمد حقهم(٢).

٢٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا » قال : نحن الائمة الوسط(٣) ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه(٤).

شى : عن بريد مثله(٥).

ير : ابن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير مثله(٦).

٢٤ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٧).

٢٥ ـ ير : بهذا الاسناد عن جعفر بن بشير عن عمرو بن أبي المقدام عن ميمون البان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » قال : عدلا ليكونوا شهداء على الناس ، قال : الائمة « ويكون الرسول شهيدا عليكم » قال : على الائمة(٨).

٢٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن إبراهيم بن عمر عن

____________________

(١) تفسير القمى : ٤٤٣ و ٤٤٤. والاية في المائدة : ١١٧.

(٢) تفسير القمى : ٣٠٠ والاية في سورة هود : ١٨.

(٣) في المصدر : « الامة الوسط » وفى العياشى : « الامة الوسطى » نعم في طريق محمد بن الحسين : الائمة الوسط.

(٤) بصائر الدرجات : ١٩.

(٥) تفسير العياشى ١ : ٦٢.

(٦ ـ ٨) بصائر الدرجات : ٢٤.

٣٤٢

سليم بن قيس عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : إن الله طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا(١).

٢٧ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن بندار بن عيسى عن الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » قال : نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وما ضيعوا منه(٢).

ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن ابن خارجة مثله(٣).

٢٨ ـ ير : عبدالله بن محمد عن إبراهيم بن محمد في كتاب بندار بن عاصم عن عمر بن حنظلة قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : « وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس » قال : هم الائمة عليهم‌السلام(٤).

شى : عن عمر مثله(٥).

٢٩ ـ ير : أحمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الاعمال تعرض علي في كل خميس فإذا كان الهلال اكملت فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى علي عليه‌السلام ثم ينسخ في الذكر الحكيم(٦).

٣٠ ـ ير : يعقوب بن يزيد عن الوشا عن أحمد بن عمر عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سئل عن قول الله عزوجل : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون »

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٢٤.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٣ فيه : قال : في كتاب بندار بن عاصم.

(٣) بصائر الدرجات : ١٥١. فيه : وبما ضيعوا منه.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٣ و ٢٤.

(٥) تفسير العياشى : ١ : ٦٣.

(٦) بصائر الدرجات : ١٢٥ و ١٢٦.

٣٤٣

قال : إن أعمال العباد تعرض على رسول الله كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا(١).

٣١ ـ ير : الحسن بن على بن النعمان عن البزنطي عن محمد بن فضيل عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٢).

ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل عن محمد بن مسلم مثله(٣).

٣٢ ـ شى : محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله(٤).

٣٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الاعمال تعرض كل خميس على رسول الله وعلى أمير المؤمنين صلوات الله عليهما(٥).

٣٤ ـ ير : موسى عن علي بن إسماعيل عن صفوان عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال : سألته عن الاعمال هل تعرض على النبي (ص)؟ قال : ما فيه شك قلت له : أرأيت قول الله تعالى : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال : إنهم شهود الله في أرضه(٦).

٣٥ ـ ير : عبدالله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن صاحبه(٧) قال : إن أعمال هذه الامة تعرض على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كل خميس أبرارها وفجارها(٨).

٣٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن أعمال العباد تعرض على نبيكم كل عشية الخميس ، فليستحي أحدكم أن يعرض على نبيه العمل القبيح(٩).

٣٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بزرج(١٠) عن سليمان بن

____________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ١٢٦.

(٤) تفسير العياشى ٢ : ١٠٩.

(٥ و ٦) بصائر الدرجات : ٢٦.

(٧) لعل المراد أبوالحسن عليه‌السلام.

(٨ و ٩) بصائر الدرجات : ١٢٦.

(١٠) بزرج معرب : بزرك أى الكبير.

٣٤٤

خالد عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى وهو قول الله تبارك وتعالى : « وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا » فقلت : جعلت فداك أعمال من هذه؟ قال : أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا(٢)

بيان : هبوط الرب تعالى كناية عن تعرض لاعمال العباد ، أو إهباط الملائكة لذلك.

