بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أوص وصيك أن يحفظ بالتابوت وبما فيه ، فإذا حضرت وفاته أن يوصي إلى خير ولده وألزمهم له ، وأفضلهم عنده ، وسلم إليه التابوت وما فيه ، وليضع كل وصي وصيته في التابوت وليوص بذلك بعضهم إلى بعض ، فمن أدرك نبوة نوح فليركب معه ، وليحمل التابوت وجميع ما فيه في فلكه ، ولا يتخلف عنه أحد. واحذر يا هبة الله وأنتم يا ولدي الملعون قابيل وولده ، فقد رأيتم ما فعل بأخيكم هابيل فاحذروه وولده ولا تناكحوهم ولا تخالطوهم ، وكن أنت يا هبة الله وإخوتك(١) وأخواتك في أعلى الجبل واعزله وولده ، ودع الملعون قابيل و ولده في أسفل الجبل.

قال : فلما كان اليوم الذي أخبر الله أنه متوفيه فيه تهيأ آدم للموت و أذعن به ، قال : وهبط عليه ملك الموت فقال آدم : دعني يا ملك الموت حتى أتشهد واثني على ربي بما صنع عندي من قبل أن تقبض روحي ، فقال آدم : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أني عبدالله وخليفته في أرضه ، ابتدأني باحسانه وخلقني بيده ، لم يخلق خلقا بيده سواي ، ونفخ في من روحه ، ثم أجمل صورتي ولم يخلق على خلقي أحدا قبلي ، ثم أسجد لي ملائكته ، وعلمني الاسماء كلها ولم يعلمها ملائكته ، ثم أسكنني جنته ، ولم يكن جعلها دار قرار ، ولا منزل استيطان وإنما خلقني ليسكنني الارض للذي أراد من التقدير والتدبير ، وقدر ذلك كله قبل أن يخلقني ، فمضيت في قدرته وقضائه ونافذ أمره ، ثم نهاني أن آكل من الشجرة فعصيته وأكلت منها فأقالني عثرتي ، وصفح لي عن جرمي ، فله الحمد على جميع نعمه عندي حمدا يكمل به رضاه عني.

قال : فقبض ملك الموت روحه صلوات الله عليه.

فقال أبوجعفر عليه‌السلام : إن جبرئيل نزل بكفن آدم وبحنوطه وبالمسحاة معه قال : ونزل مع جبرئيل سبعون ألف ملك ليحضروا جنازة آدم ، قال : فغسله هبة ـ

____________________

(١) في نسخة الكمبانى : واخوانك.

٦١

الله وجبرئيل وكفنه وحنطه(١) ثم قال : يا هبة الله تقدم فصل على أبيك ، و كبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، فوضع سرير آدم ثم قدم هبة الله وقام جبرئيل عن يمينه والملائكة خلفهما فصلى عليه وكبر عليه خمسا وعشرين تكبيرة ، وانصرف جبرئيل والملائكة فحفروا له بالمسحاة ثم أدخلوه في حفرته ، ثم قال جبرئيل : يا هبة الله هكذا فافعلوا بموتاكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت.

فقال أبوجعفر عليه‌السلام : فقام هبة الله في ولد أبيه بطاعة الله وبما أوصاه أبوه فاعتزل ولد الملعون قابيل ، فلما حضرت وفاة هبة الله أوصى إلى ابنه(٢) قينان ، و سلم إليه التابوت وما فيه وعظام آدم(٣) وقال له : إن أنت أدركت نبوة نوح فاتبعه ، واحمل التابوت معك في فلكه ، ولا تخلفن عنه ، فإن في نبوته يكون الطوفان والغرق ، فمن ركب في فلكه نجا ومن تخلف عنه غرق.

قال : فقام قينان بوصية هبة الله في إخوته وولد أبيه بطاعة الله ، قال : فلما حضرت قينان الوفاة أوصى إلى مهلائيل(٤) وسلم إليه التابوت وما فيه والوصية فقام مهلائيل بوصية قينان وسار بسيرته ، فلما حضرت مهلائيل الوفاة أوصى إلى انبه برد(٥) فسلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه والوصية ، فتقدم إليه في نبوة نوح فلما حضرت وفاة برد(٦) أوصى به إلى ابنه(٧) اخنوخ ، وهو إدريس ، فسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية ، فقام اخنوخ بوصية برد(٨) فلما قرب أجله أوحى الله إليه : اني رافعك إلى السماء ، وقابض روحك في السماء ، فأوص إلى

____________________

(١) في المصدر : وجبرئيل كفنه وحنطه.

(٢) الظاهر ان ها هنا سقطا أو اختصارا من النساخ أو الراوى ، لان الوصى بعد هبة الله ابنه انوش ، ثم قينان بن انوش.

(٣) في المصدر : وعظام آدم ووصية آدم.

(٤) في المصدر : إلى ابنه مهلائيل.

(٥ و ٦ و ٨) في المصدر وقصص الانبياء : يرد بالياء.

(٧) في المصدر : اوصى إلى ابنه اخنوخ.

