بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

« إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون(١) ».

٥٤ ـ وعنه عن معمر بن خلاد قال : سأل رجل فارسي أبا الحسن الرضا عليه‌السلام فقال : طاعتكم مفترضة؟ فقال : نعم ، فقال : كطاعة علي بن أبي طالب؟ فقال : نعم(٢).

أقول : الاخبار الدالة على وجوب طاعتهم كثيرة متفرقة في الابواب.

٥٥ ـ قب : روي عن الائمة عليهم‌السلام في قوله تعالى : « ونجعلهم الوارثين » و في قوله تعالى : « والله يؤتي ملكه من يشاء » أنهما نزلتا فيهم(٣).

٥٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن الهيثم(٤) عن أحمد بن محمد السياري عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : « من يطع الله ورسوله » في ولاية علي والائمة من بعده « فقد فاز فوزا عظيما » (٥).

٥٧ ـ فر : محمد بن القاسم وعبيد بن كثير بإسنادهما(٦) عن أبي عبدالله عليه‌السلام قوله في آل إبراهيم : « وآتيناهم ملكا عظيما » قال : الملك العظيم أن جعل منهم أئمة ، من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، فهذا ملك عظيم(٧).

٥٨ ـ فر : الفزاري رفعه قال : سئل أبوجعفر عليه‌السلام عن قوله تعالى : « فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم » قال : الفتنة الكفر(٨)

____________________

(١) الاختصاص : ٢٧٧. والاية الاخيرة في سورة المائدة : ٥٥.

(٢) الاختصاص : ٢٧٨ فيه : مثل طاعة على بن ابى طالب؟

(٣) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٤٣ فيه : [ نزلتا فينا ] والاية الاولى في سورة القصص : ٥ ، والثانية في البقرة : ٢٤٧.

(٤) في المصدر : عن احمد بن القاسم.

(٥) كنز جامع الفوائد : ٢٤٤.

(٦) في المصدر : معنعنا عن أبى عبدالله عليه‌السلام.

(٧) تفسير فرات : ٨١.

(٨) في نسخة : [ الكفار ] وفى المصدر : الفتنة الكفار ، قال.

٣٠١

قيل : يا با جعفر حدثني فيمن نزلت؟ قال : نزلت في رسول الله (ص) ، وجرى مثلها من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الاوصياء في طاعتهم(١).

٥٩ ـ كا : العدة عن أحمد عن البرقي عن أبيه أبيه عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام « ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم » و سلموا للامام تسليما « أو أخرجوا من دياركم » رضا له « ما فعلوه إلا قليل منهم ولو » أن أهل الخلاف(٢) « فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا(٣) » وفي هذه الآية : « ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت(٤) » في أمر الولاية « و يسلموا » لله الطاعة « تسليما(٥) ».

٦٠ ـ كا : علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد قال : تلا أبوجعفر عليه‌السلام « أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن خفتم تنازعا في الامر فارجعوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر منكم(٦) » ثم قال : كيف يأمر بطاعتهم ويرخص في منازعتهم ، إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم : أطيعوا الله وأطيعوا الرسول(٧).

٦١ ـ كا ، فس : الحسين بن محمد عن المعلى عن أحمد بن النضر عن محمد بن مروان رفعه إليهم قالوا : يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في علي و الائمة كما آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا(٨).

____________________

(١) تفسير فرات : ١٠٥.

(٢) تفسير للضمير في قوله تعالى : ولو انهم.

(٣ و ٤) النساء : ٦٥ و ٦٦

(٥) روضة الكافى : ١٨٤.

(٦) اشرنا قبلا ان الراوى وهم وظن انه عليه‌السلام يريد أن نزولها كذلك ، مع انه يريد ان يفسرها ويوضح معناها.

(٧) روضة الكافى : ١٨٤ و ١٨٥.

(٨) اصول الكافى ١ : ٤١٤ ، تفسير القمى : ٥٣٥ الفاظ الحديث في الكافى هكذا : رفعه اليهم في قول الله عزوجل : « وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله » في على والائمة « كالذين آذوا موسى فبرأ الله مما قالوا ».

٣٠٢

بيان : ضمير « إليهم » راجع إلى الائمة عليهم‌السلام ، وكأنه نقل الآية بالمعنى لانه قال تعالى في سورة الاحزاب : « وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا(١) » وقال بعد آيات اخر : « يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأ الله مما قالوا(٢) » فجمع عليه‌السلام بين الآيتين ، و أفاد مضمونهما ، وإن أمكن أن يكون في مصحفهم عليهم‌السلام هكذا(٣) ويمكن أن يكون إيذاء موسى عليه‌السلام أيضا في وصيه هارون ، وذكر المفسرون وجوها أسلفناها في كتاب النبوة.

٦٢ ـ كا ، فس : الحسين عن المعلى عن ابن أسباط عن ابن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « ومن يطع الله ورسوله » في ولاية علي عليه‌السلام والائمة بعده « فقد فاز فوزا عظيما » هكذا(٤) نزلت(٥).

