بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

كتاب فيه براة بولايتك(١).

٥ ـ ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن محمد بن عبيد عن الحسن بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن المثنى الازدي أنه سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : نحن السبب بينكم وبين الله عزوجل(٢).

٦ ـ ما : علي بن إبراهيم الكاتب ، عن محمد بن أبي الثلج ، عن عيسى بن مهران ، عن محمد بن زكريا ، عن كثير بن طارق قال : سألت زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « لا تدعو اليوم ثبورا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا » فقال : يا كثير إنك رجال صالح ولست بمتهم ، وإني أخاف عليك أن تهلك ، إن كل إمام جائر فإن أتباعهم إذا امر بهم إلى النار نادوا باسمه فقالوا : يا فلان يا من أهلكنا هلم الآن فخلصنا مما نحن فيه ، ثم يدعون بالويل والثبور فعندها يقال لهم : « لا تدعوا اليوم ثبوا واحدا وادعوا ثبورا كثيرا » ثم قال زيد بن علي رحمه الله : حدثني أبي علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : يا علي أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وأتباعك يا علي في الجنة(٣).

٧ ـ ج : عن عبدالله بن سليمان قال : كنت عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال له رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم من يدخل النار ، فقال أبوجعفر عليه‌السلام : فهلك إذا مؤمن آل فرعون ، والله مدحه بذلك ، وما زال العلم مكتوما منذ بعث الله عزوجل رسوله نوحا ، فليذهب الحسن يمينا وشمالا فو الله ما يوجد العلم إلا ههنا ، وكان

____________________

(١) معانى الاخبار : ١٤ و ١٥ فيه : فلم يجز احد.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٩٧.

(٣) امالى ابن الشيخ : ٣٦. ورواه أيضا في ص ٨٦ عن المفيد ، عن الجعابى عن ابن عقدة عن العباس بن بكر عن محمد بن زكريا وفيه : وانى خائف عليك ان تهلك انه إذا كان يوم القيامة امر الله بأتباع كل امام جائر إلى النار فيدعون بالويل والثبور ويقولون لامامهم : يا من اهلكنا هلم الان فخلصنا مما نحن فيه فعندها يقال لهم.

١٠١

عليه‌السلام يقول : محنة الناس علينا عظيمة : إن دعوناهم لم يجيبونا ، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا(١).

أقول : قد مضى بأسانيد في باب كتمان العلم ، وباب من يؤخذ منه العلم في كتاب العقل(٢).

٨ ـ ير : عبدالله بن جعفر ، عن محمد بن علي ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن الصلت ، عن الحكم وإسماعيل ، عن بريد قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : بنا عبدالله ، وبنا عرف الله ، وبنا وحد الله ، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حجاب الله(٣).

بيان : أي كما أن الحجاب متوسط بين المحجوب والمحجوب عنه ، كذلك هو صلى‌الله‌عليه‌وآله واسطة بين الله وبين خلقه.

٩ ـ شى : عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته : قال الله : « اتبعوا ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون » ففي اتباع ما جاءكم من الله الفوز العظيم ، و في تركه الخطأ المبين(٤).

١٠ ـ بشا : أبوعلي بن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمد بن عمر عن ابن عقدة ، عن يحيى بن زكريا ، عن الحسين بن سفيان ، عن أبيه ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام قال : من دعا الله بنا أفلح ، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك(٥).

١١ ـ بشا : الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن عمه محمد بن الحسن ، عن أبيه

____________________

(١) احتجاج الطبرسى : ١٨٠.

(٢) راجع ج ٢ : ٦٤ و ٨١

(٣) بصائر الدرجات : ١٩. أقول : الحجاب : الستر وكل ما احتجب به. كل ما حال

بين شيئين. حرز يكتب فيه شئ ويلبس وقاية لصاحبه في زعمهم من تأثير السلاح او العين أو

غير ذلك حجاب الشمس : ضوءها.

(٤) تفسير العياشى ٢ : ٩. والاية في سورة الاعراف : ٣.

(٥) بشاره المصطفى : ١١٩ ـ ١١٧.

١٠٢

الحسن بن الحسين ، عن عمه أبي جعفر بن بابويه ، عن ماجيلويه ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل ، عن حكم بن أيمن ، عن محمد الحلبي قال : قال لي أبوعبدالله عليه‌السلام : إنه من عرف دينه من كتاب الله عزوجل زالت الجبال قبل أن يزول ، ومن دخل في أمر بجهل خرج منه بجهل ، قلت : وما هو في كتاب الله عزوجل؟ قال : قول الله عزوجل : « ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا(١) » وقوله عزوجل : « من يطع الرسول فقد أطاع الله(٢) » وقوله عز وجل : « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم(٣) » وقوله تبارك اسمه : « إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاء وهم راكعون(٤) » وقوله جل جلاله : « فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما(٥) » وقوله عزوجل : « يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصك من الناس(٦) » ومن ذلك قول رسول الله لعلي عليه‌السلام : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه(٧).

