بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : هم آل محمد ، ألا وأنا منهم(١).

٣٣ ـ ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل ابن جابر وعبدالكريم ، عن عبدالحميد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تعالى : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : كتاب الله الذكر ، وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤالهم ، ولم يؤمروا بسؤال الجهال ، وسمى الله القرآن ذكرا فقال : « وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون » (٢).

[ ٣٤ ـ ير : أحمد ، عن الحسين عن فضالة عن أبان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله الله : « فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون » قال : الذكر القرآن ، وآل رسول الله أهل الذكر ، وهم المسؤلون ](٣).

٣٥ ـ ير : السندي عن عاصم بن حميد ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : الذكر القرآن ، وآل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهل الذكر وهم المسؤلون(٤).

٣٦ ـ ير : محمد بن جعفر بن بشير ، عن مثنى الحناط ، عن عبدالله بن عجلان في قوله : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته من الائمة هم أهل الذكر(٥).

٣٧ ـ ير : ابن معروف عن حماد عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون » قال : الذكر القرآن ، ونحن أهله(٦).

٣٨ ـ ير : علي بن إسماعيل ، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : قلت : يكون الامام يسأل عن الحلال والحرام فلا يكون عنده فيه شئ؟ قال :

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٢.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣. والاية في سورة النحل : ٤٤.

(٣) هذا الحديث يوجد في النسخة المخطوطة دون نسخة الكمبانى ، كما ان الحديث الاتى لا يوجد في النسخة المخطوطة ، وكلاهما يوجدان في المصدر راجع البصائر : ١٣.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣ ، فيه : وقال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اهل بيته اهل الذكر اه.

(٥ و ٦) بصائر الدرجات : ١٣.

١٨١

لا ، ولكن قد يكون عنده ولا يجيب(١).

٣٩ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن محمد بن سليمان النوفلى ، عن محمد بن عبدالرحمان الاسدي والحسن بن صالح قال : أتاه رجل من الواقفة وأخذ بلجام دابته عليه‌السلام وقال : إني اريد أن أسألك ، فقال : إذا لا اجيبك ، فقال : ولم لا تجيبني؟ قال : لان ذاك إلي ، إن شئت اجيبك ، وإن شئت لم اجبك(٢).

٤٠ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن أبي عبدالله النوفلى ، عن القاسم ، عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام من مسألة أو سئل فقال : إذا لقيت موسى فاسأله عنها ، قال : فقلت : أولا تعلمها؟ قال : بلى ، قلت : فأخبرني بها ، قال : لم يؤذن لي في ذلك(٣).

بيان : إحالة الباقر عليه‌السلام جابرا على موسى عليه‌السلام غريب ، إذ كان ولادته عليه‌السلام بعد وفاة الباقر عليه‌السلام بسنين ، وكان وفاة جابر في سنة ولادة الكاظم عليه‌السلام على ما نقل ، إلا أن يكون المراد إن أدركته فسله ، أو يكون المراد بموسى بعض الرواة ، ولم تكن المصلحة في خصوص هذا اليوم ، أو تلك الساعة في الجواب.

٤١ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن صفوان ، عن محمد بن حكيم قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن الامام هل يسأل عن شئ من الحلام والحرام والذي يحتاج إليه الناس ولا يكون عنده فيه شئ؟ قال : لا ، ولكن يكون عنده ولا يجيب ، ذاك إليه إن شاء أجاب ، وإن شاء لم يجب(٤).

٤٢ ـ ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن عيسى ، عن النضر ، عن هارون ، عن عبدالله بن عطا عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نحن اولو الذكر واولو العلم ، وعندنا الحلال والحرام(٥).

____________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣.

(٢) بصائر الدرجات : ١٣ فيه : لان ذلك.

(٣) بصائر الدرجات : ١٣ فيه : أو سئل عنها.

(٤) بصائر الدرجات : ١٣ و ١٤.

(٥) بصائر الدرجات : ١٥٠.

١٨٢

٤٣ ـ شى : عن حمزة بن محمد الطيار قال : عرضت على أبي عبدالله عليه‌السلام بعض خطب أبيه حتى انتهى إلى موضع فقال : كف فاسكت(١) ثم قال لي : اكتب ، و أملى علي : إنه لا يسعكم فيما نزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه والتثبت فيه ورده إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلوا عنكم فيه العمى قال الله : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » (٢).

٤٤ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له إن من عندنا يزعمون أن قول الله : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » أنهم اليهود والنصارى ، فقال : إذا يدعونكم إلى دينهم قال : ثم قال بيده(٣) إلى صدره : نحن أهل الذكر ونحن المسئولون وقال(٤) : قال أبوجعفر عليه‌السلام : الذكر القرآن(٥).

كنز : علي بن سليمان الرازي عن الطيالسى ، عن العلا عن محمد مثله(٦).