٦٣ ـ شى : عن أبي بصير عن أبي عبدالله صلى‌الله‌عليه‌وآله « ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم » وسلموا للامام تسليما « أو اخرجوا من دياركم » رضا له « ما فعلوه إلا قليل منهم ولو » أن أهل الخلاف « فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم » يعني في علي عليه‌السلام(٦).

٦٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل » من السمع و الطاعة والامانة والصبر « وعليكم ما حملتم » من العهود التي أخذها الله عليكم

____________________

(١ و ٢) سورة الاحزاب : ٥٣ و ٦٩.

(٣) قد عرفت ان الفاظ الحديث في الكافى تطابق المصحف الشريف ، وكانه قدس‌سره لم يتأمل في الكافى.

(٤) اى بهذا المعنى نزلت.

(٥) اصول الكافى ١ : ٤١٤ ، تفسير القمى : ٥٣٥.

(٦) تفسير العياشى ١ : ٢٥٦. والاية في سورة النساء : ٦٦ ، وتقدم الحديث عن الكافى مع زيادة.

٣٠٣

في علي وما بين لكم في القرآن من فرض طاعته فقوله : « وإن تطيعوه تهتدوا » أي وإن تطيعوا عليا تهتدوا « وما على الرسول إلا البلاغ » هكذا(١) نزلت(٢).

٦٥ ـ مد : من مناقب ابن المغازلي عن علي بن الحسين الواسطي عن أبي القاسم الصفار عن عمر بن أحمد بن هارون عن أبيه عن ابن عقدة عن يعقوب بن يوسف عن أبي غسان عن مسعود بن سعيد عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله » قال : نحن الناس والله.(٣) ما : أبوعمرو عن ابن عقدة مثله(٤).

١٨

باب

*(انهم أنوار الله ، وتأويل آيات النور فيهم عليهم‌السلام)*

١ ـ فس : محمد بن همام عن جعفر بن محمد عن محمد بن الحسن(٥) الصائغ عن الحسن بن علي عن صالح بن سهل الهمداني قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول في قول الله : « الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة » المشكاة : فاطمة عليها‌السلام « فيها مصباح » الحسن « المصباح » الحسين « في زجاجة كأنها كوكب دري » كان فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا ونساء أهل الجنة(٦) « يوقد من شجرة

____________________

(١) اى بهذا المعنى نزلت ، وليس المراد انها نزلت بهذه الالفاظ والشاهد على ما ذكرنا قوله : [ وما بين لكم في القرآن ] وقوله بعد الاية : أى وان تطيعوا.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٨٨ والاية في سورة النور : ٥٤.

(٣) العمدة : ١٨٥. ولم يذكر فيه ولا في الامالى كلمة : والله.

(٤) امالى ابن الطوسى : ١٧١

(٥) في نسخة من المصدر : الحسين.

(٦) في النسخة المخطوطة : [ كوكب درى بين نساء اهل الدنيا ] وفى المصدر : [ بين نساء اهل الارض ] وفى الكنز : [ بين نساء اهل الجنة ] ولعل المصنف جمع بين الفقرتين أو كان في نسخته كذلك.

٣٠٤

مباركة » يوقد من إبراهيم « لا شرقية(١) ولا غربية » لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضيئ » يكاد العلم ينفجر منها(٢) « ولو لم تمسسه نار نور على نور » إمام منها بعد إمام « يهدي الله لنوره من يشاء » يهدي الله للائمة(٣) من يشاء « و يضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم » (٤).

« أو كظلمات » فلان وفلان « في بحر لجي يغشاه موج » يعني نعثل « من فوقه موج » طلحة والزبير « ظلمات بعضها فوق بعض » معاوية(٥) وفتن بني امية « إذا أخرج » المؤمن « يده » في ظلمة(٦) فتنتهم « لم يكديراها ومن لم يجعل الله له نورا(٧) فماله من نور » فماله من إمام يوم القيامة يمشي بنوره(٨). وقال في قوله : « نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم » قال : أئمة المؤمنين يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازلهم في الجنة(٩).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن العباس بن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب

____________________

(١) في الكنز : زيتونة لا شرقية. (٢) في نسخة : يكاد علم الائمة من ذريتها.

(٣) في نسخة : « بالائمة » وفى التفسير : للائمة من يشاء ان يدخله في نور ولايتهم مخلصا.

(٤) وقال تعالى بعد هذه الاية : « في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه » أى نور الله الذى كمشكاة فيها مصباح يكون في هذه البيوت الذى اذن الله ان ترفع اقدارها وتعظم ساكنيها.

(٥) في نسخة : [ ويزيد ] وفى الكنز : [ او كظلمات ] الاول وصاحبه [ في بحر لحى يغشاه موج ] الثالث [ من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض ] قال : معاوية وفتن بنى امية.

(٦) في نسخة : في ظلم.

(٧) في المصدر والكنز : « له نورا » اى اماما من ولد فاطمة « فما له من نور ».

(٨) في الكنز ، « فماله من نور » امام يوم القيامة يسعى بين يديه. انتهى الحديث.

(٩) تفسير القمى : ٤٥٦ و ٤٥٨ و ٤٥٩ قوله : وقال في قوله : نورهم يسعى ، فيه : [ يعنى قوله : يسعى نورهم ] وفيه : قال : ان المؤمنين والاية في التحريم : ٨.