____________________

(١) الحشر : ٧.

(٢) النساء : ٨٠.

(٣) النساء : ٥٩.

(٤) المائدة : ٥٧.

(٥) النساء : ٦٥.

(٦) المائدة : ٦٧.

(٧) بشارة المصطفى : ١٥٦ و ١٥٧.

١٠٣

٧

باب

*(فضائل أهل البيت عليهم‌السلام والنص عليهم جملة)*

*(من خبر الثقلين والسفينة وباب حطة وغيرها)*

١ ـ بشا : عمر بن إبراهيم الحسني ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله ، عن علي بن عمر السكري ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، عن يحيى بن معن(١) عن قريش بن أنس ، عن محمد بن عمرو (٢) عن أبي اسامة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خيركم خيركم لاهلي من بعدي(٣).

٢ ـ بشا : محمد بن الحسن الجواني ، عن الحسين بن علي الداعي ، عن جعفر ابن محمد الحسني ، عن محمد بن عبدالله الحافظ ، عن عبدالعزيز بن عبدالملك الاموي عن سليمان بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الربيع ، عن حماد بن عيسى ، عن طاهرة بنت عمرو بن دينار ، عن أبيها ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (ص) : إن لكل نبي عصبة(٤) ينتمون إليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي

____________________

(١) هكذا في الكتاب ، وفى المصدر : حدثنا أبويحيى زكريا بن معن في شعبان سنة ٢٢٧ ، أقول : كلاهما مصحفان والصحيح : يحيى بن معين ، وهو يحيى بن معين بن عون بن زياد ابن بسطام بن عبدالرحمن بن ابو زكريا البغدادى ، كان امام الجرح والتعديل ، يروى عن جماعة منهم قريش بن انس ، ويروى عنه جماعة منهم احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفى الكبير ولد في ١٥٨ وتوفى بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله في ٢٣٣.

(٢) في المصدر : [ محمد بن عمر ] ولعله مصحف ، وقد ذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب من رواة قريش بن انس محمد بن عمرو.

(٣) بشارة المصطفى : ٤٦.

(٤) في نسخة الكمبانى : ان لكل بنى اب عصبة.

١٠٤

خلقوا من طينتي ، وويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله(١).

٣ ـ بشا : الحسن بن الحسين بن بابويه ، عن شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن علي الكاتب ، عن الحسن بن علي بن عبدالكريم ، عن إسحاق بن إبراهيم الثقفي عن عباد بن يعقوب ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر قال : رأيت أبا ذر رحمه‌الله أخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول : من عرفني فقد عرفني أنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قاتلني في الاولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله في الثالثة مع الدجال إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ومثل باب حطة من دخله نجا ، ومن لم يدخله هلك(٢).

٤ ـ بشا : محمد بن أحمد بن شهريار ، عن محمد بن أحمد بن محمد بن عامر ، عن محمد ابن جعفر التميمي ، عن محمد بن الحسين الاشناني ، عن عبدالله بن يعقوب(٣) عن حسين بن زيد ، عن جعفر عن أبيه عن علي ، أو الحسن بن علي عليهم‌السلام(٤) قال : إن الله افترض خمسا ولم يفترض إلا حسنا جميلا : الصلاة والزكاة والحج و الصيام وولايتنا أهل البيت ، فعمل الناس بأربع واستخفوا بالخامسة ، والله لا يستكملوا الاربع حتى يستكملوها بالخامسة(٥).

____________________

(١) بشارة المصطفى : ٤٧ و ٤٨ فيه : [ حدثنا الزاهد ابوطالب يحيى بن محمد بن الحسن الجوانى الحسينى رحمه‌الله في داره بآمل لفظا وقراءة سنة ثمان وتسع جميعا وخمسمائة قال : حدثنا السيد الزاهد أبوعبدالله الحسين بن على بن الداعى الحسينى قال : حدثنا السيد الجليل أبوابراهيم جعفر بن محمد الحسينى قال : اخبرنا الحاكم أبوعبدالله محمد بن عبدالله الحافظ ] وفيه : ويل.

(٢) بشارة المصطفى : ١٠٦ فيه : آخذا.

(٣) في المصدر : [ عباد بن يعقوب الاسدى ] والظاهر انه عباد بن يعقوب الرواجنى أبوسعيد الاسدى.

(٤) في المصدر : عن على بن الحسين بن على عليهم‌السلام.

(٥) بشارة المصطفى : ١٣٠ و ١٣١. راجع اسناده ففيه تاريخ سماع الحديث وغيره.