٦٢

إبنك حرقا سيل(١) فقام حرقا سيل بوصية اخنوخ ، فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ابنه نوح وسلم إليه التابوت وجميع ما فيه والوصية ، قال : فلم يزل التابوت عند نوح حتى حمله معه في فلكه ، فلما حضرت نوحا الوفاة أوصى إلى ابنه سام ، و سلم إليه التابوت ، وجميع ما فيه والوصية.

قال حبيب السجستاني : ثم انقطع حديث أبي جعفر عليه‌السلام عندها(٢).

٣ ـ شى : عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لما أكل آدم من الشجرة اهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأم ، ثم ولد قابيل واخته توأم ، ثم إن آدم أمر هابيل وقابيل أن يقربا قربانا ، وكان هابيل صاحب غنم وكان قابيل صاحب زرع ، فقرب قابيل كبشا من أفضل غنمه ، وقرب قابيل من زرعه ما لم يكن ينقى كما أدخل بيته ، فتقبل قربان هابيل ، ولم يتقبل قربان قابيل ، وهو قول الله : « واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذا قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر(٣) » وكان القربان يأكله(٤) النار ، فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا ، وهو أول من بنى بيوت النار ، فقال : لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني ثم إن إبليس عدو الله أتاه وهو يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق فقال له : يا قابيل قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك وإنك إن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، يقولون : نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، فاقتله لكيلا يكون له عقب يفتخرون على عقبك ، فقتله ، فلما رجع قابيل إلى آدم قال له : يا قابيل أين هابيل؟ فقال : اطلبوه(٥) حيث قربنا القربان ، فانطلق آدم فوجد هابيل قتيلا ، فقال آدم : لعنت

____________________

(١) في المصدر وقصص الانبياء : [ خرقاسيل ] أقول : اوعزنا سابقا في كتاب النبوة ان اليعقوبى والمسعودى قد صرحا ان وصى اخنوخ ابنه متوشلخ ، ووصى متوشلخ ابنه لمك و هو ازفخشد ، ووصيه ابنه نوح. راجع ج ١١ : ٢٦٦.

(٢) تفسير العياشى ١ : ٣٠٦ ـ ٣٠٩.

(٣) المائدة : ٢٧.

(٤) في المصدر : تأكله النار.

(٥) في المصدر : فقال : اطلبه.

٦٣

من أرض كما قبلت دم هابيل ، فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ، ثم إن آدم سأل ربه ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله ، لان الله وهبه له وأخته توأم ، فلما انقضت نبوة آدم واستكملت أيامه أوحى الله إليه : أن يا آدم قد قضيت(١) نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك عند هبة الله ابنك ، فإني لم أقطع العلم والايمان والاسم الاعظم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ، ولن أدع الارض إلا وفيها عالم يعرف به ديني ، ويعرف به طاعتي و يكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح.

وبشر آدم بنوح ، وقال : إن الله باعث نبيا اسمه نوح ، فإنه يدعو إلى الله ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان ، فكان بين آدم وبين نوح عشرة آباء كلهم أنبياء ، وأوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به ، فإنه ينجو من الغرق ، ثم إن آدم مرض المرضة التي مات فيها ، فأرسل هبة الله فقال له : إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فاقرأه مني السلام ، وقل له : يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة(٢) فقال جبرئيل : يا هبة الله إن أباك قد قبض صلى‌الله‌عليه‌وآله وما نزلنا إلا للصلاة عليه فارجع ، فرجع فوجد آدم قد قبض ، فأراه جبرئيل كيف يغسله ، فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه ، قال هبة الله : يا جبرئيل تقدم فصل على آدم ، فقال له جبرئيل : إن الله أمرنا أن نسجد لابيك آدم وهو في الجنة ، فليس لنا أن نؤم شيئا(٣) من ولده ، فتقدم هبة الله فصلى عليه أبيه آدم وجبرئيل خلفه ، وجنود الملائكة ، وكبر عليه ثلاثين تكبيرة فأمره جبرئيل ، فرفع من ذلك خمسا وعشرين تكبيرة ، والسنة اليوم فينا خمس تكبيرات ، وقد كان يكبر على أهل بدر تسعا وسبعا.

____________________

(١) في النسخة المخطوطة : قد قضت نبوتك.

(٢) في اكمال الدين : ففعل ، فقال له جبرئيل

(٣) في الاكمال : احدا من ولده.

٦٤

ثم إن هبة الله لما دفن آدم صلى الله عليه أتاه قابيل فقال : يا هبة الله إني قد رأيت آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا ، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل منه قربانه ، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون : نحن أبناء الذي تقبل منه قربانه ، وأنتم أبناء الذي ترك قربانه ، و إنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا ، قتلتك كما قتلت أخاك هابيل ، فلبث هبة الله والعقب من بعده مستخفين بما عندهم من العلم والايمان و الاسم الاكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة(١) حتى بعث الله نوحا وظهرت وصية هبة الله(٢) حين نظروا في وصية آدم ، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به أبوهم آدم فآمنوا به واتبعوه وصدقوه ، وقد كان آدم أوصى إلى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ، فيكون يوم عيدهم فيتعاهدون بعث نوح وزمانه الذي يخرج فيه ، وكذلك في وصية(٣) كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

قال هشام بن الحكم : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لما أمر الله آدم أن يوصي إلى هبة الله أمره أن يستر ذلك فجرت السنة في ذلك بالكتمان ، فأوصى إليه وستر ذلك(٤). أقول : قد مضى الخبر بتمامه وطوله في باب جوامع(٥) أحوال الانبياء عليهم‌السلام من كتاب النبوة ، ومضى خبر آخر طويل في اتصال الوصية في باب أحوال(٦) ملوك الارض من ذلك الكتاب ، فلم نعدهما حذرا من التكرار والاطناب.

