بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قرأ هذه الآية : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » ثم قال : يا با محمد والله ما قال بين دفتي المصحف ، قلت : من هم جعل فداك؟ قال : من عسى أن يكونوا غيرنا؟(١).

بيان : قوله : « ما قال » الظاهر أن كلمة « ما » نافية ، أي لم يقل أن الآيات بين دفتي المصحف ، بل قال : في صدور الذين اوتوا العلم ليعلم أن للقرآن حملة يحفظونه عن التحريف في كل زمان وهم الائمة عليهم‌السلام ، ويحتمل على هذا أن يكون الظرف في قوله تعالى : « في صدور الذين اوتوا العلم » متعلقا بقوله « بينات » فاستدل عليه‌السلام على أن القران لا يفهمه غير الائمة عليهم‌السلام بهذه الآية ، لانه تعالى قال : « الآيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » فلو كانت بينة في نفسها لما قيد كونها بينة بصدور جماعة مخصوصة ، ويحتمل أن تكون « ما » موصولة فيكون بيانا لمرجع ضمير « هو » في الآية ، أي الذي قال تعالى : « إنه آيات بينات » هو ما بين دفتي المصحف ، ولا يخفى بعده.

٣٩ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازى عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام وأبي عبدالله البرقي عن أبي الجهم عن أسباط عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : نحن(٢).

٤٠ ـ ير : محمد بن الحسين عن يزيد عن هارون بن حمزة عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : هي الائمة خاصة(٣).

٤١ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٢) بصائر الدرجات : ٥٦ : فيه [ قالوا : نحن ] ولعل الصحيح [ قالا ] اى ابا جعفر وابا ـ عبدالله عليهما‌السلام.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٦.

٢٠١

أيوب بن حر عن حمران قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « بل هو آيات بينات في صدور الدين اوتوا العلم » قلت : أنتم هم؟ قال : من عسى أن يكون(١)؟

٤٢ ـ ير : محمد بن الحسين عن على بن أسباط عن أسباط قال : سأله الهيتى(٢) عن قول الله عزوجل : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : هم الائمة(٣).

٤٣ ـ ير : أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام وذكر مثله(٤).

٤٤ ـ ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام. وذكر مثله ، وزاد في آخره : خاصة(٥).

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن محمد بن الفضيل قال : سألته عليه‌السلام وذكر مثله(٦).

٤٥ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن أيوب ابن حر وعن عمران بن علي جميعا عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الآية : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » فقال : والله ما قال في المصحف ، قلت : فأنتم هم؟ قال : فمن عسى أن يكون(٧).

٤٦ ـ ير : محمد بن الحسين عن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران و عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : نحن الائمة خاصة « وما يعقلها إلا العالمون »

____________________

(١ و ٣) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٢) في المصدر : الهيسى.

(٤) في المصدر : ٥٦. فيه : [ قال : نحن وايانا ] أقول : ولعل الصحيح : نحن وايانا عنى.

(٥ ـ ٧) بصائر الدرجات ، ٥٦.

٢٠٢

فزعم أن من عرف الامام والآيات ممن يعقل ذلك(١).

٤٧ ـ ير : محمد بن الحسين عن يزيد بن سعيد(٢) عن هارون بن حمزة عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله(٣).

بيان : قوله : ممن يعقل ، خبر « إن » وهو تفسير لقوله تعالى : وما يعقلها إلا العالمون.

٤٧ ـ ير : محمد بن خالد الطيالسى عن سيف بن عميرة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الرجس هو الشك ، ولا نشك في ديننا أبدا ، ثم قال : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قلت : أنتم هم؟ قال : من عسى أن يكون(٤)؟

٤٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن القاسم بن محمد عن محمد بن يحيى عن عبدالرحمان عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : إن هذا العلم انتهى إلى آي في القرآن ، ثم جمع أصابعه ، ثم قال : بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم(٥).

٤٩ ـ ير : عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير عن أبي عبدالله (ع) قال : قلت له : قول الله تبارك وتعالى : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » وقوله تعالى : « قل(٦) هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون » قال : الذين اوتوا العلم الائمة ، والنبأ(٧) الامامة(٨).

٥٠ ـ قب : روى بريد العجلى وأبوبصير وحمران وعبدالله بن عجلان و عبد الرحيم القصير كلهم عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وأسباط(٩) بن سالم والحسن الصيقل

____________________

(١) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٢) في المصدر : يزيد بن سعد.