١٠٥

٥ ـ بشا : ابن شيخ الطائفة ، عن أبيه ، عن أبي عمرو (١) عن ابن عقدة ، عن إبراهيم بن إسحاق بن يزيد ، عن إسحاق بن يزيد ، عن سعد بن حازم ، عن الحسين ابن عمر ، عن رشيد ، عن حبة العرني قال : سمعت عليا عليه‌السلام يقول : نحن النجباء وأفراطنا أفراط الانبياء ، حزبنا حزب الله ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، من ساوى بيننا وبينهم فليس منا(٢).

بيان : « أفراطنا » أي أولادنا الذين يموتون قبلنا أولاد الانبياء ، أو شفعاؤنا شفعاء الانبياء ، قال الجزري : فيه « أنا فرطكم على الحوض » أي متقدمكم إليه يقال : فرط يفرط فهو فارط وفرط : إذا تقدم وسبق القوم ليردتاد لهم الماء ، و يهيئ لهم الدلاء والارشية ، ومنه الدعاء للطفل الميت : « اللهم اجعله لنا فرطا » أي أجرا يتقدمنا.

٦ ـ كنز : ذكر الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمه‌الله في كتاب مصباح الانوار بإسناد عن الصادق عن أبيه عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله (ص) : أنا ميزان العلم ، وعلي كفتاه ، والحسن والحسين حباله ، وفاطمة علاقته ، والائمة من بعدهم يزنون المحبين والمبغضين الناصبين الذين عليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين(٣).

٧ ـ يف : روي عن أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني قد تركت فيكم الثقلين ما إن تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

وقد روي أن أبا بكر قال : عترة النبي علي.

٨ ـ ومن ذلك في المعنى رواية أحمد بن حنبل أيضا في مسنده بإسناده إلى إسرائيل ابن عثمان بن المغيرة بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار

____________________

(١) في المصدر : أبي عمر عبد الواحد بن محمد.

(٢) بشارة المصطفى : ١٥٥.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٤٩.

١٠٦

أو خارج من عنده ، فقلت له : ما سمعت(١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إني تارك فيكم الثقلين؟ قال : نعم.

٩ ـ ومن ذلك ما رواه أيضا أحمد بن حنبل في مسنده بإسناده إلى زيد من ثابت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إني تارك فيكم الثقلين خليفتين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض(٢) وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

١٠ ـ ومن ذلك في المعنى ما رواه مسلم في صحيحه من طرق ، فمنها من الجزء الرابع منه من أجزاء في أواخر الكراس الثانية من أوله من النسخة المنقول منها(٣) باسناده إلى يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سيرة(٤) وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا عنده قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت معه خلفه ، لقد لقيت(٥) يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : يا ابن أخي لقد كبرت سني وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فما حدثتكم فاقبلوه ، ومالا أذكره(٦) فلا تكلفوني.

____________________

(١) في المصدر : لقيت زيد بن ارقم داخلا على المختار أو خارجا من عنده ، فقلت : سمعت.

(٢) في المصدر : انى تارك فيكم الحليفتين ، كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء إلى الارض.

(٣) في المصدر : في الجزء الرابع منه من اجزاء الستة في آخر الكراس الثانية من اوله من النسخة المنقولة منها.

(٤) في نسخة : [ وحصين بن شهرة ] وكلاهما مصحفان ، والصحيح كما في صحيح مسلم : [ حصين بن سبرة ] بالباء.

(٥) في النسخة المخطوطة وصحيح مسلم : [ وصليت معه لقد لقيت ] والمصدر خال منه إلى قوله : حدثنا.

(٦) في المصدر : [ وما لم احدثكم لا تكلفونيه ] وفى صحيح مسلم : ومالا فلا تكلفونيه.

١٠٧

ثم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد أيها الناس أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين ، أولهما كتاب الله فيه النور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.

فحث على كتاب الله تعالى ورغب فيه. ثم قال : وأهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي(١) الخبر. ورواه أيضا مسلم في صحيحه بهذه المعاني في الجزء الرابع المذكور على حد ثماني عشر قائمة من أوله من تلك النسخة.

١١ ـ ومن ذلك في المعنى من كتاب الجمع بين الصحاح الستة من الجزء الثالث من أجزاء أربعة من صحيح أبي داود وهو كتاب السنن ، ومن صحيح الترمذي بإسنادهما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني تارك فيكم ثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض. وعترتى أهل بيتي لن يفرتقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي.

١٢ ـ ومن ذلك في هذه المعنى ما رواه الشافعي ابن المغازلي من عدة(٢) طرق في كتابه باسنادها ، فمنها قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إني أوشك أن ادعى فاجيب ، وإني تلرك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل(٣) ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا ماذا تخلفوني فيهما(٤).

____________________

(١) رواه مسلم في صحيحه ٧ : ١٢٢.

(٢) في النسخة المخطوطة : [ في عدة طرق باسناده ] وفى المصدر : ما رواه الفقيه الشافعى ابن المغازلى عن عدة طرق باسانيدها ، اقول : ابن المغازلى اسمه على بن محمد بن الطيب الخطيب الواسطى.