____________________

(١) في المصدر : واثار العلم والنبوة

(٢) في المصدر : وصية هبة الله في ولده.

(٣) في الاكمال : وكذلك جرى في وصيته.

(٤) تفسير العياشى ١ : ٣٠٩ ـ ٣١١.

(٥) في ج ١١ : ٤٣ ـ ٥٢ ، رواه المصنف هناك عن اكمال الدين وروضة الكافى. راجعه.

(٦) في ج ١٤ : ٥١٥.

٦٥

٣

باب

*(ان الامامة لا تكون الا بالنص ، ويجب على الامام)*

*(النص على من بعده)*

الآيات :

القصص « ٢٨ » : وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون « ٦٨ ».

الزخرف « ٤٣ » : وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون « ٣٢ ».

تفسير : قوله تعالى : « ويختار » أي يختار من يشاء للنبوة والامامة ، فقد روى المفسرون أنه نزل في قولهم : « لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم » وقيل : « ما » موصولة مفعول ليختار ، والراجع إليه محذوف ، والمعنى ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة ، أي الخير والصلاح ، وعلى الاول الخيرة بمعنى التخير ، كالطيرة بمعنى التطير ، وعلى التقديرين يدل على أن اختيار الامام الذي له الرياسة في الدين والدنيا لا يكون برأي الناس ، كما لا يخفى على منصف « من القريتين » أي من إحدى القريتين : مكة والطائف « عظيم » بالجاه والمال ، كالوليد ابن المغيرة ، وعروة بن مسعود الثقفي.

« أهم يقسمون رحمة ربك » قال البيضاوي : إنكار فيه تجهيل وتعجيب من تحكمهم ، والمراد بالرحمة النبوة « نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا » وهم عاجزون عن تدبيرها ، وهي خويصة أمرهم في دنياهم ، فمن أين لهم أن يدبروا أمر النبوة التي هي أعلى المراتب الانسبة « ورفعنا بعضهم » أي وأوقعنا بينهم التفاوت في الرزق وغيره « ليتخذ بعضهم بعضا سخريا » أي ليستعمل بعضهم بعضا في حوائجهم

٦٦

ليحصل بينهم تألف وتضام ينتظم بذلك نظام العالم لا لكمال في الموسع ، ولا النقص في المقتر ثم إنهم لا اعتراض لهم علينا في ذلك ولا تصرف ، فيكف يكون فيما هو أعلى منه « ورحمة ربك » أي هذه النبوة وما يتبعها « خير مما يجمعون » من حطام الدنيا والعظيم من رزق منها لامنه انتهى.

وأقول : الآيتان صريحتان في أن الرزق والمراتب الدنيوية لما كانت بقسمته وتقديره سبحانه فالمراتب الاخروية والدرجات المعنوية كالنبوة وما هو تاليها في أنه رفعة معنوية وخلافة دينية وهي الامامة أولى وأحرى بأن تكون بتعيينه تعالى ولا يكلها إلى العباد ، وأيضا إذا قصرت عقول العباد عن قسمة الدرجات الدنيوية فهي أحرى بأن تكون قاصرة عن تعيين منزلة هي تشتمل على الرياسة الدينية والدنيوية معا ، وهذا بين بحمد الله في الآيتين على وجه ليس فيه ارتياب ولا شك والله الموفق للصواب.

١ ـ ب : ابن عيسى ، عن البزنطي قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام بالقادسية فقلت له : جعلت فداك إني اريد أن أسألك عن شئ وأنا اجلك والخطب فيه جليل وإنما اريد فكاك رقبتي من النار ، فرآني وقد دمعت فقال : لا تدع شيئا تريد أن تسألني عنه إلا سألتني عنه ، قلت له : جعلت فداك إني سألت أباك وهو نازل في هذا الموضع عن خليفته من بعده فدلني عليك ، وقد سألتك منذ سنين ـ وليس لك ولد ـ عن الامامة فيمن تكون من بعدك؟ فقلت : في ولدي ، وقد وهب الله لك ابنين ، فأيهما عندك بمنزلتك التي كانت عند أبيك؟ فقال لي : هذا الذي سألت عنه ليس هذا وقته فقلت له : جعلت فداك قد رأيت ما ابتلينا به من أبيك ، ولست آمن الاحداث ، فقال : كلا إن شاء الله ، لو كان الذي تخاف كان مني في ذلك حجة أحتج بها عليك وعلى غيرك ، أما علمت أن الامام الفرض عليه والواجب من الله إذا خاف الفوت على نفسه أن يحتج في الامام من بعده بحجة معروفة مبينة ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون(١) فطب

____________________

(١) التوبة : ١١٥.