٣٨ ـ ير : أحمد بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عنه عليه‌السلام قال : تعرض الاعمال يوم الخميس على رسول الله (ص) وعلى الائمة عليهم‌السلام(٣)

٣٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن أديم بن الحر عن معلى بن خنيس عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال : هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام ، تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس(٤).

٤٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن الميثمي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال. هم الائمة عليهم‌السلام(٥).

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن عبدالحميد الطائي عن يعقوب بن شعيب الميثمي(٦) عنه عليه‌السلام مثله(٧).

٤١ ـ ير : أحمد بن محمد(٨) عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبدالرحمان

____________________

(١) الفرقان : ٢٣.

(٢ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٢٦.

(٦) لعله مصحف : يعقوب بن شعيب بن ميثم.

(٧) بصائر الدرجات : ١٢٦.

(٨) في المصدر : احمد بن موسى.

٣٤٥

بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله ، وزاد في آخره : تعرض عليهم أعمال العباد كل يوم إلى يوم القيامة(١).

٤٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام في هذه الآية : « قل اعملو فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال نحن هم(٢).

٤٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن الحسين بن بشار عن أبي الحسن عليه‌السلام مثله(٣).

٤٤ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازى عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تعرض على رسول الله أعمال العباد كل صباح أبرارها و فجارها فاحذروا ، وهو قول الله : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » فسكت(٤).

بيان : الضمير في قوله : أبرارها وفجارها ، إما راجع إلى الاعمال ، فأطلق الابرار والفجار عليها مجازا ، أو إلى العباد ، وقوله : فسكت ، أي عن تفسير المؤمنين تقية. وفي الكافي ليس قوله : « والمؤمنون » فالسكوت عن أصل قراءته لا عن تفسيره.

٤٥ ـ ير : أحمد بن محمد عمن رواه عن صالح بن النضر عن يونس عن أبي ـ الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سمعته يقول في الايام حين ذكر يوم الخميس فقال : هو يوم تعرض فيه الاعمال على الله وعلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الائمة عليهم‌السلام(٥).

٤٦ ـ ير : ابن يزيد عن الوشاء عن البطائني عن أبي بصير قال : قلت

____________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ١٢٦.

(٣) بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٤) بصائر الدرجات : ١٢٧. ليس فيه قوله : فسكت.

(٥) بصائر الدرجات : ١٢٧.

٣٤٦

لابي عبدالله عليه‌السلام : قول الله تعالى : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قلت من المؤمنون؟ قال : من عسى أن يكون إلا صاحبك(١).

٤٧ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن القاسم بن محمد الزيات عن عبدالله بن أبان الزيات وكان يكنى عبد الرضا(٢) قال : قلت للرضا عليه‌السلام ادع الله لي ولاهل بيتي ، قال : أولست أفعل؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة فاستعظمت ذلك ، فقال : أما تقرأ كتاب الله : قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون(٣).

٤٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن عبدالله بن أيوب عن داود الرقي قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فقال لي : يا داود أعمالكم عرضت علي يوم الخميس فرأيت لك فيها شيئا فرحي ، وذلك صلتك لابن عمك ، أما إنه سيمحق أجله ، ولا ينقص رزقك ، قال داود : وكان لي ابن عم ناصب كثير العيال محتاج ، فلما خرجت إلى مكة أمرت له بصلة ، فلما دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام أخبرني بهذا(٤).

٤٩ ـ ير : أحمد بن علي عن أبيه عن ابن بكير عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال : تريد أن تروي علي؟ هو الذي في نفسك(٥).

شى : عن زرارة مثله(٦).

بيان : أحاله عليه‌السلام على ما في ضميره من كون المراد بالمؤمنين الائمة عليهم‌السلام ولم يذكره له صريحا لئلا يروي ذلك عنه ، فيثير فتنة ، وفيه إشعار بذم زرارة و إن أمكن توجيهه.

٥٠ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٢) في نسخة : وكان مكينا عند الرضا.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٦) تفسير العياشى ٢ : ١٨ فيه : تروون.

٣٤٧

في قول الله : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال : أما أنت لسامع ذلك مني لتأتي العراق فتقول : سمعت محمد بن علي عليه‌السلام يقول كذا وكذا ، ولكنه الذي في نفسك(١).