(٣) بصائر الدرجات : ٥٦ و ٥٧ فيه : قال : [ هم الائمة خاصة ] والاية الثانية في سورة العنكبوت : ٤٣.

(٤ و ٥ و ٨) بصائر الدرجات : ٥٦.

(٦) في المصدر : الذين اوتوا العلم ، قال : هم الائمة ، قال هو

(٧) في نسخة الكمبانى : والنبأ الائمة.

(٩) في المصدر : وروى اسباط بن سالم.

٢٠٣

وحمران والمثنى الحناط وعبدالرحمان بن كثير وهارون بن حمزة الغنوي و عبدالعزيز العبدي وسدير الصيرفي كلهم عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، ومحمد بن الفضيل(١) عن الرضا عليه‌السلام قالوا في قوله تعالى : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » : نحن هو وإيانا عنى(٢).

٥١ ـ شى : عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن هذه الآية « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واوتوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم قال أبوجعفر عليه‌السلام » شهد الله أنه لا إله إلا هو « فإن الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه وهو كما قال : فأما قوله : « والملائكة » فإن أكرم الملائكة بالتسليم لربهم ، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه ، وأما قوله : « واولو العلم قائما بالقسط » فإن اولي العلم الانبياء الاوصياء ، وهم قيام بالقسط ، والقسط هو العدل في الظاهر ، والعدل في الباطن أمير المؤمنين صلى‌الله‌عليه‌وآله(٣).

٥٢ ـ شى : عن مرزبان القمي قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله : « شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واوتوا العلم قائما بالقسط » قال : هو الامام(٤).

٥٣ ـ قب : أبوالقاسم الكوفي قال : روي في قوله : « وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم » أن الراسخون في العلم من قرنهم الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله بالكتاب وأخبر أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض.

وفي اللغة : الراسخ هو اللازم الذي لا يزول عن حاله : ولن يكون كذلك إلا من طبعه الله على العلم في ابتداء نشؤه كعيسى في وقت ولادته ، قال : « إني عبدالله آتاني الكتاب(٥) » الآية ، فأما من بيقى السنين الكثيرة لا يعلم ثم يطلب العلم فيناله

____________________

(١) في المصدر : وروى محمد بن الفضيل.

(٢) مناقب آل أبى الطالب ٣ : ٥٢٢.

(٣) تفسير العياشى ١ : ١٦٥ و ١٦٦. والاية في سورة آل عمران : ١٨.

(٤) تفسير العياشى ١ : ١٦٦.

(٥) مريم : ٣٠.

٢٠٤

من جهة غيره على قدر ما يجوز أن يناله منه فليس ذلك من الراسخين ، يقال : رسخت عروق الشجر في الارض ، ولا يرسخ إلا صغيرا.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا وحسدا لنا(١) أن رفعنا الله سبحانه ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم ، بنا يستعطى الهدى ، ويستجلى العمى ، لا بهم(٢).

٥٤ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبى جعفر عليه‌السلام في قوله : « والذين يمسكون بالكتاب » إلى آخره ، نزلت(٣) في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشياعهم ، وقوله : « وإذ تأذن ربك ليبعثن(٤) » إلى آخره فهم امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تسوم أهل الكتاب سوء العذاب يأخذون منهم الجزية(٥).

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : « والذين يمسكون بالكتاب » أي يتمسكون به ، والكتاب التوراة أي لا يحرفونه ولا يكتمونه ، وقيل : الكتاب القرآن ، والمتمسك به : امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله. وفي قوله تعالى : « من يسومهم سوء العذاب » : أي ومن يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل وأخذ الجزية منهم ، والمعني به امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عند جميع المفسرين ، وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام(٦).

____________________

(١) في المصدر : وبغيا لنا وحسدا علينا.

(٢) مناقب آل أبى طالب ١ : ٢٤٥.

(٣) في المصدر : قال : [ نزلت ] والاية في سورة الاعراف : ١٧٠.

(٤) الاعراف : ١٦٧.

(٥) تفسير القمى : ٢٢٨ و ٢٢٩ فيه : يسومون اهل الكتاب.

(٦) مجمع البيان ج ٤ ص ٤٩٦ ـ ٤٩٤. والاية الاولى في الاعراف : ١٧٠ والثانية ايضا في الاعراف : ١٦٧.