٣٠٥

عن أبيه عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم باسناده عن صالح بن سهل مثله(١).

بيان : قوله عليه‌السلام : « المصباح الحسين » يدل على أن المصباح المذكور في الآية ثانيا المراد به غير المذكور أولا ، ولعل فيه إشارة(٢) إلى وحدة نوريهما قوله : « لا يهودية » لانهم يصلون إلى المغرب « ولا نصرانية » لانهم يصلون إلى المشرق ، والمراد بفلان وفلان أبوبكر وعمر ، ونعثل هو عثمان ، قال في النهاية : كان أعداء عثمان يسمونه نعثلا ، تشبيها له برجل من مصر كان طويل اللحية اسمه نعثل ، وقيل : النعثل : الشيخ الاحمق ، وذكر الضباع.

٣ ـ يد ، مع : إبراهيم بن هارون الهيبستي(٣) عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسين بن أيوب عن محمد بن غالب عن علي بن الحسين عن الحسن بن أيوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلي عن الفضيل بن يار قال : قلت لابي عبدالله الصادق عليه‌السلام : « الله نور السماوات والارض » قال : كذلك الله عز وجل ، قال : قلت : « مثل نوره » قال لي : محمد (ص) ، قلت : « كمشكاة » قال : صدر محمد ، قلت : فيها مصباح « قال : فيه نور العلم ، يعني النبوة ، قلت : « المصباح في زجاجة » قال : علم رسول الله (ص) صدر إلى قلب علي عليه‌السلام ، قلت : « كأنها « قال : لاي شئ تقرأ : كانها ، قلت : فكيف جعلت فداك؟ قال : « كأنه كوكب دري » قلت : « يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية » قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام لا يهودي ولا نصراني ، قلت : « يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار » قال : يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد (ص) من

____________________

(١) كنز جامع الفوائد : ١٨٤ رواه بهذا الاسناد إلى آخر آية النور ، واما ما رواه من تأويل آية : [ او كظلمات ] فرواء في ص ١٨٦ باسناده عن محمد بن يعقوب عن على بن محمد بن اسماعيل بن زياد عن محمد بن الحسن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل.

(٢) في نسخة : ولعله اشارة.

(٣) في نسخة : [ الهيبتى ] وفى المخطوطة : الهيثمى.

٣٠٦

قبل أن ينطق به ، قلت : « نور على نور » قال : الامام على أثر الامام.

بيان : قوله عليه‌السلام : « كأنه كوكب » أقول : لم تنقل تلك القراءة في الشواد ولعل تذكير الضمير باعتبار الخبر ، أو بتأويل في الزجاجة ، ويحتمل أن لا تكون الزجاجة الثانية في قرائتهم فيكون الضمير راجعا إلى المصباح « من قبل أن ينطق به » كأنه على بناء المفعول ، أي يقرب أن يخرج العلم من فمه قبل أن يصدر وحي بل يعلم بالالهام ، كما سيأتي برواية الكافي ، أو قبل أن يسأل عنه ، كما سيأتي برواية فرات.

٤ ـ فس : أبي عن عبدالله بن جندب عن الرضا عليه‌السلام أنه كتب إليه : مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة ، فيه مصباح المصباح محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، المصباح في زجاجة ، الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة(١) لا شرقية ولا غربية ، لا دعية ولا منكرة ، يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار القرآن نور على نور ، إمام بعد إمام ، يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم ، فالنور علي ، يهدي الله لولايتنا من أحب ، وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، نيرا برهانه(٢) ظاهرة عند الله حجته ، حق على الله أن يجعل ولينا مع النبيين(٣) والصديقين و الشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا(٤).

توضيح : قوله : المصباح محمد ، في بعض النسخ هكذا : المصباح محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في زجاجة من عنصره الطاهرة. قوله عليه‌السلام : لادعية ، الدعي : المتهم في نسبه ، ولعله إنما عبر عن صحة النسب ووضوحه بقوله : لا شرقية ولا غربية لان من كان عندنا من أهل المشرق والمغرب لم يعرف نسبه عندنا ، أو الشرقية و

____________________

(١) في نسخة : زيتونة ابراهيمية.

(٢) في المصدر : منيرا برهانه.

(٣) في المصدر : ان يجعل ولينا المتقين مع النبيين.

(٤) تفسير القمى : ٤٥٧ و ٤٥٨.

٣٠٧

الغربية كنايتان عن اختلاط النسب ، أي قد ينتسب إلى هذا ، وقد ينتسب إلى هذا مع غاية البعد بينهما ، وقريب منه في المثل معروف عند العرب والعجم ، أو يكون الكلام مسوقا على الاستعارة بأن شبه من صح نسبه في ترتب آثار الخير عليه بالشجرة التي لم تكن شرقية ولا غربية.

أقول : قد أثبتنا الخبر بتمامه في باب جوامع المناقب والفضائل ، وقد مضى الاخبار في تأويل تلك الآية مع شرحها وما قيل في تأويل الآية في كتاب التوحيد.