٥١ ـ ير : أبوطالب عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم وزرارة قالا : سألنا أبا عبدالله عليه‌السلام عن الاعمال تعرض علي رسول الله (ص)؟ قال : ما فيه شك ، ثم تلا هذه الآية : « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » قال إن لله شهداء في أرضه(٢).

ير : يعقوب بن يزيد عن محمد بن الحسين عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم مثله(٣).

ير : السندي بن محمد عن العلا عن محمد بن مسلم مثله(٤).

شى : عن محمد بن مسلم مثله إلى قوله : ما فيه شك ، قيل له : أرأيت قول الله « وقل اعملوا » إلى آخره. الخبر(٥).

٥٢ ـ ير : محمد بن علي بن سعيد الزيات عن عبدالله بن أبان قال : قلت للرضا عليه‌السلام : إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم ، فقال : والله إني لتعرض علي في كل يوم أعمالهم(٦).

٥٣ ـ ير : الهيثم النهدي عن أبيه عن عبدالله بن أبان قال : قلت للرضا عليه‌السلام وكان بيني وبينه شئ : ادع الله لي ولمواليك ، فقال : والله إن أعمالكم لتعرض(٧) علي في كل خميس(٨).

ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر والزيات عن عبدالله بن أبان مثله(٩).

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٢٧ فيه : فتأتى العراق.

(٢ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٥) تفسير العياشى ٢ : ١٠٨.

(٦) بصائر الدرجات : ١٢٧.

(٧) في نسخة : لتعرض اعمالكم على في كل يوم.

(٨ و ٩) بصائر الدرجات : ١٢٧.

٣٤٨

٥٤ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن غير واحد من أصحابنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله (ص) لاصحابه : حياتي خير لكم ، ومماتي خير لكم قالوا : أما حياتك يا رسول الله فقد عرفنا ، فما في وفاتك؟ قال : أما حياتي فإن الله يقول : « وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون » وأما وفاتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم(١).

٥٥ ـ ير : إبراهيم بن هاشم عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : مالكم تسوؤن رسول الله؟ فقال له رجل : جعلت فداك فكيف نسوؤه؟ فقال : أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه ، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك؟ فلا تسوؤا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسروه(٢).

٥٦ ـ ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو قال : عبدالله بن أبان الزيات قلت للرضا عليه‌السلام : إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله لهم ، قال : فقال : والله إني لاعرض أعمالهم على الله في كل يوم(٣).

٥٧ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : نحن نمط الحجاز فقلت : وما نمط الحجاز؟ قال : أوسط الانماط ، إن الله يقول : « وكذلك جلعناكم امة وسطا » ثم قال : إلينا يرجع الغالي ، وبنا يلحق المقصر(٤).

بيان : كأنه كان النمط المعمول في الحجاز أفخر الانماط ، فكان يبسط في صدر المجلس وسط سائر الانماط ، وفي النهاية : في حديث علي عليه‌السلام « خير هذه الامة النمط الاوسط » النمط : الطريقة من الطرائق ، والضرب من الضروب ، و النمط : الجماعة من الناس أمرهم واحدة ، كره الغلو والتقصير في الدين(٥). و

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣١. والاية في الانفال.

(٢) بصائر الدرجات : ١٢٣ فيه : [ تسيؤون ] وفيه : [ وكيف يسيؤون ] وفيه : فلا تسيؤوا.

(٣) بصائر الدرجات : ١٢٧. فيه : محمد بن على بن سعيد الزيات عن عبدالله بن ابان. وفيه : لتعرض على في كل يوم اعمالهم.

(٤) تفسير العياشى ١ : ٦٣.

(٥) النهاية ٤ : ١٨٩.

٣٤٩

في القاموس : النمط بالتحريك : ظهارة فراش ما ، أو ضرب من البسط. والطريقة. والنوع من الشئ.

٥٨ ـ شى : عن أبي عمرو الزبيري(١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال الله : « و كذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسل عليكم شهيدا فإن ظننت أن الله عنى بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين أفترى أن من لا يجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ويقبلها منه بحضرة جميع الامم الماضية؟ كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني الامة(٢) التي وجبت لها دعوة إبراهيم « كنتم خير امة اخرجت للناس » وهم الامة الوسطى وهم خير امة اخرجت للناس(٣).

٥٩ ـ قب : عبدالله بن الحسين عن زين العابدين عليه‌السلام في قوله تعالى : « لتكونوا شهداء على الناس » قال : نحن هم.