٢٠٥

١١

باب

*(انهم عليهم‌السلام آيات الله وبيناته وكتابه)*

١ ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبدالكريم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : « الذين كذبوا بآياتنا صم ، وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم » قال أبوجعفر عليه‌السلام : نزلت في الذين كذبوا في أوصيائهم(١) : « صم وبكم » كما قال الله « في الظلمات » من كان من ولد إبليس فانه لا يصدق بالاوصياء ولا يؤمن بهم أبدا وهم الذين أضلهم الله ، ومن كان من ولد آدم آمن بالاوصياء وهم على صراط مستقيم قال : وسمعته يقول : « كذبوا بآياتنا » كلها ، في بطن القرآن : أن كذبوا بالاوصياء كلهم(٢).

٢ ـ فس : « والذين هم عن آياتنا غافلون » قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام والائمة والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين عليه‌السلام : ما لله آية أكبر مني(٣).

٣ ـ فس : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن عبدالله عن أحمد بن هلال عن امية بن على عن داود بن كثير الرقي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون » قال : الآيات الائمة ، والنذر الانبياء(٤).

٤ ـ فس : « فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم * والذين

____________________

(١) في المصدر : كذبوا باوصيائهم.

(٢) تفسير القمى : ١٨٧.

(٣) تفسير القمى : ٢٨٤ فيه : [ الايات أمير المؤمنين عليه‌السلام والائمة ] والاية في

يونس : ٧.

(٤) تفسير القمى : ٢٩٦. والاية في سورة يونس : ١٠١.

٢٠٦

كفروا وكذبوا بآياتنا » قال : ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والائمة عليهم‌السلام « فاولئك لهم عذاب مهين » (١).

٥ ـ فس : « سيريكم آياته فتعرفونها » قال : أمير المؤمنين عليهم‌السلام إذا رجعوا يعرفهم أعداؤهم إذا رأوهم(٢).

٦ ـ فس : « إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين(٣) » فإنه حدثنى أبي ، عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : تخضع رقابهم ، يعني بني امية ، وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الامر عليه‌السلام(٤).

٧ ـ فس : « بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم » قال : هم الائمة عليهم‌السلام ، قوله : « وما يجحد بآياتنا » يعني ما يجحد أمير المؤمنين عليه‌السلام والائمة عليهم‌السلام « إلا الكافرون » (٥).

بيان : إنما أطلق عليهم الآيات ، لانهم علامات جليلة واضحة لعظمة الله و قدرته وعلمه ولطفه ورحمته.

٨ ـ فس : « كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته » أمير المؤمنين(٦) والائمة عليهم‌السلام « وليتذكر اولوا الالباب » فهم أهل الالباب(٧).

بيان : لعله فسر الضمير في قوله « ليدبروا » بهم عليهم‌السلام ، ويحتمل كونه تفسيرا للآيات. فتدبر.

____________________

(١) تفسير القمى : ٤٤٢. والاية في الحج : ٥٦ و ٥٧.

(٢) تفسير القمى : ٤٨١ فيه : [ قال : الايات امير المؤمنين ] والاية في النمل : ٩٣.

(٣) الشعراء ٤.

(٤) تفسير القمى : ٤٦٩.

(٥) تفسير القمى : ٤٩٧. فيه : [ وما يجحد بامير المؤمنين ] والاية في سورة العنكبوت ٤٩ وفيها : [ الا الظالمون ] نعم في الاية ٤٧ : الا الكافرون.

(٦) في المصدر : هم أمير المؤمنين.

(٧) تفسير القمى : ٥٦٥ فيه : [ فهم اهل الالباب الثاقبة ] والاية في سورة ص : ٢٩.

٢٠٧

٩ ـ فس : « فاولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون » قال : بالائمة يجحدون(١).

١٠ ـ شى : عن عمر بن يزيد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها » فقال : كذبوا ما هكذا هي ، إذا كان ينسخها ويأت بمثلها لم ينسخها(٢) ، قلت : هكذا قال الله؟ قال : ليس هكذا قال تبارك وتعالى قلت : فكيف قال؟ قال : ليس فيها ألف ولا واو ، قال : « ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها مثلها » يقول : ما نميت من إمام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله(٣).

بيان : لعل المراد أنه خير بحسب المصلحة ، لا بحسب الفضائل.

١١ ـ ير : عبدالله بن عامر عن أبي عبد الله البرقى عن الحسين بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن الثمالى قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام إن عليا آية لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وإن محمدا يدعو إلى ولاية على عليه‌السلام(٤).