٦٧

نفسا وطيب بأنفس أصحابك ، فإن الامر يجئ على غير ما يحذرون إن شاء الله(١)

٢ ـ ب : بالاسناد قال : قلت للرضا عليه‌السلام : الامام إذا أوصى إلى الذي يكون من بعده بشئ ففوض إليه فيجعله حيث يشاء أو كيف هو؟ قال : إنما يوصي بأمر الله عزوجل فقال له : إنه قد حكى عن جدك قال : أترون أن هذا الامر إلينا نجعله حيث نشاء؟ لا والله ما هو إلا عهد(٢) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فرجل مسمى ، فقال : فالذي قلت(٣) لك من هذا(٤).

ير : عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد ، عن صفوان ، عنه عليه‌السلام مثله(٥).

٣ ـ ج : سعد بن عبدالله القمي قال : سألت القائم عليه‌السلام في حجر أببه فقلت : أخبرني يا مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لانفسهم ، قال : مصلح أو مفسد؟ قلت : مصلح ، قال : هل يجوز أن تقع خيرتهم على المفسد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت : بلى ، قال : فهي العلة ، أيدتها لك ببرهان يقبل ذلك عقلك؟ قلت : نعم ، قال : أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله ، وأنزل عليهم الكتب ، وأيدهم بالوحي والعصمة إذ هم أعلام الامم ، وأهدى أن لو ثبت الاختيار(٦) ، ومنهم موسى وعيسى عليهما‌السلام ، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان أنه مؤمن؟ قلت : لا ، قال : فهذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا ممن لم يشك في

____________________

(١) قرب الاسناد : ص ١٦٦ / ١٦٧ فيه : قد رأيت ما ابتلينا به في ابيك.

(٢) في نسخة الكمبانى : انما هو عهد.

(٣) في نسخة : قلت له.

(٤) قرب الاسناد : ١٥٤.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣٩ فيه : انما يقضى بامر الله.

(٦) في المصدر : فاهدى إلى ثبت الاختيار.

٦٨

إيمانهم وإخلاصهم ، فوقعت خيرته على المنافقين ، قال الله عزوجل : « واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا(١) » الآية ، فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله للنبوة واقعا على الافسد دون الاصلح وهو يظن أنه الاصلح دون الافسد علمنا أن لا اختيار لمن لا يعلم ما تخفي الصدور ، وما تكن الضمائر ، وتنصرف عنه السرائر(٢) وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والانصار ، بعد وقوع خيرة الانبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح(٣).

٤ ـ ل : ابن الوليد ، عن الحسن بن متيل ، عن سلمة بن الخطاب ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن الصباح المزني ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : عرج بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله السماء مائة وعشرين مرة ، ما من مرة إلا وقد أوصى الله عزوجل فيها إلى النبي بالولاية لعلي والائمة من بعده عليهم‌السلام أكثر مما أوصاه بالفرائض(٤).

ير : علي بن محمد بن سعيد ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع مثله(٥).

٥ ـ ب : علي ، عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : كان يقول قبل أن يؤخذ بسنة إذا اجتمع عنده أهل بيته : ما وكد الله(٦) على العباد في شئ ما وكد عليهم بالاقرار بالامامة ، وما جحد العباد شيئا ما جحدوها(٧).

____________________

(١) الاعراف : ١٥٥.

(٢) في نسخة : وتتصرف عنه السرائر.

(٣) الاحتجاج : ٢٥٩ و ٢٦٠.

(٤) الخصال ٢ : ١٤٩ فيه : اوصى الله عزوجل النبى.

(٥) بصائر الدرجات : ٢٣.

(٦) في هامش النسخة المطبوعة وكد العقد : اوثقة والرجل : شده والوكد بالضم : السعى والجهد ، كذا ذكره الفيروز آبادى في القاموس ، وحاصل معنى الحديث ان الله تعالى ما عهد على العباد بشئ مثل عهده عليهم بالاقرار بالامامة ، وهم لم ينكروا شيئا مثل انكارها فالمضاف محذوف في قوله : ما وكد ، اى مثله ما وكد.

(٧) قرب للاسناد : ١٢٣.

٦٩

٦ ـ ل : ابن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الزيات ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل ، عن الصادق عليه‌السلام قال : قلت له : يا بن رسول الله كيف صارت الامامة في ولد الحسين عليه‌السلام دون الحسن(١) وهما جميعا ولدا رسول الله (ص) وسبطاه ، وسيدا شباب أهل الجنة؟ فقال عليه‌السلام : إن موسى هارون عليهما‌السلام كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ، ولم يكن لاحد أن يقول : لم فعل الله ذلك؟ وإن الامامة خلافة الله عزوجل ليس لاحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله هو الحكيم في أفعاله ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، الخبر(٢).

٧ ـ ك : أبي وابن الوليد معا ، عن سعد والحميري معا عن ابن أبي الخطاب عن ابن اسباط عن ابن بكير عن عمرو بن الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أترون الامر(٣) إلينا نضعه حيث نشاء؟ كلا والله إنه لعهد معهود من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رجل فرجل ، حتى ينتهي إلى صاحبه(٤).