(٣) في المصدر : انى قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله حبل الله الممدود

(٤) قد سقطت من المصدر المطبوع قطعة طويلة وهى من هنا إلى ما يذكره عن الزمحشرى.

١٠٨

قال عبد المحمود : لقد أثبت في عدة طرق ، وقد تركت من الحديث بالمعنى مقدار عشرين رواية لئلا يطول الكتاب بتكرارها مستندة من رجال الاربعة المذاهب المشهور حالهم بالعلم والزهد والدين.

قال عبد المحمود(١) : كيف خفي عن الحاضرين مراد النبي بأهل بيته صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد جمعهم لما انزلت آية الطهارة تحت الكساء ، وهم علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس ، وقد وصف أهل بيته الذين قد جعلهم خلفا منه بعد وفاته مع كتاب الله تعالى بأنهم لا يفارقون كتاب الله تعالى في سر ولا جهر ولا في غضب ولا رضى ولا غنى ولا ففر ، ولا خوف ولا أمن فاولئك الذين أشار اليهم جل جلاله.

١٣ ـ ومن ذلك باسناده إلى ابن أبي الدنيا من كتاب فضائل القرآن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقرابتي قال : آل عقيل وآل جعفر وآل عباس.

١٤ ـ ومن ذلك باسناده إلى علي بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو يريد أن يدخل على المختار فقلت : بلغني عنك شئ ، فقال : ما هو؟ قلت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إني قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي قال : اللهم نعم.

١٥ ـ ومن ذلك باسناده أيضا قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني فرطكم على الحوض فأسألكم حين تلقوني عن الثقلين كيف خلفتموني فيهما ، فاعتل علينا لا ندري ما الثقلان ، حتى قام رجل من المهاجرين فقال : يا نبي الله بأبي أنت و امي ما الثقلان؟ قال : الاكبر منهما كتاب الله ، طرف بيد الله تعالى ، وطرف بأيديكم فتمسكوا به ، ولا تزلوا وتضلوا ، والاصغر منهما عترتي من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ولا تعزوهم(٢) ، فإني سألت اللطيف الخبير فأعطاني

____________________

(١) قد سمى ابن طاوس نفسه في الطرائف بعبد المحمود.

(٢) هكذا ، ولعل الصحيح : ولا تغزوهم.

١٠٩

أن يردا علي الحوض كهاتين ـ : وأشار بالمسبحة والوسطى ـ ناصرهما ناصري ، و خاذلها خاذلي ، وعدوهما عدوي ، ألا وأنه لن تهلك امة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبيها ، وتقتل من يأمر بالقسط فيها.

قال عبد المحمود : فهذه عدة أحاديث برجال متفق على صحة أقوالهم ، يتضمن الكتاب والعترة ، فانظروا وأنصفوا هل جرى من التمسك بهما قد نص عليهما وهل اعتبر المسلمون من هؤلاء من أهل بيته الذين ما فارقوا الكتاب؟ وهل فكروا في الاحاديث المتضمنة أنهما خليفتان من بعده؟ وهل ظلم أهل بيت نبي من الانبياء مثل ما ظلم أهل بيت محمد (ص) ، بعد هذه الاحاديث المذكورة المجمع على صحتها؟

وهل بالغ نبي أو خليفة أو ملك من ملوك الدنيا في النص على من يقوم مقامه بعد وفاته أبلغ مما اجتهد فيه محمد رسول الله؟ لكن له اسوة بمن خولف من الانبياء قبله ، وله اسوة بالله الذي خولف في ربوبيته بعد هذه الاحاديث المذكورة المجمع على صحتها.

١٦ ـ ومن ذلك ما رواه عن المسمى عندهم جار الله فخر خوارزم أبوالقاسم محمود بن عمر الزمخشري بإسناده إلى محمد بن أحمد بن علي بن شاذان قال : حدثنا الحسن بن حمزة ، عن علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان ، عن محمد بن زياد عن حميد بن صالح يرفع الحديث بأسماء رواته وتركت ذلك اختصار ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : فاطمة بهجة قلبي ، وابناها ثمرة فؤادي ، وبعلها نور بصري ، والائمة من ولدها امناء ربي وحبل ممدود بينه وبين خلقه ، من اعتصم بهم نجا ، ومن تخلف عنهم هوى. هذا لفظ الحديث المذكور.

١٧ ـ ومن ذلك باسناد الشيخ مسعود السجستاني أيضا في كتابه عن ابن زياد مطرف قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي بها وهي جنة الخلد فليتوال علي بن أبي طالب وذريته من بعده ، فانهم لن يخرجوهم من باب هدى ، ولن يدخلوهم في باب ضلالة.

١٨ ـ وفي رواية اخرى عن السجستاني إلى زيد بن أرقم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

١١٠

قال : من أحب أن يتمسك بالقضيب الياقوت الاحمر الذي غرسه الله تعالى في جنة عدن فليتمسك بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام وذريته الطاهرين عليهم‌السلام.