١٢ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله عزوجل : « هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب » قال : أمير المؤمنين والائمة « واخر متشابهات » قال : فلان وفلان وفلان(٥) « فأما الذين في قلوبهم زيغ(٦) فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم(٧) » وهم

____________________

(١) تفسير القمى : ٢١٢. والاية في سورة الاعراف : ٩.

(٢) في المصدر : اذا كان ينسى وينسخها او يأت بمثلها لم ينسخها.

(٣) تفسير العياشى ١ : ٥٦.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٢ : ٢٣.

(٥) في الكافى والمناقب : قال : فلان وفلان.

(٦) في الكافى والمناقب : زيغ : اصحابهم واهل ولايتهم فيتبعون.

(٧) في الكافى والمناقب : [ والراسخون في العلم امير المؤمنين عليه‌السلام والائمة عليهم السلام ] وفى التفسير : هم آل محمد.

٢٠٨

أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام(١).

شى ، قب : عن عبدالرحمان مثله(٢).

بيان : لعل المراد أن ما نزل في أمير المؤمنين والائمة عليهم‌السلام من الآيات محكمات ، والذين في قلوبهم زيغ وميل إلى الباطل يتبعون المتشابهات من الآيات فيأولونها في أئمتهم ، مع أن تأويل المتشابهات لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، أو يكون في هذا البطن من الآية ضمير [ منهم ] راجعا إلى من يتبع الكتاب أو المذكور فيه ، أو يكون كلمة « من » ابتدائية ، أي حصل بسبب الكتاب ونزوله الفريقان ، فيحتمل حينئذ أن يكون ضمير تأويله راجعا إلى الموصول في قوله : « ما تشابه » أي يأولون أعمالهم القبيحة وأفعالهم الشنيعة ، ولا يبعد أيضا أن يكون المراد تشبيه الائمة بمحكمات الآيات ، وشيعتهم بمن يتبعها ، وأعدائهم بالمتشابهات ، لاشتباه أمرهم على الناس ، وأتباعهم بمن يتبعها ، والاول أظهر الوجوه ، والله يعلم.

١٣ ـ فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابن عميرة عن عبدالاعلى بن أعين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام أو يغتاب فيه مسلم إن الله يقول في كتابه : « وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا » إلى قوله : « مع القوم الظالمين(٣) ».

بيان : ل صلى‌الله‌عليه‌وآله أول الآيات بالائمة ، أو بالآيات النازلة فيهم عليهم‌السلام.

١٤ ـ فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابه عن حمزة بن الربيع عن علي بن سويد قال : سألت العبد الصالح عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات » قال : البينات هم الائمة عليهم‌السلام(٤)

____________________

(١) اصول الكافى ١ : ٤١٤.

(٢) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٥٢٢ ، تفسير العياشى ١ : ١٦٢.

(٣) تفسير القمى : ١٩٢. والاية في سورة الانعام : ٦٨.

(٤) تفسير القمى : ٦٨٣ والاية في سورة التغابن : ٦.

٢٠٩

١٥ ـ كا : علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن الحسين(١) عن عمر بن يزيد عن محمد بن جمهور عن محمد بن سنان عن المفضل قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « ائت بقرآن غير هذا أو بدله » قال : قالوا : أو بدل عليا عليه‌السلام(٢).

بيان : صدر تلك الآيات : « وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن » الآية ، وقد مر أن المراد بالآيات الائمة ، أو المراد بها الآيات المشتملة على ذكر ولايتهم ، وعلى التقديرين إذا تتلى عليهم تلك الآيات قال المنافقون : ائت بقرآن غير هذا ليس فيه مالا نرضى به من ولاية علي ، أو بدله يعني عليا ، بأن يجعل مكان آية متضمنة له آية اخرى ، فقال الله تعالى لرسوله : « قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي » أي بالتبديل من قبل نفسي « عذاب يوم عظيم ».

١٦ ـ كنز : الحسن بن أبي الحسن الديلمي باسناده(٣) عن أبي عبدالله عليه‌السلام وقد سأله سائل عن قول الله عزوجل : « وأنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم » قال : هو أمير المؤمنين(٤).

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس(٥) عن عبدالله بن محمد عن عيسى(٦) عن موسى بن القاسم عن محمد بن علي بن جعفر قال : سمعت الرضا عليه‌السلام وهو يقول : قال أبي عليه‌السلام(٧) وقد تلا هذه الآية : « وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم » قال : علي بن أبي طالب عليه‌السلام(٨).