٥ ـ فس : علي بن الحسين عن البرقي عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قوله : « فآمنوا بالله ورسوله و النور الذي أنزلنا(١) » فقال : يا با خالد النور والله الائمة(٢) من آل محمد إلى يوم القيامة ، هم والله نور الله الذي أنزل(٣) وهم والله نور الله في السماوات والارض والله يا با خالد النور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار ، وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم ، والله يا أبا خالد لا يحبنا عبد(٤) ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ، ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ، ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزغ يوم القيامة الاكبر(٥).

كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن علي بن مرداس عن صفوان وابن محبوب عن أبي أيوب مثله(٦).

٦ ـ ل : الحسن بن علي العطار عن محمد بن علي بن إسماعيل عن علي بن محمد بن عامر عن عمر بن عبدوس عن هاني بن المتوكل عن محمد بن علي بن عياض بن

____________________

(١) التغابن : ٨.

(٢) في الكافى : النور والله نور الائمة.

(٣) في المصدر : انزل الله.

(٤) في المصدر : ولا يتولانا.

(٥) تفسير القمى : ٦٨٣.

(٦) اصول الكافى ١ : ١٩٤.

٣٠٨

عبدالله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي أيوب الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما خلق الله عزوجل الجنة خلقها من نور عرشه ، ثم أخذ من ذلك النور فغرقه(١) فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة عليها‌السلام ثلث النور ، وأصاب عليا عليه‌السلام وأهل بيته ثلث النور ، فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد(٢).

٧ ـ فس : محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسن(٣) الصائغ عن ابن أبي عثمان عن صالح بن سهل عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم » قال : قال أئمة المؤمنين نورهم(٤) يسعى بين أيديهم وبأيمانهم حتى ينزلوا منازل لهم(٥).

٨ ـ فس : « أو من كان ميتا فأحييناه » قال : جاهلا عن الحق والولاية فهديناه إليها « وجعلنا له نورا يمشي به في الناس » قال : النور : الولاية « كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها » يعني في ولاية غير الائمة عليهم‌السلام « كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون » (٦).

٩ ـ فس : « فالذين آمنوا به » يعني برسول الله « وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه » يعني أمير المؤمنين « اولئك هم المفلحون » فأخذ الله ميثاق رسول الله على الانبياء أن يخبروا(٧) اممهم وينصره ، فقد نصروه بالقول ، وأمروا

____________________

(١) في نسخة : [ فغرفه ] وفى المصدر : فقذفه.

(٢) الخصال ١ : ٨٨ فيه : ومن لم يصبه ذلك النور.

(٣) في نسخة من المصدر : الحسن.

(٤) في المصدر : « ان المؤمنين نورهم يوم القيامة » وفيه تصحيف ، والصحيح : المؤمنين.

(٥) تفسير القمى : ٤٥٨ و ٤٥٩. والاية في سورة التحريم : ٨.

(٦) تفسير القمى ٢٠٣. والاية في الانعام : ١٢٢.

(٧) في نسخة : أن تعزروا.

٣٠٩

اممهم بذلك ، وسيرجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويرجعون وينصرون في الدنيا(١)

١٠ ـ كا : علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عز و جل « واتبعوا النور الذي انزل معه » قال : النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام(٢).

١١ ـ ختص ، ير : محمد بن الحسين عن ابن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تبارك وتعالى : « الله نور السماوات والارض مثل نوره » فهو محمد « فيها مصباح » وهو العلم « المصباح في زجاجة » فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وعلم نبي الله عنده(٣).

١٢ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة قال : قص أبوعبدالله عليه‌السلام قصة الفريقين جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين فقال : إن الخير والشر خلقان من خلق الله ، له فيهما المشية في تحويل ما شاء فيما قدر فيها حال عن حال والمشية فيما خلق لهما من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر ، وذلك أن الله قال في كتابه : « الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات » فالنور هم آل محمد عليهم‌السلام والظلمات عدوهم(٤).

١٣ ـ شى : عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال : « أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس » قال : الميت الذي لا يعرف هذا الشأن قال : أتدري ما يعني ميتا؟ قال : قلت : جعلت فداك لا ، قال : الميت الذي لا يعرف شيئا فأحييناه بهذا الامر « وجعلنا له نورا يمشي به في الناس » قال : إماما يأتم به ، قال : « كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها » قال : كمثل هذا الخلق الذين

____________________

(١) تفسير القمى : ٢٢٥ فيه : [ فينصرونه في الدنيا ] والاية في الاعراف : ١٥٧.

(٢) اصول الكافى ١ : ١٩٤. وفيه تركه المصنف راجعه.

(٣) بصائر الدرجات : ٨٤ و ٨٥ ، الاختصاص : ٢٧٨.

(٤) تفسير العياشى ١ : ١٣٨ و ١٣٩.

٣١٠

لا يعرف الامام(١).

١٤ ـ كشف : من دلايل الحميري عن محمد الرقاشى قال : كتبت إلى أبي محمد عليه‌السلام أسأله عن المشكاة فرجع الجواب : المشكاة قلب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

١٥ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي عن أبيه عن رجاله عن عبدالله بن سليمان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قوله تعالى : « قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا » قال : البرهان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والنور المبين علي بن أبيطالب عليه‌السلام(٢).

١٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن جعفر الحسني عن إدريس بن زياد الخياط عن أبي عبدالله بن أحمد بن عبدالله الخراساني(٣) عن يزيد بن إبراهيم أبي ـ حبيب الناجي عن أبي عبدالله عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم‌السلام إنه قال : مثلنا في كتاب الله كمثل مشكاة ، فنحن المشكاة ، والمشكاة الكوة فيها مصباح ، والمصباح في زجاجة ، والزجاجة محمد (ص) ، كأنه كوكب دري يوقد من شجرة مباركة قال : علي عليه‌السلام زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور القرآن ، يهدي الله لنوره من يشاء ، يهدي لولايتنا من أحب(٤).

١٧ ـ فر : فرات بن إبراهيم الكوفي معنعنا عن أبي جعفر محمد بن علي في قول الله تعالى : « مثل نوره كمشكاة فيها مصباح » قال : العلم(٥) في صدر رسول الله « في زجاجة » قال : الزجاجة صدر علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٦) « كأنها كوكب

____________________

(١) تفسير العياشى ١ : ٣٧٥ و ٣٧٦ فيه : ( الذين لا يعرفون الامام ) والاية في سورة الانعام : ١٢٢.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٧١. والاية في سورة النساء : ١٧٤.

(٣) في المصدر : عن ابى عبدالله احمد بن عبدالله الخراسانى.

(٤) كنز جامع الفوائد : ١٨٣ و ٣٨٤.

(٥) في المصدر : المشكاة : العلم.

(٦) في المصدر : قال : الزجاجة صدر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن صدر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صدر على عليه‌السلام ، علمه النبى.

٣١١

دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة » قال : نور العلم « لا شرقية ولا غربية » قال : من إبراهيم خليل الرحمان إلى محمد رسول الله إلى علي بن أبي طالب عليهم‌السلام « لا شرقية ولا غربية » لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور » قال : يكاد العالم من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يتكلم بالعلم قبل أن يسئل عنه(١).

١٨ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن أبي عبدالله في قوله تعالى : « الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح » الحسن « المصباح » الحسين « في زجاجة كأنها كوكب دري » فاطمة : كوكب دري من نساء العالمين « يوقد(٢) من شجرة مباركة زيتونة » إبراهيم الخليل « لا شرقية ولا غربية » يعني لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضئ » يكاد العلم ينبع منها(٣).

١٩ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن جابر رضي‌الله‌عنه قال أبوجعفر عليه‌السلام : بلغنا ـ والله أعلم ـ أن قول الله تعالى : « الله نور السماوات والارض مثل نوره » فهو (٤) محمد (ص) « كمشكاة » المشكاة هو صدر نبي الله « فيها مصباح » وهو العلم « المصباح في زجاجة » فزعم أن الزجاجة أمير المؤمنين وعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنده ، وأما قوله : « كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية » قال : لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضئ » قال : يكاد ذلك العلم أن(٥) يتكلم فيك قبل أن ينطق به الرجل « ولو لم تمسسه نار نور على نور » و زعم أن قوله : « في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه » قال : هي بيوت الانبياء ، وبيت علي بن أبي طالب عليه‌السلام منها(٦).

٢٠ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن الحسين بن عبدالله بن جندب

____________________

(١) تفسير فرات : ١٠٢.

(٢) في نسخة الكمبانى : ( توقد ) وكذا في مواضع تقدم ويأتى.

(٣) تفسير فرات : ١٠٢.

(٤) في المصدر : فهو نور محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.

(٥) في النسخة المخطوطة : يكاد ذلك العالم.

(٦) تفسير فرات : ١٠٢ و ١٠٣.

٣١٢

قال : أخرج إلينا صحيفة فذكر أن أباه كتب إلى أبي الحسن عليه‌السلام : جعلت فداك إني قد كبرت وضعفت وعجزت عن كثير مما كنت أقوى عليه ، فاحب جعلت فداك أن تعلمني كلاما يقربني بربي ويزيدني فهما وعلما ، فكتب إليه : قد بعثت إليك بكتاب فاقرأه وتفهمه فإن فيه شفاء لمن أراد الله شفاه ، وهدى لمن أراد الله هداه ، فأكثر من ذكر بسم الله الرحمان الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم واقرأها على صفوان وآدم.

قال أبوالطاهر : آدم كان رجل من أصحاب صفوان.

قال علي بن الحسين عليه‌السلام : إن محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله كان أمين الله في أرضه ، فلما انقبض(١) محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله كنا أهل البيت امناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام ، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وبحقيقة النفاق ، وإن شيعتنا لمكتوبون معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم ، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ، ويدخلون مداخلنا ، ليس على ملة إبراهيم خليل الله غيرنا وغيرهم إنا يوم القيامة آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه ، وإن الحجزة النور ، وشيعتنا آخذون بحجزنا(٢) ، من فارقنا هلك ، و من تبعنا نجا ، والجاحد لولايتنا كافر ، ومتبعنا(٣) وتابع أوليائنا مؤمن ، لا يحبنا كافر ، ولا يبغضنا مؤمن ، من مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا ، ونور لمن اقتدى بنا(٤) من رغب عنا ليس منا ، ومن لم يكن معنا قليس من الاسلام في شئ(٥) بنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم الله

____________________

(١) في النسخة المخطوطة : [ فلما ان قبض ] وفى المصدر : فلما قبض محمد.