٦٠ ـ وفي خبر : إن قوله تعالى : « هو سماكم المسلمين من قبل » فدعوة إبراهيم وإسماعيل لآل محمد عليه‌السلام ، فإنه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم اتبعه وآمن به وأما قوله تعالى : « ليكون الرسول عليكم شهيدا » النبي (ص) يكون على آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله شهيدا ، ويكونون شهداء على الناس بعده ، وكذلك قوله : « وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم » فلما توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صاروا شهداء على الناس لانهم منه(٤).

٦١ ـ أبوالورد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « لتكونوا شهداء على الناس » قال : نحن هم.

____________________

(١) اورده المامقانى في باب الكنى وقال : لم اقف على اسمه. اقول : لعله ابوعمرو محمد بن عمرو بن عبدالله بن مصعب بن الزبير الزبيرى ترجمة النجاشى في الفهرست : ١٥٣.

(٢) في نسخة : بل الامة.

(٣) تفيسر العياشى ١ : ٦٣. والاية الثانية في آل عمران : ١١٠.

(٤) مناقب آل أبى طالب ٣ : ٢٧٣.

٣٥٠

٦٢ ـ بريد العجلي عنه عليه‌السلام في قوله تعالى : « وكذلك جعلناكم امة وسطا » نحن الامة الوسط ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجته في أرضه.

٦٣ ـ وفي رواية حمران عنه عليه‌السلام : إنما أنزل الله تعالى : « وكذلك جعلناكم امة وسطا » يعني عدلا « لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا » قال : ولا يكون شهداء على الناس إلا الائمة والرسل ، فأما الامة فإنه غير جائز أن يستشهدها الله تعالى على الناس وفيهم من لا تجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل.

٦٤ ـ وعن عطاء بن ثابت عن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « ويقول الاشهاد » قال : نحن الاشهاد.

٦٥ ـ وعن الثمالي عنه عليه‌السلام في قوله تعالى : « ويوم نبعث من كل امة شهيدا » قال : نحن الشهود على هذه الامة.

٦٦ ـ وعنه عليه‌السلام في قوله تعالى : « قل كفى بالله شهيدا » الآية ، قال : إيانا عنى(١).

٦٧ ـ شى : عن زرارة عن بريد العجلي قال قلت لابي جعفر عليه‌السلام في قول الله : « اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون فقال : ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله (ص) وعلي عليه‌السلام فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته(٢).

٦٨ ـ وقال أبوعبدالله عليه‌السلام : « والمؤمنون » هم الائمة عليهم‌السلام(٣).

٦٩ ـ كا : علي بن محمد عن سهل عن زياد القندي(٤) عن سماعة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد و

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب : ٣١٣ و ٣١٤.

(٢) في المصدر : من فرض الله طاعته على العباد.

(٣) تفسير العياشى : ٢ : ١٠٩.

(٤) في المصدر : سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندى.

٣٥١

جئنا بك على هؤلاء شهيدا » قال : هذا نزلت في امة محمد (ص) خاصة ، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد علينا(١).

٧٠ ـ كا : أحمد بن مهران عن عبدالعظيم الحسني عن الحسين بن مياح عمن أخبره(٢) قال : قرأ رجل عند أبي عبدالله عليه‌السلام : « قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » فقال : ليس هكذا هي ، إنما هي والمأمونون ، فنحن المأمونون(٣).

بيان : قد وردت سائر الاخبار المتقدمة على القراءة المشهورة ، فيمكن أن يكون المعنى هنا أنه ليس المراد بالمؤمنين هنا ما يقابل الكافرين ليشمل كل مؤمن بل المراد كل المؤمنين(٤) وهم المأمونون عن الخطاء المعصومون عن الزلل وهم الائمة عليهم‌السلام ، ويحتمل أن يكون في مصحفهم المأمونون ، وفسروا في سائر الاخبار القراءة المشهورة بما يوافق قراءتهم عليهم‌السلام.

٧١ ـ كا : محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « وشاهد ومشهود » قال : النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام(٥).

٧٢ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده عن جابر عن أبي عبدالله عليه‌السلام في وقوله عزوجل : « وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد » قال : السائق أمير المؤمنين عليه‌السلام ، والشهيد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٦).