____________________

(١) في المصدر : [ احمد بن السحين ] وفى بعض النسخ منه : احمد بن الحسين بن عمر بن يزيد.

(٢) اصول الكافى ١ : ٤١٩ والاية في سورة يونس : ١٥.

(٣) في المصدر : [ باسناده عن رجاله عن أبى حماد السمندى ] اقول : لعل الصحيح : عن حماد السمندرى.

(٤) كنز الفوائد : ٢٨٨. والاية في سورة الزخرف : ٤.

(٥) في نسخة : احمد بن محمد بن ادريس.

(٦) في المصدر : عن عبدالله بن محمد بن عيسى.

(٧) في المصدر : قال أبوعبدالله عليه‌السلام.

(٨) كنز الفوائد : ٢٨٨.

٢١٠

١٨ ـ وروي عنه أنه سئل أين ذكر علي عليه‌السلام في ام الكتاب؟ فقال في قوله سبحانه : « اهدنا الصراط المستقيم » هو على عليه‌السلام(١).

١٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن حماد الشاشي عن الحسين بن أسد عن علي بن إسماعيل الميثمي عن عباس الصائغ عن ابن طريف عن ابن نباته قال : خرجنا مع أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى انتهينا إلى صعصعة بن صوحان فإذا هو على فراشه ، فلما رأى عليا عليه‌السلام خف له ، فقال له علي عليه‌السلام : لا تتخذن زيارتنا إياك فخرا على قومك ، قال : لا يا أمير المؤمنين ولكن ذخرا وأجرا ، فقال له : والله ما كنت(٢) إلا خفيف المؤنة ، كثير المعونة ، فقال صعصعة : وأنت والله يا أمير المؤمنين ما علمتك إلا أنك بالله لعليم ، وأن الله في عينك لعظيم وأنك في كتاب الله لعلي حكيم ، وأنك بالمؤمنين رؤف رحيم(٣).

٢٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن الاشعري عن إبراهيم ابن هاشم عن علي بن معبد عن واصل بن سليمان عن ابن سنان عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لما صرع زيد بن صوحان يوم الجمل جاه أمير المؤمنين عليه‌السلام حتى جلس عند رأسه فقال : رحمك الله يا زيد ، قد كنت خفيف المؤنة ، عظيم المعونة فرفع زيد رأسه إليه فقال : وأنت جزاك الله خيرا يا أمير المؤمنين فو الله ما علمتك إلا بالله عليما ، وفي ام الكتاب عليا حكيما ، والله في صدرك عظيما(٤).

أقول : سيأتي في دعاء يوم الغدير : وأشهد أنه الامام الهادي الرشيد أمير المؤمنين ، الذى ذكرته في كتابك ، فانك قلت : وإنه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم(٥).

____________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨٨.

(٢) في المصدر : ما كنت علمتك.

(٣) كنز الفوائد : ٢٨٨ و ٢٨٩.

(٤) كنز الفوائد : ٢٨٩ فيه : [ على بن سعيد ] وفيه : وان الله في صدرك عظيما.

(٥) الزخرف : ٤.

٢١١

١٢

باب

*(ان من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الائمة)*

*(عليهم‌السلام ، وانهم آل ابراهيم وأهل دعوته)*

الايات : آل عمران : « ٣ » إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم « ٣٣ و ٣٤ ».

فاطر « ٣٥ » : ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير « ٣٢ » تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله : « إن الله اصطفى » أي اختار واجتبى « وآل إبراهيم » أولاده ، وأما آل عمران فقيل : هم من آل إبراهيم أيضا ، فهم موسى وهارون ابنا عمران ، وقيل : يعني بآل عمران مريم وعيسى لان مريم بنت عمران ، وفي قراءة أهل البيت عليهم‌السلام وآل محمد على العالمين وقالوا أيضا : إن آل إبراهيم هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله الذين هم أهله ، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح ، لانه سبحانه لا يختار ولا يصطفى إلا من كان كذلك ، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما من آل إبراهيم وآل عمران ، سواء كان نبيا أو إماما ، ويقال : الاصطفاء على وجهين : أحدهما أنه اصطفاه لنفسه ، أي جعله خالصا له يختص به والثاني أنه اصطفاه على غير أي اختصه بالتفضيل على غيره وعلى هذا الوجه معنى الآية « ذرية » أي أولادا وأعقابا « بعضها من بعض » قيل : معناه في التناصر في الدين وقيل : في التناسل والتوالد ، فإنهم ذرية آدم ثم ذرية نوح ثم ذرية إبراهيم عليهم‌السلام ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، لانه قال : الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض. واختاره الجبائي(١).