١٩ ـ ومن ذلك باسناد الحافظ مسعود بن ناسر السجستاني عن ربيعة السعدي قال : أتيت حذيفة بن اليمان وهو في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لي : من الرجل؟ قلت : ربيعة السعدي ، فقال لي : مرحبا مرحبا بأخ لي قد سمعت له ولم أر شخصه قبل اليوم ، حاجتك؟ قلت : ما جئت في طلب غرض من الاغراض الدنيوية ، ولكني قدمت من العراق من عند قوم قد افترقوا خمس فرق ، فقال حذيفة : سبحان الله تعالى وما دعاهم إلى ذلك والامر واضح بين وما يقولون؟ قال : قلت : فرقة تقول : أبوبكر أحق بالامر وأولى بالناس ، لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سماه الصديق ، وكان معه في الغار ، وفرقة تقول : عمر بن الخطاب لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : « اللهم أعز الدين بأبي جهل ، أو بعمر بن الخطاب » فقال حذيفة : الله تعالى أعز الدين بمحمد ، ولم يعزه بغيره ، وقال فرقة : أبوذر الغفاري رضي‌الله‌عنه لان النبي قال : « ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر » فقال حذيقة : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصدق منه وخير وقد أظلته الخضراء وأقلته الغبراء ، وفرقة تقول : سلمان الفارسي لان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول فيه : « أدرك العلم الاول وأدرك العلم الآخر ، وهو بحر لا ينزف ، وهو منا أهل البيت » ثم إني سكت ، فقال حذيفة : ما منعك من ذكر الفرقة الخامسة؟ قال : قلت : لاني منهم ، وإنما جئت مرتادا لهم(١) وقد عاهدوا الله على أن لا يخالفوك ، وأن لا ينزلوا عند أمرك(٢) ، فقال لي : يا ربيعة اسمع مني وعه واحفظه وقه ، وبلغ الناس عني ، إني رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد أخذ الحسين بن علي ووضعه على منكبه ، وجعل يقي بعقبه ، وهو يقول : « أيها الناس إنه من

____________________

(١) اى جئت طالبا لهم حقيقة الحال.

(٢) لعل المعنى : وأن لا يقفوا عند امرك. او فيه سقط صحيحه : وأن لا ينزلوا الا عند امرك.

١١١

استكمال حجتي على الاشقياء من بعدي التاركين ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام ألا وإن التاركين ولاية علي بن أبي طالب هم المارقون من ديني ، أيها الناس هذا الحسين بن علي خير الناس جدا وجدة : جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سيد ولد آدم وجدته خديجه سابقة نساء العالمين إلى الايمان بالله وبرسوله ، وهذا الحسين خير ـ الناس أبا واما ، أبوه علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ووزيره وابن عمه ، وامه فاطمة بنت محمد رسول الله ، وهذا الحسين خير الناس عما وعمة ، عمه جعفر بن أبي طالب المزين بالجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء ، وعمته ام هانئ بنت أبي طالب ، وهذا الحسين خير الناس خالا وخالة ، خاله القاسم بن رسول الله ، وخالته زينب بنت محمد رسول الله ، ثم وضعه عن منكبه ودرج بين يديه ثم قال : أيها الناس وهذا الحسين جده في الجنة ، وجدته في الجنة ، وأبوه في الجنة ، وامه في الجنة ، وعمه في الجنة ، وعمته في الجنة ، وخاله في الجنة ، و خالته في الجنة ، وهو في الجنة ، وأخوه في الجنة ، ثم قال : أيها الناس إنه لم يعط أحد من ذرية الانبياء الماضين ما اعطي الحسين ، ولا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله ، ثم قال : أيها الناس لجد الحسين خير من جد يوسف ، فلا تخالجنكم الامور بأن الفضل والشرف والمنزلة والولاية ليست إلا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذريته وأهل بيته ، فلا يذهبن بكم الاباطيل.

قال الشيخ مسعود بن ناصر الحافظ السجستاني : هذا الحديث حسن.

قال عبد المحمود : وقد وقفت على كتاب اسمه كتاب العمدة في الاصول اسم مصنفه محمد بن محمد بن النعمان ويلقب بالمفيد قد أورد فيه الاحتجاج على صحة الامامة بحديث نبيهم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إني تارك فيكم الثقلين » وهذا لفظه : لا يكون شئ أبلغ من قول القائل : قد تركت فيكم فلانا ، كما يقول الامير إذا خرج من بلده واستخلف من يقوم مقامه لاهل البلد : قد تركت فيكم فلانا يرعاكم ويقوم فيكم مقامي ، و كما يقول من أراد الخروج عن أهله ، وأراد أن يوكل عليهم وكيلا يقوم بأمرهم : قد تركت فيكم فلانا فاسمعوا له وأطيعوا ، فإذا كان ذلك كذلك هو النص الجلي