٨ ـ ير : أحمد بن محمد(٥) عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن عمرو بن الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أترون الموصي منا يوصي إلى من يريد؟ لا والله ، ولكنه عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فرجل حتى ينتهي الامر إلى صاحبه(٦).

ير : أحمد بن محمد ، عن ابن أبي عمير عن بكير وجميل عن عمرو بن الاشعث مثله(٧).

____________________

(١) في المصدر : دون ولد الحسن

(٢) الخصال ١ : ١٤٦.

(٣) المراد بالامر الامامة.

(٤) إكمال الدين : ١٢٨ و ١٢٩.

(٥) في نسخة الكمبانى : [ احمد بن محمد عن ابيه عن ابن ابى عمير ] ولكن النسخة المخطوطة والمصدر خاليان عن الزائد.

(٦) بصائر الدرجات : ١٣٩ فيه : حتى ينتهى إلى صاحبه.

(٧) بصائر الدرجات : ١٣٩.

٧٠

ير : أحمد بن الحسن عن أبيه عن ابن بكير عن عمرو بن الاشعث مثله(١).

٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن عبدالله الحجال ، عن داود بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أترون لامر إلينا أن نضعه فيمن شئنا؟ كلا ، والله إنه عهد من رسول الله (ص) إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى صاحب هذا الامر(٢).

١٠ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن عمرو بن عثمان عن حسان عن سدير ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال : سمعته يقول : أترون الوصيه إنما هو شئ يوصى به الرجل إلى من شاء؟ ثم قال : إنما هو عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فرجل حتى انتهى إلى نفسه(٣).

ير : إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٤).

١١ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن عمر بن أبان قال : ذكر أبوعبدالله عليه‌السلام الاوصياء ، وذكرت إسماعيل(٥) وقال : لا والله يا أبا محمد ذاك إلينا ما هو إلا إلى الله ينزل واحد بعد واحد(٦).

١٢ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن ابن أسباط ، عن ابن بكير ، عن عمرو بن الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أترون هذا الامر إلينا نضعه حيث شئنا؟ كلا والله ، إنه عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل فرجل حتى ينتهي إلى صاحبه(٧).

____________________

(١ ـ ٣) بصائر الدرجات : ١٣٩.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٩ فيه : يوصى بها الرجل منا إلى من شاء؟ انما هو عهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رجل.

(٥) اى ذكرت اسماعيل ابنه هل هو من الاوصياء. وهل توصى اليه؟

(٦) بصائر الدرجات : ١٣٩ فيه : واحدا بعد واحد.

(٧) بصائر الدرجات : ١٣٩.

٧١

١٣ ـ ير : أيوب بن نوح ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن بكير ، عن عمرو (١) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كنا عنده نحوا من عشرين إنسانا ، فقال : لعلكم ترون أن هذا الامر إلى رجل منا نضعه حيث نشاء؟ كلا والله إنه لعهد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يسمى رجل فرجل حتى انتهى إلى صاحبه(٢).

١٤ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبيه ، عن البطائني ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته وطلبت وقضيت إليه(٣) أن يجعل هذا الامر إلى إسماعيل ، فأبى الله إلا أن يجعله لابي الحسن موسى عليه‌السلام(٤).

١٥ ـ ير : الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد ، عن علي بن محمد ، عن بكر بن صالح الرازي ، عن محمد بن سليمان المصري ، عن عثمان بن أسلم ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الامامة عهد من الله عزوجل معهود لرجل مسمى ، ليس للامام أن يزويها عمن يكون من بعده(٥).

١٦ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن الحسن بن علي ، عن علي بن منصور ، عن كلثوم ، عن عبدالرحمان الخزاز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان لاسماعيل بن إبراهيم ابن صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه ، فأبى الله ذلك ، فقال : يا إسماعيل هو فلان ، فلما قضى الله الموت على إسماعيل فجاء وصيه(٦) وقال : يا بني إذا حضر الموت فافعل كما فعلت ، فمن أجل ذلك ليس يموت إمام إلا أخبره الله إلى من يوصي(٧).

____________________

(١) لعله عمرو بن الاشعث المتقدم.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣٩.

(٣) في نسخة : ونصبت اليه.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣٩.

(٥) بصائر الدرجات : ١٣٩. قوله : يزويها ، اى ليس له أن يصرفها عمن يكون بعده

(٦) في النسخة المخطوطة : [ وجاء وصيه ] وفى المصدر : [ وجاء وصيه فقال ] وفيه : عن اجل ذلك.

(٧) بصائر الدرجات : ١٤٠.

٧٢

١٧ ـ ير : السندي بن محمد ، عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن حجر ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : ما مات منا عالم حتى يعلمه الله إلى من يوصي(١).

ير : أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن عمرو بن أبان ، عن حمران عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٢).

ير : محمد بن عبدالجبار ، عن محمد البرقي ، عن فضالة ، عن عمرو بن أبان ، عن سليمان بن خالد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٣).