٤٥ ـ شى : عن أحمد بن محمد قال : كتب إلى أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : عافانا الله وإياك أحسن عافيته ، إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفا ، وإذا خفنا خاف ، و إذا أمنا أمن ، قال الله : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » وقال : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم » الآية ، فقد فرضت عليكم المسألة ، والرد إلينا ، ولم يفرض علينا الجواب ، أو لم تنهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا؟ إياكم وذاك ، فإنه إنما هلك من كان قبلكم

____________________

(١) فامسك خ ل. في المصدر : فامسكت.

(٢) تفسير العياشى ٢ : ٢٦٠.

(٣) ثم أومأ بيده خ ل.

(٤) اى قال محمد بن مسلم.

(٥) تفسير العياشى ٢ : ٢٦٠ و ٢٦١.

(٦) كنز جامع الفوائد : ١٦٢ و ١٦٣ فيه : [ محمد بن العباس عن على بن سليمان الزراد ] والظاهر أن الزراد والرازى كلاهما مصحفان عن [ الزرارى ] منسوب إلى زرارة بن اعين ، والرجل هو على بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن اعين أبوالحسن الزرارى وفيه. [ ثم أومأ بيده إلى صدره وقال : نحن ].

١٨٣

بكثرة سؤالهم لانبيائهم قال الله : « يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم » (١).

٤٦ ـ مد : باسناده إلى الثعلبى من تفسيره عن عبدالله بن محمد بن عبدالله ، عن عثمان بن الحسن ، عن جعفر بن محمد بن أحمد ، عن حسن بن حسين ، عن يحيى بن على الربعى ، عن أبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام في قوله تعالى : « فاسألوا أهل الذكر » قال : نحن(٢).

٤٧ ـ قال : وقال جابر الجعفى لما نزلت هذه الآية قال على عليه‌السلام : نحن أهل الذكر(٣).

٤٨ ـ أقول : روي في المستدرك باسناده عن الحافظ أبي نعيم باسناده عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب » أتدري من هم يا بن ام سليم؟ قلت : من هم يا رسول الله؟ قال : نحن أهل البيت وشيعتنا(٤).

٤٩ ـ قب : تفسير الثعلبى قال على عليه‌السلام في قوله : « فاسألوا أهل الذكر » : نحن أهل الذكر.

٥٠ ـ إبانة أبي العباس الفلكى قال على عليه‌السلام : ألا إن الذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونحن أهله ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن منار الهدى ، و أعلام التقى ، ولنا ضربت الامثال.

____________________

(١) تفسير العياشى ٢ : ٢٦١. تقدم الايعاز إلى موضع الايتين الاولتين في صدر الباب ، واما الثالثة فهى في سورة المائدة : ١٠١.

(٢) الموجود في المصدر : « جعفر بن محمد عليهما‌السلام قال : نحن حبل الله الذى قال الله تعالى : « واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا » ولم يذكر الاية التى ذكرها المصنف ولعلها سقطت من الطبع.

(٣) العمدة : ١٥٠.

(٤) المستدرك : لم يطبع ، وليست نسخته عندى. والاية في سورة الرعد : ٢٨.

١٨٤

٥١ ـ الباقر عليه‌السلام إن النبي اوتي علم النبيين وعلم الوصيين ، وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، ثم تلا : « هذا ذكر من معي وذكر من قبلي » يعني النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله(١).

٥٢ ـ ختص : يعنى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله تفسير للضمير في معي وقبلى ، وليس هذا فيما رواه فرات بن إبراهيم(٢).

٥٣ ـ ختص : أحمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى عن أبيهما عن ابن المغيرة عن عبدالله بن سنان عن موسى بن أشيم قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فسألته عن مسألة فأجابنى فيها بجواب ، فأنا جالس إذ دخل رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني ، فدخل رجل آخر فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني و خلاف ما أجاب به صاحبي ، ففزعت من ذلك وعظم على ، فلما خرج القوم نظر إلى وقال : يا ابن أشيم كأنك جزعت؟ فقلت : جعلت فداك إنما جزعت من ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة ، فقال : يا بن أشيم إن الله فوض إلى داود أمر ملكه فقال : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » وفوض إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر دينه فقال : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا » وإن الله فوض إلى الائمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تجزع(٣).

٥٤ ـ فس : « الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله » قال : « الذين آمنوا » الشيعة و « ذكر الله » أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام ، ثم قال : ألا بذكر الله تطمئن القلوب(٤).

٥٥ ـ أقول : قال العلامة قدس‌سره في كتاب كشف الحق ، روى الحافظ

____________________

(١) مناقب آل ابى طالب ٢ : ٢٩٣. والاية في سورة الانبياء : ٢٤.