١١٢

الذي لا يحتمل غيره إذا أخلف في جميع الخلق أهل بيته ، وأمرهم بطاعتهم ، والانقياد لهم بما أخبر به عنهم من العصمة ، وإنهم لا يفارقون الكتاب ، ولا يتعدون الحكم بالصواب ، هذا لفظه في المعنى ، ولعمري إنني أرى عقلي شاهد أن من نعى نفسه إلى قومه وقال كما قال نبيهم : « إني بشر يوشك أن ادعى فاجيب » ثم قال بعد ذلك إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » كما رووه في كتبهم فإنه لا يشك عاقل إنه قصد أن كتاب الله وعترته الذين لا يفارقون كتابه يقومان مقامه بعد وفاته ، وإن التمسك بهم أمان من الضلال ، والله إنني قد قلت هذا المقال وليس لي غرض فاسد بحال ، وقد ذكروا أخبارا كثيرة بهذا المعنى انتهى ما أخرجناه من الطرائف(١).

٢٠ ـ وروى ابن بطريق رحمه‌الله في العمدة من مسند أحمد بن حنبل بإسناده إلى علي بن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « إني تارك فيكم الثقلين »؟ قال : نعم(٢).

٢١ ـ وبإسناده أيضا عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني قد تركت فيكم الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

قال ابن نمير(٣) : قال بعض أصحابنا عن الاعمش قال : انظروا كيف تخلفوني فيهما(٤).

____________________

(١) الطرائف : ٢٨ و ٢٩.

(٢) العمدة : ٣٤ رواه باسناده عن عبدالله بن احمد بن حنبل عن ابيه عن اسود بن عامر عن اسرائيل بن عثمان بن المغيرة عن على بن ربيعة.

(٣) ابن نمير كنية لمحمد بن عبدالله نمر الهمدانى الكوفى الحافظ ، ولابيه عبدالله نمير الهمدانى ابوهشام الكوفى.

(٤) العمدة : ٣٤ رواه باسناده عن عبدالله بن احمد بن حنبل عن ابيه عن ابن نمير عن عبدالملك بن ابى سليمان عن عطية العوفى عن ابى سعيد الخدرى.

١١٣

٢٢ ـ وبإسناده أيضا عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنى تارك فيكم خليفتين : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض ، أو ما بين السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(١).

٢٣ ـ ومن صحيح مسلم في الجزء الرابع منه من أجزاء ستة في آخر الكرامة الثانية باسناده عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سيرة(٢) وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله (ص) وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا ، حدثنا يا زيد بما سمعت(٣) من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : يا بن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله (ص) فما حدثتكم فاقبلوه ، وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما فينا خطيبا بماء يدعي خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى علهى ووعظ ثم ذكر ، و قال : (٤) أما بعد ألا أيها الناس ، إنما أنا أبشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب ، وإني تارك فيكم ثقلين(٥) : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل

____________________

(١) العمدة : ٣٤ رواه باسناده عن شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت.

(٢) في المصدر : [ شبره ] وكلاهما مصحفان عن [ سبرة ] والحديث يوجد في صحيح مسلم ٧ : ١٢٢ باسناده عن زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير : حدثنا اسماعيل بن ابراهيم حدثنى ابوحيان حدثنى يزيد بن حيان قال : انطلقت انا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم.

(٣) في المصدر وصحيح مسلم : حدثنا يا زيد ما سمعت.

(٤) في المصدر وصحيح مسلم : وذكر ثم قال.

(٥) في نسخة الكمبانى : الثقلين.

١١٤

بيته ، ولكن أهل بيته ، من حرم عليه الصدقة بعده.

ثم روى بأسانيد آخر مثل ذلك من زيد بن أرقم ، وفي بعضها : « وقلنا : من أهل بيته ، ونساؤه؟ فقال : لا ، أيم الله أن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها ، أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده(١).

ثم ذكر رحمه‌الله رواية أبي سعيد الخدري بأسانيد من تفسير الثعلبي ، ومن مناقب ابن المغازلي ، ومن الجمع بين الصحاح الستة من سنن أبي داود السجستاني ومن صحيح الترمذي(٢) فلا نعبدها حذرا من التكرار.

٢٤ ـ وروي من مناقب ابن المغازلي عن أحمد بن المظفر ، عن عبدالله بن أحمد الحافظ(٣) عن أحمد بن محمد بن الاشعث ، عن مسعود بن موسى بن إسماعيل(٤) قال : حدثني أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين عن أبيه ، عن علي صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله (ص) : فضل أهل بيتى على الناس كفضل البنفسج علي سائر الادهان انتهى ما أخرجناه من العمدة(٥).

٢٥ ـ أقول : وروى ابن الاثير في جامع الاصول نقلا من صحيح مسلم حديث يزيد بن حيان نحوا مما مر إلى قوله : ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، ثم زاد قال : ومن هم؟ قال : آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم(٦).