١٨ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير وابن فضال ، عن مثنى الحناط عن الحسن الصيقل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا يموت الرجل منا حتى يعرف وليه(٤).

١٩ ـ ير : محمد بن القاسم ، عن صفوان ، عن المعلى ، بن أبي عثمان ، عن المعلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الامام يعرف الامام الذي من بعده فيوصي إليه(٥).

٢٠ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن العلا ، عن عبدالله بن أبي يعفور ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا يموت الامام حتى يعلم من يكون بعده(٦).

٢١ ـ ير : على بن إسماعيل ، عن أحمد بن النضر الخزاز ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الامام يعرف الامام الذي يكون من بعده(٧).

ير : محمد بن شعيب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٨).

ير : محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن شعيب ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٩).

____________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ١٤٠.

(٣ ـ ٥) بصائر الدرجات : ١٤٠.

(٦) بصائر الدرجات : ١٤٠ فيه : يكون من بعده.

(٧ ـ ٩) بصائر الدرجات : ١٤٠.

٧٣

ير : محمد بن عيسى ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(١).

٢٢ ـ قب : محمد بن سنان ، عن الصادق عليه‌السلام قي قوله : « يخلق ما يشاء ويختار » قال : اختار محمدا وأهل بيته.

علي بن الجعد ، عن شعبة ، عن حماد بن مسلمة ، عن أنس قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله خلق آدم من طين كيف يشاء(٢).

ثم قال : « ويختار » إن الله اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق(٣).

فانتجبنا ، فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب عليه‌السلام الوصي ، ثم قال : « ما كان لهم الخيرة » يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكني أختار من أشاء فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه ، ثم قال : « سبحان الله » يعني تنزيها لله « عما يشركون » به كفار مكة ، ثم قال : « وربك » يا محمد « يعلم ما تكن صدورهم » من بغض المنافقين لك ولاهل بيتك « وما يعلنون » بألسنتهم من الحب لك ولاهل بيتك(٤).

يف : روى محمد بن مؤمن في كتابه في تفسير قوله تعالى : « وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة » قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « وربك يخلق ما يشاء » قال : إن الله عزوجل خلق آدم. وذكر مثله(٥).

٢٣ ـ قب : ابن جرير الطبري لما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يعرض نفسه على القبائل جاء إلى بني كلاب فقالوا : نبايعك على أن يكون لنا الامر بعدك ، فقال : الامر لله فإن شاء كان فيكم ، وكان في غيركم(٦) ، فمضوا ولم يبايعوه وقالوا : لا نضرب لحربك

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٤٠. (٢) في نسخه : شاء.

(٣) في المصدر : عن جميع الخلق.

(٤) مناقب آل ابيطالب ١ : ٢٢٠ والاية في القصص : ٦٨ و ٨٩. تمامها : سبحانه و تعالى عما يشركون.

(٥) الطرائف : ٢٤.

(٦) في المصدر : كان فيكم او في غيركم.

٧٤

بأسيافنا ثم تحكم علينا غيرنا.

الماوردى : في أعلام النبوة إنه قال عامر بن الطفيل للنبي وقد أراد به غيلة : يا محمد مالي إن أسلمت؟ فقال : لك ما للاسلام ، وعليك ما على الاسلام ، فقال : ألا تجعلني الوالي من بعدك؟ قال : لس لك ذلك ولا لقومك ، ولكن لك أعنة الخيل تغزو في سبيل الله القصة(١).

٢٤ ـ قب : أبوذر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من استعمل غلاما في عصابة فيها من هو أرضى لله منه فقد خان الله.

وقال أبوالحسن الرفا لابن رامين الفقيه : لما خرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من المدينة ما استخلف عليها أحدا؟ قال : بلى استخلف عليا ، قال : وكيف لم يقل لاهل المدينة اختاروا فإنكم لا تجتمعون على الضلال! قال : خاف عليهم الخلف والفتنة ، قال : فلو وقع بينهم فساد لاصلحه عند عودته ، قال : هذا أوثق ، قال : فاستخلف أحدا بعد موته؟ قال : لا ، قال : فموته أعظم من سفره ، فكيف أمن على الامة بعد موته ما خافه في سفره وهو حي عليهم؟ فقطعه(٢).

٢٥ ـ نى : ابن عقدة ، عن عبدالله بن أحمد بن مسعود ، عن محمد بن عبدالله الحلبي عن عبدالله بن بكير ، عن عمرو بن(٣) الاشعث قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول و نحن عنده في البيت نحو من عشرين رجلا فأقبل علينا وقال : لعلكم ترون أن هذا الامر في الامامة إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء ، والله إنه لعهد من الله نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى رجال مسمين رجل فرجل حيت ينتهى إلى صاحبها(٤).

____________________

(١) مناقب آل ابيطالب ١ : ٢٢١.

(٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٢١ و ٢٢٢ قوله : فقطعه اى قطع عذره وألزمه.

(٣) في المصدر وفى النسخة المخطوطة : [ عمر بن الاشعت ] وفيه تصحيف وصحيحه [ عمرو ] كما تقدم.

(٤) غيبة النعمانى : ٢٣ فيه : حتى تنتهى إلى صاحبها.