(٢) لم نجده في الاختصاص ، ولم يذكر ايضا في النسخة المخطوطة.

(٣) الاختصاص : ٣٢٩ و ٣٣٠. والاية الاولى في سورة ص : ٤٠ والثانية في سورة الحشر : ٧.

(٤) تفسير القمى : ٣٤١.

١٨٥

محمد بن موسى الشيرازي ، من علماء الجمهور واستخرجه من التفاسير الاثنى عشر عن ابن عباس في قوله تعالى : « فاسألوا أهل الذكر » قال : هو محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام ، وهم أهل الذكر والعلم والعقل والبيان ، وهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ، والله ما سمى المؤمن مؤمنا إلا كرامة لامير المؤمنين عليه‌السلام. ورواه سفيان الثوري عن السدي عن الحارث انتهى(١).

٥٦ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن ، عن أبيه عن الحصين بن مخارق ، عن ابن طريف ، عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله عزوجل : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : نحن أهل الذكر(٢).

٥٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام بن إسماعيل(٣) ، عن عيسى بن داود ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون » قال : الطاعة للامام بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

بيان : لعل المراد أن الذكر الذي اشتمل عليه القرآن هو وجوب طاعة الامام الذي هو موجب لعز الدنيا والآخرة.

٥٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم ، عن حسين بن الحكم ، عن حسين بن نصر ، عن أبيه عن ابن أبي عياش(٥) ، عن سليم بن قيس عن على عليه‌السلام

____________________

(١) احقاق الحق ٣ : ٤٨٢ و ٤٨٤.

(٢) كنز الفوائد : ١٦٢ فيه : [ عن ميسر بن محارف ] وفيه : نحن اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون.

(٣) في المصدر : محمد بن همام عن محمد بن اسماعيل.

(٤) كنز الفوائد : ١٦٣ قال صاحب الكتاب بعد ذلك : معنى ذلك ان الذى انزل في الكتاب الذى فيه ذكركم وشرفكم وعزكم هى طاعة الامام الحق بعد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله انتهى. اقول : لعل المعنى انا انزلنا كتابا يتضمن ايات فيها شرفكم وعزكم وهى آيات تدل على وجوب اطاعة الامام كقوله : اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم.

(٥) في المصدر : عن ابان بن ابى عياش.

١٨٦

قال : قوله عزوجل : و « إنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » فنحن قومه ونحن المسئولون(١).

٥٩ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين(٢) عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبى قال : قوله عزوجل : « وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » فرسول الله وأهل بيته صلوات الله عليهم أهل الذكر ، و هم المسئولون ، أمر الله الناس أن يسألوهم فهم ولاة الناس وأولاهم بهم ، فليس يحل لاحد من الناس أن يأخذ هذا الحق الذي افترضه الله لهم(٣).

٦٠ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن الحسين بن أحمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يوسف عن صفوان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : قوله عزوجل : « وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » من هم؟ قال : نحن هم(٤).

٦١ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد البرقى عن الحسين بن سيف ، عن أبيه عن ابني القاسم ، عن عبدالله(٥) عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون » قال : قوله : « ولقومك » يعني عليا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وسوف تسألون عن ولايته(٦).

٦٢ ـ شى : عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله تعالى : « ألا بذكر الله تطمئن القلوب » قال : بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تطمئن القلوب ، وهو ذكر الله و حجابه(٧).

____________________

(١) كنز الفوائد : ٢٩٢ و ٢٩٣.

(٢) في المصدر : عن محمد بن الحسن.

(٣) كنز الفوائد : ٢٩٣.

(٤) كنز الفوائد : ٢٩٣.

(٥) في المصدر : عن الحسين بن يوسف عن ابيه عن ابى القاسم بن عبدالله.

(٦) كنز الفوائد : ٢٩٣.

(٧) تفسير العياشى ٢ : ٢١١. والاية في الرعد : ٢٨.

١٨٧

٦٣ ـ فر : الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : نحن أهل الذكر(١).

٦٤ ـ فر : أحمد بن موسى باسناده عن زيد بن على عليه‌السلام في قول الله تعالى : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » قال : إن الله سمى رسوله في كتابه ذكرا ، فقال : « وأرسلنا إليكم ذكرا رسولا » وقال : « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون » (٢).

٦٥ ـ قب : ابن عباس في قوله : « إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار » الآيات نزلت في أهل البيت عليهم‌السلام(٣).

بيان : لعله عليه‌السلام فسر « ذكرى الدار » بذكر الدنيا ولما بقي ذكر إبراهيم وسائر الانبياء بهم عليهم‌السلام قال : نزلت الآية فيهم.