____________________

(١) مجمعع البيان ٢ : ٤٣٣.

٢١٢

وقال رحمه‌الله في قوله : « ثم أورثنا الكتاب » أي القرآن أو التوراة ، أو مطلق الكتب « الذين اصطفينا من عبادنا » قيل : هم الانبياء ، وقيل : هم علماء امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمروي عن الباقر والصادق عليهم‌السلام أنهما قالا : هي لنا خاصة ، وإيانا عنى ، وهذا أقرب الاقوال « فمنهم ظالم لنفسه » اختلف في مرجع الضمير على قولين : أحدهما أنه يعود إلى العباد ، واختاره المرتضى رضي‌الله‌عنه والثاني أنه يعود إلى المصطفين ، ثم اختلف في أحوال الفرق الثلاث على قولين : أحدهما أن جميعهم ناج ، ويؤيده ما ورد في الحديث عن أبي الدرداء قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول في الآية : أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب ، وأما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ، وأما الظالم لنفسه فيجس في المقام ثم يدخل الجنة فهم الذين قالوا : الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن.

وروى أصحابنا عن ميسر بن عبدالعزيز عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : الظالم لنفسه منا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد منا العارف بحق الامام ، والسابق بالخيرات هو الامام ، وهؤلاء كلهم مغفور لهم.

وعن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه‌السلام أما الظالم لنفسه منا فمن عمل عملا صالحا وآخر سيئا ، وأما المقتصد فهو المتعبد المجتهد ، وأما السابق بالخيرات فعلى والحسن والحسين عليهم‌السلام ومن قتل من آل محمد شهيدا.

والقول الآخر أن الفرقة الظالمة(١) غير ناجية ، قال قتادة : الظالم من أصحاب المشئمة ، والمقتصد أصحاب الميمنة ، والسابق هم السابقون المقربون « بإذن الله » أي بأمره وتوفيقه ولطفه(٢).

١ ـ فس : ثم ذكر آل محمد فقال : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » وهم الائمة عليهم‌السلام ، قال : « فمنهم ظالم لنفسه » من آل محمد غير الائمة ، وهو الجاحد للامام « ومنهم مقتصد » وهو المقر بالامام « ومنهم سابق بالخيرات باذن ـ

____________________

(١) في المصدر : ان الفرقة الظالمة لنفسها.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٤٠٨ و ٤٠٩ ذكر المصنف ملخص قول الطبرسى.

٢١٣

الله » وهو الامام(١).

٢ ـ مع : محمد بن على بن نصر البخاري ، عن أبي عبدالله العلوي باسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهم‌السلام أنه سئل عن قول الله عزوجل : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ، فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنه سابق بالخيرات باذن الله » فقال : الظالم يحوم حوم نفسه ، والمقتصد يحوم حوم قلبه ، و السابق يحوم حوم ربه عزوجل(٢).

بيان : قال الفيروز آبادي : الحوم : القطيع الضخم من الابل ، وحومة البحر والرمل وغيره : معظمه وحام الطير على الشئ : دوم(٣) ، وفلان على الامر : رامه.

أقول : لعله كان « حول » فصحف ، ثم اعلم أن الاول هو الذي يتبع شهوات نفسه ، والثاني هو الذي يصحح عقائد قلبه ، والثالث هو الذي لا يؤثر شيئا على رضا ربه ، أو الثاني هو الذي بصدد إصلاح نفسه ، أو هو الذي يقصد في عبادته منفعة لنفسه ، والثالث خلا عن مراد نفسه وهو درجة المقربين.

٣ ـ مع : القطان ، عن السكري ، عن الجوهري ، عن ابن عمارة ، عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله » فقال : الظالم منا من لا يعرف حق الامام ، والمقتصد العارف بحق الامام والسابق بالخيرات باذن الله هو الامام « جنات عدن يدخلونها » يعني السابق والمقتصد(٤).

٤ ـ مع : الحسين بن يحيى البجلى عن أبيه عن أبي عوانه عن عبدالله بن يحيى

____________________

(١) تفسير القمى : ٥٤٦.

(٢) معانى لاخبار : ٣٦.