أقول : قد مضت الاخبار الكثيرة في ذلك في كتاب المعاد وكتاب تاريخ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

____________________

(١) اصول الكافى ١ : ١٩٠.

(٢) الحديث بعد ارساله وضعفه بابن مياح مخالف لمذهب الامامية بظاهره.

(٣) اصول الكافى ١ : ٤٢٤.

(٤) هكذا في النسخ ، ولعل الصحيح : بعض المؤمنين.

(٥) اصول الكافى ١ : ٤٢٥.

(٦) كنز جامع الفوائد : ٣٠٩ والاية في سورة ق : ٢١.

٣٥٢

٧٣ ـ محاسبة النفس للسيد علي بن طاووس نقلا من كتاب تفسير القرآن لابن عقدة وكتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري وتفسير ما نزل في أهل البيت عليهم‌السلام لمحمد بن العباس بن مروان بأسانيدهم إلى يعقوب بن شعيب قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « وقل اعملوا فسير الله عملكم و رسوله والمؤمنون » قال : هم الائمة عليهم‌السلام.

٧٤ ـ وعن ابن عقدة ومحمد بن العباس بإسنادهما إلى بريد بن معاوية قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الآية قال : إيانا عنى.

٧٥ ـ وعن محمد بن العباس بإسناده عن طريق الجمهور إلى أبي سعيد الخدري إن عمارا قال : يا رسول الله وددت أنك عمرت فينا عمر نوح عليه‌السلام ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عمار حياتي خير لكم ، ووفاتي ليس بشر لكم ، أما حياتي(١) فتحدثون وأستغفر لكم ، وأما بعد وفاتي فاتقوا الله وأحسنوا الصلاة علي وعلى أهل بيتي فإنكم تعرضون علي بأسمائكم وأسماء آبائكم ، فإن يكن خير(٢) حمدت الله ، و إن يكن سوى ذلك استغفرت الله(٣) لذنوبكم ، فقال المنافقون والشكاك والذين في قلوبهم مرض : يزعم أن الاعمال تعرض عليه بعد وفاته بأسماء الرجال وأسماء آبائهم وأنسابهم إلى قبائلهم إن هذا لهو الافك فأنزل الله جل جلاله : « وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون » فقيل له : ومن المؤمنون؟ فقال : عامة وخاصة ، أما الذين قال الله : « والمؤمنون » فهم آل محمد (ص) الائمة عليهم‌السلام(٤) ثم قال : « وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون » من طاعة ومعصية ، وروى محمد بن العباس أخبار جماعة في ذلك(٥).

____________________

(١) في المصدر : واما في حياتى فتحدثون واستغفر الله لكم.

(٢) في المصدر : واسماء آبائكم وقبائلكم وان يكن خيرا.

(٣) في المصدر : استغفر الله لكم.

(٤) في المصدر : والائمة عليهم‌السلام منهم.

(٥) محاسبة النفس : ١٢٦ ـ ١٢٩.

٣٥٣

٢٠

باب

*(تأويل المؤمنين والايمان والمسلمين والاسلام بهم وبولايتهم)*

*(عليهم‌السلام ، والكفار والمشركين والكفر والشرك والجبت)*

*(والطاغوت واللات والعزى والاصنام بأعدائهم ومخالفيهم)*

١ ـ قب : يزيد بن عبدالملك عن زين العابدين عليه‌السلام أنه قال في قول الله : « بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا » قال : بالولاية على أمير المؤمنين والاوصياء من ولده(١).

٢ ـ فس : « فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به » يعني آل محمد عليهم‌السلام « ومن هؤلاء من يؤمن به » يعني أهل الايمان من أهل القبلة(١).

بيان : قيل : المراد بالذين آتيناهم الكتاب مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل : المسلمون الذين اوتوا القرآن ، وتأويله عليه‌السلام يوافق الثاني.

٣ ـ فس : « لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم » فهذه الاية لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

بيان : لعل المراد تفسير المؤمنين بالائمة عليهم‌السلام لدلالة قوله تعالى : « من أنفسهم » على غاية اختصاصه صلى‌الله‌عليه‌وآله بهم عليهم‌السلام وهذا أقرب مما تكلفه المفسرون ، قال البيضاوي : « من أنفسهم » أي من نسبهم أو جنسهم عربيا مثلهم ليفهموا كلامه بسهولة ، ويكونوا واقفين على حاله في الصدق والامانة مفتخرين به وقرئ « عن أنفسهم » أي من أشرفهم ، لانه كان صلى‌الله‌عليه‌وآله من أشرف قبائل العرب وبطونهم. انتهى(٤).