١٠

باب

*(انهم عليهم‌السلام أهل علم القرآن والذين اوتوه والمنذرون)*

*(به والراسخون في العلم)*

١ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسين الخثعمى ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحسين بن حماد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل « فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به » قال : هم آل محمد « ومن هؤلاء من يؤمن به » يعني أهل الايمان من أهل القبلة(٤).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أبي سعيد ، عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن الحسين

____________________

(١ و ٢) تفسير فرات : ٨٣ و ٨٥.

(٣) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٤٤ والاية في سورة ص : ٤٦.

(٤) كنز الفوائدة : ٢٢٢ فيه : [ والذين يؤمنون به يعنى اهل الايمان اه ] : اقول : الاية في العنكبوت : ٤٧.

١٨٨

بن مخارق عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « فالذين آتيناهم الكتاب يؤمنون به » قال : هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(١).

قب : أبوالورد مثله(٢) :

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن على بن سليمان الزراري عن الطيالسى عن ابن عميرة(٣) عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عزوجل : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » فقلت له : أنتم هم؟ فقال أبوجعفر عليه‌السلام : من عسى أن يكونوا ونحن الراسخون في العلم؟(٤).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن القاسم الهمدانى عن السياري ، عن محمد البرقي عن على بن أسباط قال : سأل رجل أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله عزوجل بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم « قال : نحن هم ، فقال الرجل : جعلت فداك حتى يقوم القائم عليه‌السلام؟ قال : كلنا قائم بأمر الله واحد بعد واحد حتى يجئ صاحب السيف ، فإذا جاء صاحب السيف جاء أمر غير هذا(٥).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن أحمد بن هوذة ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن حماد عن عبدالعزيز العبدي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : هم الائمة من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٦).

٦ ـ شى : عن أبي ولاد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله : « الذين آتيناهم

____________________

(١) كنز الفوائد : ٢٢٢ فيه : الحصين بن مخارق.

(٢) مناقب آل ابيطالب : ٤٨٥.

(٣) اى سيف بن عميرة.

(٤) كنز الفوائد : ٢٢٢ فيه : [ قال : ايانا عنى ، فقلت له : انتم هم؟ ] والاية في العنكبوت : ٤٩.

(٥) كنز الفوائد : ٢٢٣ فيه : فاذا جاء صاحب السيف امر به غير هذا.

(٦) كنز الفوائد : ٢٢٣ فيه : صلوات الله عليهم اجمعين باقية دائمة في كل حين.

١٨٩

الكتاب يتلونه تلاوته اولئك يؤمنون به « قال : هم الائمة عليهم‌السلام(١).

كا : محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي ولاد مثله(٢).

بيان : اختلف المفسرون في المراد بالكتاب فقيل : هو التوراة ، فالمراد بهم مؤمنو أهل الكتاب ، وقيل : هو القرآن ، فالمراد بهم مؤمنو هذه ألامة ، وهذا التأويل مبني على الثاني ، وهو أوفق بالآية ، لان حق تلاوة القرآن موقوف على فهم غوامضه والعمل بجميع مضامينه ، وهو مختص بهم عليهم‌السلام ، كما أن الايمان الكامل به لا يتأتى إلا منهم.

٧ ـ فس : « واوحي إلى هذا القران لانذركم به ومن بلغ » قال : من بلغ هو الامام ، قال : محمد ينذر ، وإنا ننذركما أنذر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

بيان : فاعل « قال » في الموضعين الامام عليه‌السلام.

وقال الطبرسي قدس‌سره : أي ولا خوف به من بلغه القرآن إلى يوم القيامة ، وفي تفسير العياشي : قال أبوجعفر وأبوعبدالله عليهما‌السلام : معناه ومن بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله عليه‌السلام. وعلى هذا يكون قوله : « ومن بلغ » في موضع رفع عطفا على الضمير في « انذر » (٤).

٨ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن ابن اذينه عن مالك الجهني قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « واوحي إلي هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ » قال : من بلغ أن يكون إماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله(٥).

____________________

(١) تفسير العياشى ١ : ٥٧. والاية في سورة البقرة : ١٢١.

(٢) اصول الكافى ١ : ٢١٥.

(٣) تفسير القمى : ١٨٣. فيه : [ وانا نقول كما انذر به النبى ] أقول : والاية في سورة الانعام : ١٩.

(٤) مجمع البيان : ٤ : ٢٨٢.

(٥) اصول الكافى ١ : ٤١٦. فيه : قلت : لابى عبدالله عليه‌السلام : قوله.

١٩٠

كا : أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم الحسني عن ابن اذينة مثله(١).

٩ ـ قب : في تفسير العياشي عنه عليه‌السلام مثله(٢).

١٠ ـ وعن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : إيانا عنى الائمة من آل محمد.

وروى هذا المعنى أبوبصير عنه عليه‌السلام ، وعبدالعزيز العبدي وهارون بن حمزة عن الصادق عليه‌السلام(٣).