____________________

(١) العمدة ٣٥.

(٢) العمدة : ٣٦ راجعه.

(٣) في نسخة الكمبانى : [ عبدالله بن محمد ] ولعله عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عثمان المعروف بن السقا الراوى عن ابن الاشعث.

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : محمد بن محمد بن الاشعث عن موسى ابن اسماعيل بن موسى ، ومحمد هذا صاحب كتاب الجعفريات المطبوع ، والحديث يوجد فيه في ص ١٨١ وفيه : [ فضلنا اهل البيت على سائر الناس ] وفى المستدرك ، كفضل دهن البنفسج.

(٥) العمدة : ١٩٨.

(٦) أقول : يوجد ذلك كله في صحيح مسلم المطبوع ايضا.

١١٥

زاد في رواية ، كتاب الله فيه الهدى والنور ، من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ، ومن أخطأه ضل(١).

٢٦ ـ وفي رواية نحوه غير أنه قال : « ألا وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على ضلالة » وفيه : « فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا » إلى آخر ما مر(٢).

٢٧ ـ وروي من صحيح الترمذي عن علي عليه‌السلام أن رسول الله (ص) أخذ بيد حسن وحسين وقال : من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة(٣).

٢٨ ـ وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين : أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم(٤) ، انتهى ما أخرجته من جامع الاصول.

٢٩ ـ وروى ابن بطريق أيضا في المستدرك من كتاب الفردوس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا أهل بيت قد أذهب الله عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن(٥).

٣٠ ـ وعن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنا أهل بيت اختار الله عزوجل لنا الآخرة على الدنيا.

وروى رواية الثقلين من كتاب فضائل الصحابة للسمعاني عن أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم مثل ما مر(٦).

٣١ ـ من خد الشهيد قدس‌سره عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أحب أن ينسئ الله له في أجله وأن يتمتع بما خوله الله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة ، فإنه من لهم يخلفني فيهم بتك(٧) الله عمره ، وورد على يوم القيامة مسودا وجهه(٨).

____________________

(١ ـ ٤) جامع الاصول ... ليست نسخته عندى.

(٥ و ٦) السمتدرك : مخطوط ، ونسخته ليست موجودة عندى.

(٧) اى قطع الله عمره وقصره.

(٨) لم نظفر بخط الشهيد رحمه‌الله.

١١٦

٣٢ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته عند ذكر آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هم موضع سره ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، و جبال دينه ، بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه

ومنها يعني قوما آخرين : زرعوا الفجور ، وسقوه الغرور ، وحصدوا الثبور لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الامة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالى ، وبهم يلحق التالى ، و لهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة(١).

٣٣ ـ يف : روى الثعلبي في تفسير قوله تعالى : « واعتصموا بحبل الله جميعا » بأسانيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين خليفتين ، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والارض ، أو قال : إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض(٢).

٣٤ ـ وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين في مسند زيد بن أرقم من عدة طرق ، فمنها بإسناده إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قام رسول الله (ص) فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعد ووعظ وذكر ، ثم قال : أما بعد أيها الناس فإنما أنا(٣) بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فاجيب وإني تارك فيكم الثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به ، فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي ، اذكركم الله في أهل بيتي(٤)

____________________

(١) نهج البلاغة : القسم الاول : ٢٩ و ٣٠.

(٢) الطرائف : ٢٩. والاية في سورة آل عمران : ١٠٣.

(٣) في المصدر : انما انا.

(٤) ذكر ذلك في النسخة المخطوطة مرتين وفى المصدر مرة واحدة.

١١٧

في إحدى روايات الحميدي : فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال : لا ، أيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر(١) ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها الخبر(٢).

٣٥ ـ أقول : قال ابن الاثير في جامع الاصول : جابر بن عبدالله قال : رأيت رسول الله في حجة الوداع يوم عرفة وهو على ناقته العضباء(٣) يخطب فسمعته يقول : إني تركت فيكم ما إن أخذتم به له تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي أخرجه الترمذي.

٣٦ ـ زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي : أحدهما أعظم من الآخر ، وهو كتاب الله حبل ممدود من الارض إلى السماء ، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني ، فيهما ، أخرجه الترمذي(٤).

٣٧ ـ قال ابن الاثير في النهاية : في الحديث : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي ، سماهما ثقلين : لان الاخذ بهما والعمل بهما ثقيل ، ويقال لكل خطير نفيس : ثقيل ، فسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما ، وتفخيما لشأنهما انتهى(٥).

أقول : ستأتي أخبار الثقلين وغيرها في باب الغدير ، وأبواب النصوص و غيرها من كتاب تاريخ أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وقد مضى كثير منها في باب حجة الوداع وباب ما خص الله به رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وغيرهما.