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٤٤ فيه : [ من الولاية ] والاية في سورة البقرة : ٩.

(٢) تفسير القمى : ٤٩٧. والاية في سورة العنكبوت : ٤٨.

(٣) تفسير القمى : ١١١. والاية في آل عمران : ١٦٤.

(٤) تفسير البيضاوى : ٢٤٢.

٣٥٤

أقول : تلك القراءة يؤيد هذا التأويل ، وما ذكره أولا مدخول بأن المؤمنين غير مقصورين على العرب.

٤ ـ فس : يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « والذين آمنوا واتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم(١) » قال : الذين آمنوا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين ، والذرية : الائمة والاوصياء ، ألحقنا بهم ذرياتهم ، ولم تنقص ذريتهم من الحجة التي جاء بها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي عليه‌السلام وحجتهم واحدة ، وطاعتهم واحدة. وقال علي بن إبراهيم في قوله : « ما ألتناهم من عملهم من شئ » أي ما نقصناهم(٢).

بيان : المشهور بين المفسرين أن الآية نزلت في أطفال المؤمنين يلحقهم الله بآبائهم في الجنة ، وروى ذلك عن الصادق عليه‌السلام ، وما ورد في هذا الخبر بطن من بطون الآية.

٥ ـ شى : عن المفصل بن صالح عن بعض أصحابه في قوله « قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا وما انزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط » أما قوله : « قولوا » فهم آل محمد عليهم‌السلام لقوله : « فإن آمنوا بمثل آمنتم به فقد اهتدوا(٣) ».

٦ ـ شى : عن سلام عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « آمنا بالله وما انزل إلينا » قال عنى(٤) بذلك عليا وفاطمة والحسن والحسين وجرت بعدهم في الائمة عليهم‌السلام

____________________

(١) هكذا في الكتاب ومصدره إلا ان في النسخة المطبوعة من المصدر : [ اتبعتهم ] و الاية في المصحف الشريف هكذا : [ والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم ] والاختلاف اما من النساخ ، او الاية نقل معناها.

(٢) تفسير القمى : ٦٤٩ و ٦٥٠ فيه : [ ما انقصناهم ] والاية في سورة الطور : ٢١.

(٣) تفسير العياشى ١ : ٦١ و ٦٢ ، والايتان في سورة البقرة : ١٣٦ و ١٣٧ في المصدر : فقد اهتدوا سائر الناس.

(٤) في المصدر : انما عنى.

٣٥٥

قال : ثم رجع القول من الله في الناس فقال : « فان آمنوا » يعني الناس « بمثل ما آمنتم به » يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين ، والائمة من بعدهم عليهم‌السلام « فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق(١) ».

كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان عن سلام بن عمرة عنه عليه‌السلام مثله(٢).

بيان : ذكر المفسرون أن الخطاب في قوله : « قولوا » للمؤمنين ، لقوله : « فان آمنوا بمثل ما آمنتم به » وضمير « آمنوا » لليهود والنصارى ، وتأويله عليه‌السلام يرجع إلى ذلك ، لكن خص الخطاب بكمل المؤمنين الموجودين في ذلك الزمان ثم يتبعهم من كان بعدهم من أمثالهم كما في سائر الاوامر المتوجهة إلى الموجودين في زمانه عليه‌السلام الشاملة لمن بعدهم ، وهو أظهر من توجه الخطاب إلى جميع المؤمنين بقوله تعالى : « وما انزل إلينا » لان الانزال حقيقة وابتداء على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى من كان في بيت الوحي وامر بتبليغه ، ولانه قرن بما انزل على إبراهيم وإسماعيل وسائر النبيين ، فكما أن المنزل إليهم في قرينه هم النبيون والمرسلون ينبغي أن يكون المنزل إليهم أولا أمثالهم وأضرابهم من الاوصياء والصديقين فضمير « آمنوا » راجع إلى الناس غيرهم من أهل الكتاب وقريش وغيرهم قوله عليه‌السلام : عنى بذلك ، أي بضمير « قولوا » وإن سقط من الثاني لذكره في الاول ، والتصريح به فيه وإن أمكن أن يكون إشارة إلى ضميري « منا » و « إلينا » والمآل واحد ، وعلى تفسيره عليه‌السلام يدل على أمامتهم وجلالتهم عليهم‌السلام ، وكون المعيار في الاهتداء متابعتهم في العقائد والاعمال والاقوال ، وأن من خالفهم في شئ من ذلك فهو من أهل الشقاق والنفاق.