١١ ـ بريد بن معاوية عن الصادق عليه‌السلام في قوله : « ومن عنده علم الكتاب » قال : إيانا عنى ، وعلى أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله(٤).

١٢ ـ فس : محمد بن أحمد بن ثابت عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن القرآن زاجر و آمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار ، وفيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فيؤمن به ويعمل به ويدين به ، وأما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به ، وهو قول الله : « فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا لله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا » والراسخون في العلم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٥).

١٣ ـ فس : « قال الذين اوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين » قال : « الذين اوتوا العلم » الائمة عليهم‌السلام(٦).

١٤ ـ فس : « ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل إليك من ربك هو الحق »

____________________

(١) اصول الكافى ١ : ٤٢٤.

(٢) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٣١٤.

(٣) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٤٠٣.

(٤) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٥٠٤. والاية في سورة الرعد : ٤٣.

(٥) تفسير القمى : ٧٤٥. فيه : [ وآل محمد الراسخون في العلم ] والاية في سورة آل عمران : ٧.

(٦) تفسير القمى : ٣٥٩. والاية في سورة النحل : ٢٧.

١٩١

قال : هو أمير المؤمنين عليه‌السلام صدق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بما أنزل الله عليه(١).

١٥ ـ فس : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الراسخين في العلم ، فقد علم جميع ما أنزل الله عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، قال : قلت : جعلت فداك إن أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما ، قال : وما كان يقول؟ قلت : قال : إنكم تعلمون علم الحلال والحرام(٢) والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث بالليل والنهار(٣).

بيان : كذا في النسخ المتعددة التي عندنا ، والظاهر أنه سقط منه شئ كما يظهر مما رواه في الاختصاص عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام كلام قد سمعته من أبي الخطاب ، فقال : اعرضه على ، فقلت : يقول : إنكم تعلمون الحلال والحرام وفصل ما بين الناس ، فسكت فلما أردت القيام أخذ بيدي فقال : يا محمد علم الحلال والحرام يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار(٤).

١٦ ـ فس : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : هم الائمة عليهم‌السلام « وما يجحد بآياتنا » يعني ما يجحد أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام « إلا(٥) الظالمون » (٦).

١٧ ـ فر : بإسناده عن محمد بن موسى قال : سمعت زيد بن على عليه‌السلام يقول

____________________

(١) تفسير القمى : ٥٣٩ والاية في سورة سبا : ٦.

(٢) في نسخة [ فقال : علم الحلال والحرام والقرآن ] وفى المصدر : انكم تعلمون علم الحلال والحرام والقران ، قال : إن علم الحلال الحرام والقرآن يسير.

(٣) تفسير القمى : ٨٧ و ٨٨.

(٤) الاختصاص : ٣١٤ رواه عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم وفيه : يا محمد كذا علم القران والحلال والحرام يصير اه.

(٥) في النسخة المخطوطة وفى المصدر : الا الكافرون.

(٦) تفسير القمى : ٤٩٧. فيه : قوله : « ما يجحد باياتنا » يعنى وما يجحد بامير المؤمنين والائمة الا الكافرون. اقول ، الاية في سورة العنكبوت : ٤٩ :

١٩٢

في قوله تعالى : « تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وما يعقلها إلا العالمون » قال زيد : نحن هم ، ثم تلا هذه الآية : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون(١) ».

١٨ ـ فر : على بن محمد الزهري رفعه إلى زيد بن سلام الجعفى قال : دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت له : أصلحك الله إن خيثمة(٢) حدثني عنك أنه سألك عن قوله تعالى : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون » فحدثني أنك حدثته أنها نزلت فيكم خاصة وأنكم الذين اوتيتم العلم ، قال : صدق والله خيثمة لهكذا حدثته(٣).

١٩ ـ شى : عن مالك الجهنى قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : « إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور » إلى قوله : « بما استحفظوا من كتاب الله » قال : فينا نزلت(٤).

بيان : لعل المعنى أن الهدى والنور الذين كانا في التوراة هما الولاية ، و يحتمل أن يكون المراد أن الربانيين والاحبار الذين استحفظوا كتاب الله(٥) هم الائمة عليهم‌السلام في بطن القرآن ، وقد ورد في كثير من الادعية والاخبار المستحفظين من آل محمد عليهم‌السلام.

____________________

(١) تفسير فرات : ١١٨. والاية الاولى لم نجدها في المصحف وما وجدناه فيه فهى في سورة البقرة : ٢٥٢ هكذا : [ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وانك لمن المرسلين ] وفى سورة آل عمران : ١٠٨ هكذا : [ تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين ] وفى سورة الجاثية : ٦ هكذا : [ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فباى حديث بعد الله و آياته يؤمنون ] وكل واحد منها لن يطابقها ، والظاهر من تفسير فرات ان المراد الاية المذكورة في سورة العنكبوت وهى : [ وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون ] فوقع تصحيف من النساخ :

(٢) بتقديم الياء على المثلثة.