٧٥

٤

باب

*(وجوب معرفة الامام ، وانه لا يعذر الناس بترك الولاية)*

*(وان من مات لا يعرف امامه أو شك فيه مات ميتة جاهلية وكفر ونفاق)*

١ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن بشير الدهان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : قال رسول الله (ص) : « من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية » فعليكم بالطاعة ، قد رأيتم أصحاب علي ، وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالة(١) ، لنا كرائم القرآن ، ونحن أقوام افترض الله طاعتنا ، ولنا الانفال ولنا صفو المال(٢).

بيان : قوله : قد رأيتم أصحاب علي ، أي طاعتهم له(٣) ، فالمراد خواصهم أو رجوعهم عنه وكفرهم بعدم طاعتهم له كالخوارج ، قوله : « لنا كرايم القرآن » أي نزلت فينا الآيات الكريمة ونفائسها ، وهي ما تدل على فضل ومدح ، والمراد بميتة الجاهلية الموت على الحالة التي كانت عليها أهل الجاهلية من الكفر والجهل باصول الدين وفروعه.

٢ ـ سن : ابن فضال ، عن حماد بن عثمان ، عن أبي اليسع عيسى بن السري قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الارض لا تصلح إلا بالامام ، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه هذه ، وأهوى بيده إلى صدره يقول : لقد كنت على أمر حسن(٤).

٣ ـ سن : أبي ، عن النضر ، عن يحيى الحلبي ، عن الحسين بن أبي العلا

____________________

(١) الصحيح كما في المصدر : بجهالته.

(٢) محاسن البرقى ١٥٣ و ١٥٤.

(٣) او المعنى انهم كانوا بصراء في دينهم ، يدرون بمن يأتموا.

(٤) محاسن البرقى : ١٥٤.

٧٦

قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول رسول الله (ص) : « من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية » فقال : نعم ، لو أن الناس تبعوا علي بن الحسين عليه‌السلام وتركوا عبدالملك بن مروان اهتدوا ، فقلنا ، من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة كفر؟ فقال : لا ميتة ضلال(١).

بيان : لعله عليه‌السلام إنما نفى الكفر لان السائل توهم أنه يجري عليه أحكام الكفر في الدنيا ، فنفى ذلك ، وأثبت له الضلال عن الحق في الدنيا ، وعن الجنة في الآخرة ، فلا يدخل الجنة أبدا ، فلا ينافي الاخبار الآتية التي أثبتوا فيها لهم الكفر ، فإن المراد بها أنهم في حكم الكفار في الآخرة ، ويحتمل أن يكون نفي الكفر لشمول من لا يعرف المستضعفين ، لان فيهم احتمال النجاة من العذاب فسائر الاخبار محمولة من سواهم وسيأتي القول في ذلك في كتاب الايمان والكفر انشاء الله تعالى.

٤ ـ سن : النضر ، عن يحيى ، عن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال أبي : من مات ليس له إمام مات ميتة جاهلية(٢).

٥ ـ سن : محمد بن علي ، عن علي بن النعمان النخعي ، عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سمعت عثمان بن المغيرة يقول : حدثني الصادق عن علي عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من مات بغير إمام جماعة مات ميتة جاهلية » قال الحارث بن المغيرة(٣) : فلقيت جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، فقال : نعم قلنا(٤) : فمات ميتة جاهلية؟ قال : ميتة كفر وضلال ونفاق(٥).

٦ ـ سن : أبي ، عن علي بن النعمان ، عن محمد بن مروان ، عن الفضيل قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : من مات وليس له إمام فموته ميتة جاهلية. ولا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم. ومن مات وهو عارف لامامه لا يضره تقدم هذه الامر

____________________

(١ و ٢) محاسن البرقى : ١٥٤.

(٣) اى لعثمان بن المغيرة.

(٤) القائل عثمان بن المغيرة ، اى قلنا للصادق عليه‌السلام.

(٥) محاسن البرقى : ١٥٥.

٧٧

أو تأخره ، ومن مات عارفا لامامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه(١).

٧ ـ ك : ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن الحسن بن طريف(٢) ، عن صالح بن أبي حماد ، عن محمد بن إسماعيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية ، فقلت له كل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ قال : نعم ، والواقف كافر ، والناصب مشرك(٣).

٨ ـ نى : أحمد بن محمد بن هوذة ، عن النهاوندي ، عن عبدالله بن حماد ، عن يحيى عن عبدالله ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : يا يحيى من بات ليلة لا يعرف فيها إمام زمانه مات ميتة جاهلية(٤).

٩ ـ نى : ابن عقدة ، عن علي بن الحسين ، عن العباس بن عامر ، عن عبد الملك بن عتبة ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية(٥).

١٠ ـ نى : الكليني ، عن عدة من أصحابه ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن عليه‌السلام في قوله : « ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله » قال : من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى(٦).

١١ ـ نى : الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان عن بعض رجاله عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من الله كان مشركا(٧).

____________________

(١) محاسن البرقى : ١٥٥ و ٥٥٦.