____________________

(١) في المصدر : وأيم الله ان المرأة تكون مع الرجل اعصر من الدهر.

(٢) الطرائف : ٢٩.

(٣) في النهاية : كان اسم ناقته العضباء ، هو علم لها منقول من قولهم : ناقة عضباء اى مشقوقة الاذن ولم تكن مشقوقة الاذن ، وقال بعضهم : انها كانت مشقوقة الاذن ، وقال الزمخشرى هو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى قصيرة اليد.

(٤) جامع الاصول ..... لم نجد نسخته.

(٥) النهاية ١ : ١٥٥ و ١٥٦ فيه : ويقال لكل خطير : ثقل.

١١٨

٣٨ ـ ج : قال سليم بن قيس : بينما أنا وحميش بن معتمر(١) بمكة إذ قام أبوذر وأخذ بحلقة الباب ثم نادى بأعلى صوته في الموسم : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن جهلني فأنا جندب(٢) أنا أبوذر ، أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول : إن مثل أهل بيتي في امتي كمثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ، و من تخلف عنها(٣) غرق ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول : إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم(٤) بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، إلى آخر الحديث.

فلما قدم المدينة بعث إليه عثمان فقال : ما حملك ما قمت به في الموسم؟

قال : عهد عهده إلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمرني به ، فقال : من يشهد بذلك؟ فقام علي عليه‌السلام والمقداد فشهدا ، ثم انصرفوا يمشون ثلاثتهم فقال عثمان : إن هذا و صاحبيه يحسبون أنهم في شئ(٥).

٣٩ ـ لى : ابن مسرور ، عن ابن عامر ، عن عمه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من دان بديني ، وسلك منهاجي ، واتبع سنتي فليدن بتفضيل الائمة من أهل بيتي على جميع امتي ، فإن مثلهم في هذه الامة مثل باب حطة في بني إسرائيل(٦).

٤٠ ـ ما : المفيد : عن على بن محمد الكاتب ، عن الحسن بن على بن عبدالكريم عن إبراهيم بن محمد الثقفى ، عن عباد بن يعقوب ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبى

____________________

(١) في المصدر : [ حبش بن معمر ] وفى النسخة المخطوطة وبعض الاسانيد : [ حبيش ابن معتمر ] وفى الكل تصحيف ، والصحيح : حنش بن المعتمر بالنون.

(٢) في المصدر : فانا جندب بن جنادة.

(٣) في المصدر : من تركها غرق.

(٤) في المصدر : ما ان تمسكتم.

(٥) في نسخة : [ في شغل ]. الاحتجاج : ٨٣.

(٦) امالى الصدوق : ٤٦.

١١٩

إسحاق ، عن رافع مولى أبي ذر قال : رأيت أبا ذر رحمه‌الله آخذا بحلقة باب الكعبة مستقبل الناس بوجهه وهو يقول : من عرفني فأنا جندب الغفاري ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر الغفاري ، قال : (١) سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : من قاتلني في الاولى وقاتل أهل بيتي في الثانية حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجال ، إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومثل باب حطة من دخله نجا ومن لم يدخله هلك(٢).

بيان : ومن لم يعرفني ، أي بهذا الاسم فأنه بالكينة أشهر.

٤١ ـ ما : هلال بن محمد بن جعفر ، عن علي بن محمد البزاز ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن الحسن السكوني ، عن صالح بن أبي الاسود ، عن أبان بن تغلب ، عن حبيش بن المعتمر(٣) عن أبي ذر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من دخلها نجا ، ومن تخلف عنها غرق(٤).

٤٢ ـ ما : جماعة عن أبي المفضل ، عن محمد بن محمود بن بنت الاشج ، عن محمد ابن عبدالرحمان الذهلي عن أبي حفص الاعشى ، عن فضيل الرسان ، عن ابن أبي عمر مولى ابن الحنفية ، عن أبي عمر زاذان ، عن أبي شريحة(٥) حذيفة بن اسيد قال : رأيت أبا ذر متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول : أنا جندب ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر(٦) سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :

____________________

(١) المصدر خال عن قوله : قال.

(٢) امالى ابن الشيخ : ٣٧ و ٣٨.

(٣) الاسناد في المصدر هكذا : اخبرنا ابوالفتح هلال ابن محمد بن جعفر الحفار قال : حدثنى أبوسليمان محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب قال : اخبرنا على بن محمد البزاز قال : حدثنا إبراهيم بن اسحاق بن أبى العنيس القاضى قال : حدثنا محمد بن الحسن السلولى قال : حدثنا صالح بن أبى الاسود عن ابان ابن تغلب عن حنش بن المعتمر.

(٤) امالى ابن الشيخ ٢٢٣.

(٥) الصحيح : أبوسريحة بالمهملتين.

(٦) في المصدر : ومن لم يعرفنى فانا اعرفه بنفسى انا أبوذر.

١٢٠