٧ ـ فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن ظهير عن ممحد بن حمدان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : « إذا دعي الله وحده

____________________

(١) تفسير العياشى ١ : ٦٢.

(٢) اصول الكافى ١ : ٤١٥ و ٤١٦.

٣٥٦

كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير » يقول : إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته كفرتم ، وإن يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا بأن له ولاية(١).

بيان : لما كان الايتمام بمن لم يأمر الله بالايتمام به محادة لله تعالى اولت في الاخبار الكثيرة آيات الشرك بالله بالشرك في الولاية في بطن القرآن ، ونظيره في القرآن كثير كقوله تعالى : « ألا تعبدوا الشيطان(٢) » وقوله : « اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله(٣) » وأمثالهما.

٨ ـ شى : عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى في كتابه : « ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود » إلى قوله : « اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة » إلى قوله : « بها بكافرين(٤) » فإنه من وكل بالفضل من أهل بيته والاخوان والذرية وهو قول الله إن يكفر به امتك يقول : فقد وكلت أهل بيتك بالايمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبدا ، ولا اضيع الايمان الذي أرسلتك به ، وجعلت من أهل بيتك بعدك علماء منك ، وولاة أمري بعدك ، وأهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا وزر ولا بطر ولا رياء(٦).

٩ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : « ولا تتخذوا إلهين اثنين ، إنما هو إله واحد » يعني بذلك ولا تتخذوا إمامين ، إنما هو إمام واحد(٦).

١٠ ـ قب : أبوبصير عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « قل إنما أنا بشر

____________________

(١) تفسير القمى ص ٥٨٤ والاية في سورة غافر : ١٢.

(٢) يس : ٦٠.

(٣) التوبة : ٣١.

(٤) الانعام : ٨٤ ـ ٨٩.

(٥) تفسير العياشى ١ : ٣٦٩ فيه : [ علماء امتك ] وفيه : علم الدين الذى.

(٦) تفسير العياشى : ٢ : ٢٦١. والاية في النحل : ٥١ بدون العاطف.

٣٥٧

مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون(١) » الوصية لعلي عليه‌السلام بعدي ، نزلت(٢) مشددة.

١١ ـ الباقر عليه‌السلام في قراءة علي عليه‌السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون(٣) » الوصية لرسول الله (ص) والامام بعده(٤).

١٢ ـ وعن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « ومن يبتغ غلى الاسلام دينا فلن ـ يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين » قال عليه‌السلام : غير التسليم لولايتنا(٥).

١٣ ـ وعنه عليه‌السلام في قوله تعالى : « حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم » يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام « وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان » بغضنا لمن خالف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخالفنا(٦).

١٤ ـ وعن ابن عباس في قوله تعالى : « أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات » عنى بني عبدالمطلب(٧).

١٥ ـ وعن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « والذين هم من خشية ربهم مشفقون » إلى قوله : « راجعون(٨) » نزلت في علي عليه‌السلام ، ثم جرت في المؤمنين وشيعته هم المؤمنون حقا(٩).

____________________

(١) هكذا في الكتاب ، والصحيح كما في المصدر والمصحف الشريف سورة الانبياء : ١٠٨قل انما يوحى إلى انما الهكم اله واحد فهل انتم مسلمون.

(٢) اى مسلمون.

(٣) البقرة : ١٣٢.

(٤) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٢٠٧.

(٥) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٠٣. والاية في سورة آل عمران : ٨٥.

(٦) مناقب آل ابى طالب : ٣ : ٣٤٣ والاية في سورة الحجرات : ٨.

(٧) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٤٤. والاية في سورة الجاثية : ٢١.