(٣) تفسير فرات : ١١٨.

(٤) تفسير العياشى ١ : ٣٢٢ والاية في سورة المائدة : ٤٤.

(٥) او مصداقهم في هذه الامة هم الائمة عليهم‌السلام.

١٩٣

٢٠ ـ ير : ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن عميرة ، عن الكنانى قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الانفال ، ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله : « أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله » (١).

٢١ ـ ير : الهيثم النهدي ، عن العباس بن عامر ، عن عمر بن مصعب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن من علم ما اوتينا تفسير القرآن وحكاية علم تغيير(٢) الزمان وحدثانه وإذا أراد الله بعبد خيرا أسمعهم ، ولو أسمع من لم يسمع لولى معرضا كأن لم يسمع ، ثم أمسك هنيئة ثم قال : لو وجدنا وعاء أو مستراحا لعلمنا ، والله المستعان(٣).

بيان : إن من علم ما اوتينا « أي مما اوتينا من العلم ، أو المراد بما اوتينا الامامة ، أي من العلوم اللازمة لها ، وفي الكافي » : تفسير القرآن وأحكامه و علمه(٤) « وحدثان الدهر بالكسر : نوبه وأحداثه(٥) » أسمعهم « أي بمسامعهم الباطنة ولو أسمع ظاهرا من لم يسمع باطنا لولى معرضا كأن لم يسمع ظاهرا ، ويظهر منه الجواب الحق عن الشبهة المشهورة في قوله تعالى : « لو علم الله فيهم خيرا لاسمعهم ولو أسمعهم لتولوا(٦) » فإنهما ينتجان لو علم الله فيهم خيرا لتولوا ، والجواب أنه ليس المقصود في الآية ترتيب القياس المنطقي ، فتكون الكبرى كلية فيكون المعنى على أي حال أسمعهم لتولوا ، بل المعنى لو أسمعهم على هذا التقدير الذي لا يعلم فيهم الخير لتولوا ، ولذا لم يسمعهم ، فالجملة الثانية مؤكدة للاولى ، ويحتمل أن

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٥.

(٢) تغير الزمان خ ل. في المصدر : « تفسير القران واحكامه علم تغيير الزمان وحدثاته والظاهر ان الصحيح : وعلم.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٣ ،

(٤) في الكافى : وعلم.

(٥) اى نوائبه واحداثه.

(٦) الانفال : ٢٣.

١٩٤

يكون في قوة استثناء نقيض التالي ، بأن يكون قياسا استثنائيا « هنيئة » أي ساعة يسيرة « لو وجدنا وعاء » وفي الكافي : « أوعية » أي قلوبا كاتمة للاسرار حافظة لها « أو مستراحا » أي من لم يكن قابلا لفهم الاسرار وحفظها كما ينبغي لكن لا يفشيها ولا يترتب ضرر على الاطلاع عليها فتستريح النفس بذلك « لعلمنا » على بناء التفعيل ، وفي بعض النسخ « لقلنا » كما في الكافي(١).

٢٢ ـ ير : أحمد بن محمد ، عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال : دخلت عليه بعد ما قتل أبوالخطاب قال : فذكرت له ما كان يروي من أحاديثه تلك العظام قبل أن يحدث ما أحدث ، فقال : بحسبك والله يا محمد أن تقول فينا : يعلمون الحلال والحرام وعلم القرآن وفصل ما بين الناس ، فلما أردت أن أقوم أخذ بثوبي فقال : يا محمد وأي شئ الحلال والحرام في جنب العلم؟ إنما الحلال والحرام في شئ يسير من القرآن(٢).

٢٣ ـ ير : محمد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن أبي داود عن أنس بن مالك خادم رسول الله (ص) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على تعلم الناس(٣) تأويل القرآن بما لا يعلمون ، فقال على ما ابلغ رسالتك بعدك يا رسول الله قال : تخبر الناس بما اشكل عليهم من تأويل القرآن(٤).

٢٤ ـ ير : يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : بحسبكم(٥) أن تقولوا : يعلم علم الحلال والحرام و

____________________

(١) اصول الكافى : ١ ، ٢٢٩. رواه عن على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن القاسم بن الربيع عن عبيد بن عبدالله بن أبى هاشم الصيرفى عن عمرو بن مصعب عن سلمة بن محرز قال : سمعت ابا جعفر عليه‌السلام يقول.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٣ فيه : فحسبك.

(٣) في المصدر : يا على انت تعلم الناس.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٣.

(٥) لحسبكم خ ل.

١٩٥

علم القرآن وفصل ما بين الناس(١).