(٢) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفيه تصحيف ، والصحيح : الحسن بن ظريف بالمعجمة.

(٣) اكمال الدين : ٣٧٥.

(٤) غيبة النعمانى : ٦٢.

(٥) غيبة النعمانى : ٦٣ في نسخة منه : من مات ولم يعرف امام زمانه مات.

(٦) غيبة النعمانى : ٦٣ والاية في سورة القصص : ٥٠.

(٧) غيبة النعمانى : ٦٣ و ٦٤ فيه : من ليس بامامته من الله.

٧٨

١٢ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن رياح ، عن أحمد بن علي الحميري ، عن الحسين بن أيوب ، عن عبدالكريم بن الخثعمي(١) عن ابن أبي يعفور قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : رجل يتولاكم ويبرأ من عدوكم ويحلل حلالكم ، ويحرم حرامكم ، ويزعم أن الامر فيكم لم يخرج منكم إلى غيركم إلا أنه يقول : إنهم قد اختلوا فيما بينهم وهم الائمة القادة ، وإذا اجتمعوا على رجل فقالوا : هذا ، قلنا : هذا ، فقال : عليه‌السلام : إن مات على هذا فقد مات ميتة جاهلية(٢).

١٣ ـ نى : عبدالواحد بن عبدالله ، عن محمد بن جعفر القرشي ، عن أبي جعفر الهمداني(٣) عن محمد بن سنان ، عن سماعة بن مهران قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام رجل يتوالى عليا ويتبرأ من عدوه ، ويقول : كل شئ يقول : إلا أنه يقول : قد اختلفوا فيما بينهم(٤) وهم الائمة القادة ، فلست أدري أيهم الامام ، وإذا اجتمعوا على رجل أخذت بقوله ، وقد عرفت أن الامر فيهم ، قال : إن مات هذا على ذلك مات ميتة جاهلية ، ثم قال : للقرآن تأويل يجري كما يجري الليل والنهار ، و كما تجري الشمس والقمر ، فادا جاء تأويل شئ منه وقع ، فمنه ما قد جاء ، ومنه ما يجئ(٥).

بيان : قوله عليه‌السلام : للقرآن تأويل ، لعل المعنى أن ما نعلمه من بطون القرآن وتأويلاته لابد من وقوع كل منها في وقته ، فمن ذلك اجتماع الناس على إمام واحد في زمان القائم وليس هذا أوانه ، أو أنه دل القرآن على عدم خلو الزمان من الامام ، ولابد من وقوع ذلك ، فمنهم من مضى ، ومنهم من يأتي.

____________________

(١) في النسخة المخطوطة ، [ عبدالكريم الخثعمى ] وفى المصدر : عبدالكريم بن عمرو الخثعمى.

(٢) غيبة النعمانى : ٦٥ و ٦٦.

(٣) في نسخة من المصدر : قال : حدثنا ابوجعفر الهمدانى قال : حدثنى موسى بن سعدان عن عمار بن مروان.

(٤) في المصدر والنسخة المخطوطة ، قد اختلفوا بينهم.

(٥) غيبة النعمانى ، ٦٦ في نسخة منه : ومنه ما لم يجئ.

٧٩

١٤ ـ نى : ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن علي بن سيف ، عن أبيه عن حمران قال : وصفت لابيعبد الله عليه‌السلام رجلا يتوالى أمير المؤمنين عليه‌السلام ويتبرأ من عدوه ، ويقول كل شئ يقول : إلا أنه يقول : إنهم اختلفوا فيما بينهم ، وهم الائمة القادة ، ولست أدري أيهم الامام ، وإذا اجتمعوا على وجه واحد أخذنا بقوله : وقد عرفت أن الامر فيهم رحمهم‌الله جميعا ، فقال : إن مات هذا مات ميتة جاهلية(١).

وعن علي بن يوسف ، عن أخيه الحسين ، عن معاذ بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٢).

١٥ ـ كش : حمدويه وإبراهيم ، عن أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن فضيل الاعور ، عن أبي عبيدة الحذاء قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : إن سالم بن أبي حفصة يقول : ما بلغك أنه من مات وليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهلية؟ فأقول : بلى فيقول : من إمامك؟ فأقول : أئمتي آل محمد عليه وعليهم‌السلام فيقول : والله ما أسمعك عرفت إماما ، قال أبوجعفر عليه‌السلام : ويح سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الامام منزلة الامام يا زياد(٣) أفضل وأعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون(٤).

١٦ ـ فس : جعفر بن محمد(٥) عن عبدالكريم ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لا يعذر الله يوم القيامة أحدا يقول : يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة هم الولاة على الناس كافة ، وفي شيعة ولد فاطمة أنزل الله هذه الآية خاصة : « يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله » الآية(٦).

____________________

(١ و ٢) غيبة النعمانى : ٦٦.

(٣) زياد بن عيسى ، أو ابن أبي رجاء هو أبوعبيدة الحذاء.

(٤) رجال الكشى : ١٥٣ و ١٥٤.

(٥) في المصدر : جعفر بن أحمد.

(٦) تفسير القمى : ٥٧٩ والاية في سورة الزمر : ٥٣.

٨٠