(٢) في المصدر : بحجزتنا.

(٣) في نسخة : [ والمتبع لولايتنا ] وفى المصدر : ومن اتبعنا لحق بنا والتارك لولايتنا كافر ، والمتبع لولايتنا مؤمن.

(٤) في نسخة : ونور لمن هدى بنا.

(٥) في المصدر : ومن لم يكن منا فليس من الاسلام في شئ.

٣١٣

عشب الارض ، وبنا أنزل الله عليكم قطر السماء ، وبنا آمنكم الله من الغرق في بحركم ، ومن الخسف في بركم ، وبنا نفعكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان ، إن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة ، والمشكاة في القنديل ، فنحن المشكاة فيها مصباح ، والمصباح هو محمد (ص) « المصباح في زجاجة » نحن الزجاجة « كأنها كوكب دري توقد(١) من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية » لا منكرة ولا دعية « يكاد زيتها » نور « يضيئ(٢) و لو لم تمسسه نار نور » الفرقان « على نور يهدي الله لنوره من يشاء » لولايتنا « والله بكل شئ عليم » بأن يهدي من أحب لولايتنا حقا(٣) على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، نيرا برهانه ، عظيما عند الله حجته ، ويجئ عدونا يوم القيامة مسودا وجهه ، مدحضة عند الله حجته ، حق على الله أن يجعل ولينا رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ، وحق على الله أن يجعل عدونا رفيقا للشياطين والكافرين ، وبئس اولئك رفيقا ، لشهيدنا فضل على الشهداء غيرنا بعشر درجات ، ولشهيد شيعتنا على شهيد غيرنا سبع درجات ، فنحن النجباء ، و نحن أفرط الانبياء ، ونحن أبناء الاوصياء(٤) ، ونحن أولى الناس بالله ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بدين الله ، ونحن الذين شرع الله لنا فقال الله : « شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذين أوحينا إليك » يا محمد « وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى » فقد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم ، ونحن ورثة الانبياء ونحن ذرية اولي العلم(٥) « أن أقيموا الدين » يا آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « ولا تتفرقوا فيه » وكونوا على جماعتكم « كبر على المشركين » من أشرك بولاية علي بن أبي ـ طالب عليه‌السلام « ما تدعوهم إليه » من ولاية علي عليه‌السلام إن « الله » يا محمد « يجتبي إليه

____________________

(١) في المصدر : يوقد. وهو الصحيح.

(٢) في المصدر : نورها يضئ.

(٣) هكذا في الكتاب : والصحيح ، « حق » كما تقدم.

(٤) زاد في نسخة بعد ذلك : ونحن خلفاء الارض.

(٥) في نسخة : ونحن ورثة اولى العزم من الانبياء.

٣١٤

من يشاء ويهدي إليه من ينيب » ويجيبك إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام(١).

٢١ ـ فر : علي بن الحسين عن أصبغ بن نباته قال : كتب عبدالله بن جندب إلي علي بن أبي طالب عليه‌السلام : جعلت فداك إن في ضعفا فقوني قال : فأمر علي الحسن عليه‌السلام ابنه أن اكتب إليه كتابا ، قال : فكتب الحسن عليه‌السلام : إن محمدا (ص) كان أمين الله في أرضه ، فلما أن قبض(٢) محمدا (ص) كنا أهل بيته ، فنحن امناء الله في أرضه ، وساق الحديث مثل ما مر إلا أن فيه : « توقد(٣) من شجرة مباركة » علي بن أبي طالب عليه‌السلام « لا شرقية ولا غربية » معروفة لا يهودية ولا نصرانية(٤).

٢٢ ـ قب : أبوخالد الكابلي عن الباقر عليه‌السلام في قوله « فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا(٥) » يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمد (ص) ، قوله : « أتمم لنا نورنا(٦) ألحق بنا شيعتنا.

الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : « انظرونا نقتبس من نوركم(٧) » قال : إن الله تعالى يقسم النور يوم القيامة على قدر أعمالهم ، ويقسم للمنافق فيكون في إبهام رجله اليسرى فيطفؤا نوره الخبر.

ثم قرأ الصادق عليه‌السلام : « فينادون(٨) » من وراء السور » ألم نكن معكم قالوا بلى(٩) ».

____________________

(١) تفسير فرات : ١٠٣ و ١٠٤.

(٢) في المصدر : قبض محمد.

(٣) هكذا في الكتاب والصحيح : يوقد.

(٤) تفسير فرات : ١٠٥ و ١٠٦.

(٥) التغابن : ٨.

(٦) التحريم : ٨.

(٧) الحديد : ١٣.