٢٥ ـ ير : السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن أبي خالد الواسطى عن زيد بن على عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما دخل رأسي نوما ولا غمضا(٢) على عهد رسول الله (ص) حتى علمت من رسول الله (ص) ما نزل به جبرئيل في ذلك اليوم في حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي فيما نزل فيه وفيمن نزل ، فخرجنا فلقينا المعتزلة فذكرنا ذلك لهم فقالوا : إن هذا الامر عظيم ، كيف يكون هذا وقد كان أحدهما يغيب عن صاحبه؟ فكيف يعلم هذا؟ قال : فرجعنا إلى زيد فأخبرناه بردهم علينا ، فقال : كان يتحفظ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عدد الايام التي غاب بها فإذا التقيا قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا على نزل على في يوم كذا وكذا ، كذا و كذا وفي يوم كذا وكذا ، كذا وكذا ، حتى يعدها عليه إلى آخر اليوم الذي وافى فيه فأخبرناهم بذلك(٣).

٢٦ ـ ير : أحمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبدالله بن إبراهيم الجعفري عن يعقوب بن جعفر قال : كنت مع أبي الحسن عليه‌السلام بمكة فقال له رجل : إنك لتفسر من كتاب الله ما لم تسمع به ، فقال أبوالحسن : علينا نزل قبل الناس ، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس ، فنحن نعرف حلاله وحرامه وناسخه ومنسوخه وسفريه وحضريه ، وفي أي ليلة نزلت كم من آية ، وفيمن نزلت وفيما نزلت ، فنحن حكماء الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، وهو قول الله تبارك وتعالى : « ستكتب شهادتهم ويسألون » فالشهادة لنا ، والمسألة للمشهود عليه ، فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأديته إليك ما لزمني فان قبلت فأشكر وإن تركت فإن الله على كل شئ شهيد(٤).

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٣.

(٢) يوما غمضا ، نوم ولا غمض خ ل. اقول : في المصدر : ما دخل رأسى نوما ولا عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى اه.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٤.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٤. والاية في سورة الزخرف : ١٩.

١٩٦

٢٧ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن ابن اذينة عن الفضيل قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الرواية : « ما من آية إلا ولها ظهر وبطن وما فيه حرف إلا وله حد ومطلع » ما يعني بقوله : « لها ظهر وبطن » قال : ظهر وبطن هو تأويلها ، منه ما قد مضى ، ومنه ما لم يجئ ، يجري كما تجري الشمس والقمر ، كلما جاء تأويل شئ(١) منه يكون على الاموات كما يكون على الاحياء قال الله تعالى : « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم » ونحن نعلمه(٢).

بيان : لعل المراد بالحد : المنتهى ، وبالمطلع : مبدأ الظهور ، أي كلما فيه من الاخبار الآتية فهو مشتمل على وقت حدوث ذلك الامر ونهايته ، أو المراد بالحد زمان حدوث الامر ، وبالمطلع زمان ظهوره على الامام ، كما يشهد له بعض الاخبار أو المراد بالحد الحكم ، وبالمطلع كيفية استنباطه منه. قوله عليه‌السلام : « يجري » أي تجري الامور الكائنة التي يدل عليها القرآن ويقع تدريجا كجريان الشمس والقمر قوله عليه‌السلام : « يكون على الاموات » أي كلما يظهر ويفيض على إمام العصر من الامور البدائية من القرآن في الوقت الذي أراد الله إفاضته عليه يفيض أولا على الائمة الذين مضوا ، ثم على إمام العصر عليه‌السلام لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم كما سيأتي.

٢٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « هذا ذكر من معي وذكر من قبلي » قال : ذكر من معي علي عليه‌السلام ، وذكر من قبلي ذكر الانبياء والاوصياء(٣).

٢٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد البرقي عن محمد بن سليمان عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : قوله تعالى : « هذا

____________________

(١) في المصدر : كلما جاء فيه تأويل شئ.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٥. فيه : كما قال الله تعالى.

(٣) كنز الفوائد : ١٦٤.

١٩٧

كتابنا ينطق عليكم بالحق(١) » قال : إن الكتاب لا ينطق ، ولكن محمد وأهل بيته عليهم‌السلام هم الناطقون بالكتاب(٢).

بيان : لعله كان في قراءتهم عليهم‌السلام [ ينطق ] على بناء المجهول كما يدل عليه ما روي في الكافي بهذا السند(٣).

٣٠ ـ ير : محمد بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن القرآن فيه محكم ومتشابه ، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به ، وأما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به ، وهو قول الله تبارك وتعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم(٤).

٣١ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن أيوب بن الحر وعمران

____________________

(١) الجاثية : ٢٩.

(٢) كنز الفؤاد : ٣٠٠.