(٨) المؤمنون : ٥٧ ـ ٦٠ والصحيح : ان الذين هم.

(٩) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٨٥.

٣٥٨

١٦ ـ نى : الكليني عن محمد بن يحيى عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن عمرو ابن ثابت عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : « ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله » قال : هم أولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما ، وكذلك قال : « ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا » الآية ، ثم قال أبوجعفر عليه‌السلام : هم والله يا جابر أئمة الظلم وأشياعهم(١).

بيان : المشهور بين المفسرين أن المراد بالانداد الاوثان ، وقال السدي : هم رؤساؤهم الذين يطيعونهم طاعة الارباب ، كما فسره عليه‌السلام ، ويؤيده ضمير « يحبونهم ».

قال الطبرسي : وقوله : « يحبونهم » على هذا القول الاخير أدل ، لانه يبعد أن يحبوا الاوثان كحب الله مع علمهم بأنها لا تضر ولا تنفع ، ويدل أيضا عليه قوله : « إذ تبرأ الذين اتبعوا(٢) ».

والامام عليه‌السلام إنما استشهد بهذا الوجه لانه قد يقع إرجاع ضمير ذوي العقول على الاصنام وإن كان على خلاف الاصل.

وقال الطبرسي : معنى حبهم حب عبادتهم ، أو القرب إليهم ، أو الانقياد لهم أو جميع ذلك كحب الله ، أو كحب المؤمنين لله ، أو كحب المشركين له ، أو كالحب الواحب عليهم لله(٣).

وبعد ذلك في القرآن : « والذين آمنوا أشد حبا لله » قال : يعني حب المؤمنين فوق حق هؤلاء لاخلاصهم العبادة من الشرك ، ولعلمهم بأنه المنعم عليهم والمربي لهم ، ولعلمهم بالصفات العلى والاسماء الحسنى ، وأنه الحكيم الخبير

____________________

(١) غيبة النعمانى ص ٦٤ ، والايات في البقرة : ١٦٥ ـ ١٦٧.

(٢ و ٣) مجمع البيان ١ : ٢٤٩.

٣٥٩

الذي لا مثل له ولا نظير.

أقول : على تفسيره عليه‌السلام يحتمل أن يكون المراد كحب أولياء الله وخلفائه وكذا قوله : « أشد حبا لله » لما ورد في الاخبار أن الله خلطهم بنفسه فجعل طاعتهم طاعته ، ومعصيتهم معصيته ، ونسب إلى نفسه سبحانه ما ينسب إليهم « ولو يرى الذين ظلموا » أي يبصروا ، وقيل : يعلموا ، وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب بالتاء فالخطاب عام « أن القوة لله جميا » ساد مسد مفعولي يرى وجواب لو محذوف وقيل : هو متعلق الجواب ، والمفعولان محذوفان ، والتقدير ولو يرى الذين ظلموا أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله جميعا.

وأقول : يحتمل أن يكون المراد أن القوة لاولياء الله كما مر « إذا تبرأ الذين اتبعوا » بدل من « إذ يرون » ورأوا العذاب حال باضمار قد ، والاسباب الوصل الذي كانت بينهم من الاتباع والانفاق في الدين والاغراض الداعية إلى ذلك « لو أن لنا كرة » أي رجعة إلى الدنيا ، وهو (١) للتمني « حسرات عليهم » أي ندامات ، ويدل الخبر على كفر المخالفين وخلودهم في النار.

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي(٢) عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما‌السلام في قوله تعالى : « ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما » قال : مؤمن بمحبة آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ومبغض لعدوهم(٣).

____________________

(١) في نسخة : و « لو » للتمنى.

(٢) كنز جامع الفوائد : ١٥٩ و ١٦٠. فيه : « محمد بن حماد عن احمد بن اسماعيل العلوى عن عيسى بن داود عن ابى الحسن موسى بن جعفر عن ابيه صلوات الله عليهم.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٢٠٧ قال : سمعت ابى يقول ورجل يسأله عن قول الله عز و جل : « يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من اذن له الرحمن ورضى له قولا » قال : لا ينال شفاعة محمد الا من اذن له بطاعة آل محمد ورضى قولا وعملا فيهم فحى على مودتهم ومات عليها فرضى الله قوله وعمله فيهم ، ثم قال : « وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلما ».

٣٦٠