(٨) ذكر عليه‌السلام معنى الاية ، فوهم الراوى وقال : قرأ ، وأما الاية فهى سورة الحديد ١٤هكذا : ينادونهم الم نكن معكم قالوا بلى.

(٩) مناقب آل ابى طالب ٢ : ٢٧٨.

٣١٥

٢٣ ـ يف : ابن المغازلي الشافعي باسناده إلى الحسن(١) قال : سألته عن قول الله تعالى : « كمشكاة فيها مصباح » قال : المشكاة فاطمة عليها‌السلام ، « والمصباح » الحسن والحسين عليهم‌السلام و « الزجاجة كانها كوكب دري » كانت فاطمة عليها‌السلام كوكبا دريا من نساء العالمين(٢) « يوقد من شجرة مباركة » الشجرة المباركة إبراهيم عليه‌السلام « لا شرقية ولا غربية » لا يهودية ولا نصرانية « يكاد زيتها يضئ » قال : يكاد العلم أن ينطق منها « ولو لم تمسسه نار نور على نور » قال : ابنها(٣) إمام بعد إمام « يهدي الله لنوره من يشاء » قال : يهدي لولايتهم من يشاء(٤).

أقول : رواه العلامة قدس الله روحه في كشف الحق عن الحسن البصري(٥).

٢٤ ـ وروى ابن بطريق من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب عن عمر بن عبدالله بن شوذب عن محمد بن الحسن بن زياد عن أحمد عن محمد ابن سهل البغدادي عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر قال : سألت الحسن عليه‌السلام عن قول الله : « كمشكاة فيها مصباح » ثم ذكر نحوه(٦).

بيان : لا يبعد أن يكون أبا الحسن فاسقط ، وكون موسى بن القاسم وعلي ابن جعفر غير المعروفين والحسن البصري كما يظهر من كشف الحق لا يخلو من بعد ، ويؤيده أن في العمدة وكشف الحق يهدي الله لولايتنا من يشاء.

٢٥ ـ فر : أبوالقاسم الحسني معنعنا عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : « يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هو نور إمام المؤمنين(٧) يسعى بين أيديهم يوم القيامة إذا

____________________

(١) أى الحسن البصرى : والظاهر من نسخة الكمبانى انه الحسن بن على وهو وهم.

(٢) في المصدر : بين نساء العالمين.

(٣) في نسخة وفى الطرائف والعمدة : [ منها ] وفى كشف الحق : فيها.

(٤) طرائف : ٣٣.

(٥) إحقاق الحق ٣ : ٤٥٨ و ٤٥٩ فيه : يهدى الله لولايتهم من يشاء.

(٦) العمدة : ١٨٦.

(٧) في المصدر : وهو نور امير المؤمنين.

٣١٦

أذن الله له أن يأتي منزله في جنات عدن وهم يتبعونه حتى يدخلون معه(١) وأما قوله : « وبأيمانهم » فأنتهم تأخذون بحجز(٢) آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويأخذ آله بحجز الحسن والحسين عليهما‌السلام ، ويأخذهما(٣) بحجز أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويأخذ علي بحجز رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يدخلون معه(٤) في جنة عدن فذلك قوله : بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم(٥).

٢٦ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري معنعنا عن ابن عباس في قول الله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام : « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : أمير المؤمنين علي بن أبي ـ طالب عليه‌السلام(٦).

٢٧ ـ فر : علي بن محمد الزهري معنعنا عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اتقو الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته » يعني حسنا وحسينا ، قال : ما ضر من أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه في الدنيا ولو لم يقدر على شئ يأكله إلا الحشيش(٧).

٢٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام(٨) عن عبدالله بن عبدالرحمان عن عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل : قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام وهو يقول : « نورهم يسعى(٩) بين أيديهم وبأيمانهم » قال : نور أئمة المؤمنين يوم القيامة يسعى

____________________

(١) في المصدر : والمؤمنون يتبعونه ، وهو يسعى بين ايديهم حتى يدخل جنة عدن وهم يتبعون حتى يدخلون معه.

(٢) في المصدر : [ بحجزة ] وكذا فيما يأتى.

(٣) الصحيح : ويأخذا.

(٤) في المصدر : حتى يدخلون مع رسول الله.

(٥) تفسير فرات : ١٧٩ والاية في سورة الحديد : ١٢.

(٦ و ٧) تفسير فرات : ١٨٠. والاية في سورة الحديد : ٢٨.

(٨) في نسخة الكمبانى : محمد بن همام عن عبدالله بن العلا عن محمد بن الحسن عن عبداله بن عبدالرحمن.

(٩) في المصدر والمصحف الشريف : يسعى نورهم.

٣١٧

بين أيدي المؤمنين وبأيمانهم حتى ينزلوا بهم منازلهم من الجنة(١).

٢٩ ـ كا : علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره » قال : يريدون ليطفؤا ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام بأفواههم ، قلت : « والله متم نوره » قال عليه‌السلام : والله متم الامامة لقوله عزوجل : « الذين آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا(٢) » والنور هو الامام قلت : « هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق » قال : هو الذي أمر الله رسوله بالولاية لوصيه ، والولاية هي دين الحق قلت : « ليظهره على الدين كله » قال : ليظهره على الاديان عند قيام القائم لقول الله عزوجل : « والله متم نوره » بولاية القائم « ولو كره الكافرون » بولاية علي عليه‌السلام ، قلت : هذا تنزيل ، قال : نعم أما هذه الحروف(٣) فتنزيل ، وأما غيره فتأويل(٤).