(٣) الظاهر انه عليه‌السلام اراد ان نسبة النطق إلى الكتاب مجازى وبالحقيقة الناطق هو الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام ، وذلك لما يحتاج ان يكون [ ينطق ] على بناء المجهول. ولذا قال مؤلف الكنز بعد ذلك الحديث : هذا على سبيل المجاز تسمية المفعول باسم الفاعل اذ جعل الكتاب هو الناطق دون غيره ، واما ما استشهد به لذلك من رواية الكافى فهو ايضا لا يدل على ذلك ، بل هو يدل على انهم قرأوا [ عليكم ] مكان [ عليكم ] والرواية في الروضة ص ٥٠ هكذا : سهل بن زياد عن محمد بن سليمان الديلمى عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه‌السلام قال : قلت له : قول الله عزوجل : « هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق » فقال : ان الكتاب لم ينطق ولن ينطق ، ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هو الناطق بالكتاب قال الله عزوجل : « هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق » قال : قلت : جعلت فداك انا لا نقرؤها هكذا فقال : هكذا والله نزل به جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولكنه فيما حرف من كتاب الله. اقول : فمعناه ان هذا القرآن كتابنا ينطق به على بالحق وعلى اى فسليمان ومحمد ابنه لا يعتمد على ما ينفردان من الرواية قال النجاشى : قيل : كان سليمان غاليا كذابا وكذلك ابنه محمد لا يعمل بما انفردا من الرواية.

(٤) بصائر الدرجات : ٥٥.

١٩٨

ابن علي عن أبي بصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نحن الراسخون في العلم ، و نحن نعلم تأويله(١).

ير : أحمد بن محمد بن خالد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام وذكر مثله(٢).

٣٢ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن أبي الصباح قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : يا أبا الصباح نحن قوم فرض الله طاعتنا ، لنا الانفال ، ولنا صفو المال ، ونحن الراسخون في العلم ، ونحن المحسودون الذين قال الله في كتابه(٣).

٣٣ ـ ير : إبراهيم بن إسحاق عن عبدالله بن حماد عن بريد العجلي عن أحدهما عليهما‌السلام في قول الله تعالى : « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم(٤) » فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل الراسخين في العلم ، قد علمه الله جميع ما أنزله عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله ، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه بعلم فأجابهم الله بقوله : « يقولون(٥) آمنا به كل من عند ربنا » والقرآن له خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ ، والراسخون في العلم يعلمونه(٦).

ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله(٧).

بيان : قوله : « والذين لا يعلمون » مبتدأ ، والجملة الشرطية خبره ، و

____________________

(١ و ٢) بصائر الدرجات : ٥٦

(٣) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٤) في نسخة الكمبانى : آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فرسول الله.

(٥) في المصدر : [ فاجابهم الله. يقولون ] أقول : ولعل الصحيح [ فأجابهم الله يقول ] اى فأجابهم الذين لا يعلمون ما سمعوا منهم ، ثم ذكر الامام جوابهم من قوله تعالى قال : الله يقول : يقولون.

(٦ و ٧) بصائر الدرجات : ٥٦.

١٩٩

المراد بالذين لا يعلمون الشيعة ، أي الشيعة والمؤمنون إذا قال العالم(١) أي الامام فيه أي القرآن أو في تأويل المتشابه ، وفي بعض النسخ « فيهم » أي الامام الذي بين أظهرهم ، بعلم أي بالعلم الذي أعطاه الله وخصه به يقولون أي الشيعة في جواب الامام بعدما سمعوا التأويل منه : « آمنا به » فالضمير في قوله : « فأجابهم » راجع إلى الراسخين أي أجابهم من قبل الشيعة ، ويحتمل إرجاعه إلى الشيعة على طريقة الحذف والايصال أي أجاب لهم.

٣٤ ـ ير : يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له : قول الله : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : إيانا عنى(٢).

٣٥ ـ ير : أحمد بن موسى عن الخشاب ، عن علي بن حسان عن عبدالرحمان ابن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٣).

٣٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير وابن فضال عن الحناط عن الحسن الصيقل قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام. وذكر مثله(٤).

كنز : محمد بن العباس عن محمد بن جعفر الرزاز عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير مثله(٥).

٣٧ ـ ير : محمد بن عبدالحميد عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تلا هذه الآية : « بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم » قلت : أنتم هم؟ قال أبوجعفر عليه‌السلام : من عسى أن يكونوا؟(٦).

٣٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن عثمان بن عيسى عن علي بن

____________________

(١) في النسخة المخطوطة : اذا سمعوا قال العالم.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٥ / ٥٦.

(٣ و ٤) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٥) كنز الفوائد : ٢٢٢ و ٢٢٣.

(٦) بصائر الدرجات : ٥٦.

٢٠٠