٣٠ ـ فس : الحسين بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن النضر عن القاسم بن سليمان عن سماعة عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : إماما(٥) تأنمون به « لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم(٦) ».

كا : العدة عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد مثله(٧).

____________________

(١) كنز الفوائد : ٣٣٠ ، ١٨٠.

(٢) سورة التغابن : ٨ والاية هكذا : فامنوا بالله.

(٣) اى الحروف الموجودة في القرآن فتنزيل ، واما غيرها فتأويل اى تفسير.

(٤) اصول الكافى ١ : ٤٣٢ فيه : [ هذا الحرف ] والايتان في الصف : ٨ و ٩ قوله : [ ولو كره الكافرون ] من الاية الاولى.

(٥) في المصدر : امام.

(٦) تفسير القمى : ٦٦٦ فيه : [ الحسن بن سعيد ] والايتان في سورة الحديد : ٢٨ و ٢٩.

(٧) اصول الكافى ١ : ٤٣٠.

٣١٨

٣١ ـ كنز : محمد بن العباس عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن الصقر الحضرمي عن جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، قلت : « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : يجعل لكم إماما تأتمون به(١).

بيان : الكفل : النصيب ، والمراد بالمشي إما المشي المعنوي إلى درجات القرب والكمال أو المشي في القيامة.

٣٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز عن يحيى عن محمد بن زكريا عن أحمد بن عيسى بن يزيد عن الحسين بن زيد قال : حدثني شعيب بن واقد قال : سمعت الحسين بن زيد يحدث عن جعفر بن محمد عليه‌السلام عن أبيه عن جابر بن عبدالله رضي‌الله‌عنه عن النبي (ص) في قوله تعالى : « يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : علي(٢) عليه‌السلام.

٣٣ ـ كنز : علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن إبراهيم بن ميمون عن ابن أبي شيبة عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : « يؤتكم كفلين من رحمته » قال : الحسن والحسين عليهما‌السلام « ويجعل لكم نورا تمشون به » قال : إمام عدل تأتمون به ، وهو علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٣).

٣٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبدالعزيز بن يحيى عن المغيرة بن محمد عن حسين بن الحسن المروزي عن الاحول عن عمار بن زريق عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن كعب بن عياض قال : طعنت على علي عليه‌السلام بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوكزني في صدري ، ثم قال : يا كعب إن لعلي عليه‌السلام نورين نور في السماء ، ونور في الارض ، فمن تمسك بنوره أدخله الله الجنة ، ومن أخطأه

____________________

(١) كنز جامع الفوائد : ٣٣٤.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٣٨٦ من النسخة الرضوية.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٣٨٦ من النسخة الرضوية فيه : قال : على.

٣١٩

أدخله النار ، فبشر الناس عني بذلك(١).

٣٥ ـ كنز : روي عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب عليه‌السلام سبعين ألف مالك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة(٢).

٣٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله بن حاتم عن إسماعيل عن اسحاق عن يحيى بن هاشم عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام إنه قال : « يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره » والله لو تركتم هذا الامر ما تركه الله(٣).

٣٧ ـ كنز : محمد بن الحسين عن محمد بن وهبان عن أحمد بن جعفر الصولي عن علي بن الحسين عن حميد بن الربيع عن هيثم بن بشير عن أبي إسحاق الحارث بن عبدالله عن علي عليه‌السلام قال : صعد رسول الله (ص) المنبر فقال : إن الله نظر إلى أهل الارض نظرة فاختارني منهم ، ثم نظر ثانية فاختار عليا أخي ووزيري ووارثي و وصيي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي ، من تولاه تولى الله ، ومن عاداه عاد الله ، ومن أحبه أحب الله(٤) ومن أبغضه أبغضه الله ، والله لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر ، وهو نور الارض بعدي(٥) وركنها وهو كلمة التقوى والعروة الوثقى ، ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم و يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون » يا أيها الناس مقالتي هذه يبلغها شاهدكم غائبكم اللهم إني اشهدك عليهم أيها الناس وإن الله نظر ثالثة واختار بعدي وبعد أخي علي بن أبي طالب عليه‌السلام أحد عشر إماما واحدا بعد واحد ، كلما هلك واحد قال واحد ، مثله كمثل نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم ، هداة مهديون لا يضرهم كيد من كادهم وخذلهم ، هم حجة الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله ، هم مع القرآن والقرآن

____________________

(١ و ٢) كنز جامع الفوائد : ٣٣٤.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٣٣٨.

(٤) في النسخة المخطوطة : [ احبه الله ] وفى المصدر : احب الله ومن ابغضه ابغض الله.

(٥) وهو زر الارض بعدى اقول : الزر بالكسر : اى قوامها والعالم بمصالحها.

٣٢٠