(٣) دوم الطائر أى حلق في السماء.

(٤) معانى الاخبار : ٣٦.

٢١٤

عن يعقوب بن يحيى عن أبي حفص(١) عن الثمالي قال : كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبي جعفر عليه‌السلام إذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له : يا بن رسول الله إنا نريد أن نسألك عن مسألة ، فقال لهما : سلاعما أجبتما(٢) ، قالا : أخبرنا عن قول الله عزوجل : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير » إلى آخر الآيتين ، قال : نزلت فينا أهل البيت ، قال أبوحمزة : فقلت : بأبي أنت وامي فمن الظالم لنفسه منكم؟ قال : من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو ظالم لنفسه فقلت : من المقتصد منكم؟ قال : العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين ، فقلت : فمن السابق منكم بالخيرات؟ قال : من دعا والله إلى سبيل ربه ، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا ، ولا للخائنين خصيما(٣) ، ولم يرض بحكم الفاسقين إلا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا(٤).

بيان : قوله : في الحالين أي في الشدة والرخاء ، أو في حال غلبة أهل الحق وحال غلبة أهل الباطل.

٥ ـ ج : عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن هذه الآية : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » قال : أي شئ تقول؟ قلت : أقول : إنها خاص لولد فاطمة عليها‌السلام ، فقال : من أشال(٥) سيفه ودعا الناس إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة عليها‌السلام وغيرهم فليس بداخل في هذه الآية ، قلت : من يدخل فيها؟ قال : الظالم لنفسه الذي لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى ، والمقتصد منا أهل البيت العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات الامام(٦).

____________________

(١) في نسخة من المصدر : عن ابى جعفر.

(٢) هكذا في الكتاب ومصدره ، ولعل الصحيح : سلاعما أحببتما.

(٣) لعل « لا » زائدة ، او الصحيح : وكان للخائنين خصيما.

(٤) معانى الاخبار : ٣٦.

(٥) في المصدر : من سل سيفه ، أقول : قوله : ودعا الناس إلى نفسه ، اى ادعى الامامة

لنفسه.

(٦) الاحتجاج : ٢٠٤ فيه : هو العارف حق الامام ، والسابق بالخيرات هو الامام.

٢١٥

بيان : في القاموس : شالت الناقة بذنبها شولا وشولانا وأشالته : رفعته.

٦ ـ ير : أحمد بن الحسن بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبي سلام المرعشي عن سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله » قال : السابق بالخيرات الامام(١).

ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب مثله(٢).

٧ ـ ير : محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن يونس وهشام عن الرضا عليه السلام مثله(٣).

٨ ـ ير : أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن منصور بزرج عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام. وذكر مثله(٤).

ير : محمد بن الحسن عن البزنطي عن عبدالكريم عن سليمان بن خالد عنه عليه‌السلام مثله(٥).

ير : عبدالله بن عامر عن الربيع بن أبي الخطاب عن جفر بن بشير عن سليمان بن خالد عنه عليه‌السلام مثله(٦).

٩ ـ ير : عباد بن سليمان عن سعد بن سعد عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه‌السلام مثله(٧).

١٠ ـ ير : أحمد بن موسى عن الخشاب عن علي بن حسان عن عبدالرحمان ابن كثير عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « ثم أورثنا الكتاب » الآية قال : إيانا عنى « السابق بالخيرات » الامام(٨).

١١ ـ ير : ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن اذينة عن بكير وفضيل ويريد

____________________

(١ ـ ٨) بصائر الدرجات : ١٤.

٢١٦

وزرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام في هذه الآية : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » قال : السابق الامام(١).

١٢ ـ ير أحمد بن الحسن عن ابن اذينة عن ابن بكير عن ميسر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى : « ثم أورثنا الكتاب » الآية قال : السابق بالخيرات الامام(٢).

١٣ ـ ير : سلمة عن الحسين بن موسى الاصم عن الحسين بن عمر قال : قلت له وذكر مثله(٣).

١٤ ـ ير : سلمة بن الخطاب عن أبي عمران الارمني عن أبي السلام عن سورة بن كليب قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قوله تعالى : « ثم أورثنا الكتاب » الاية ، قال : فينا نزلت ، والسابق بالخيرات الامام(٤).

١٥ ـ ير : أحمد بن الحسن ، عن عمرو بن سعيد عن مصدق عن عمار عن أبي عبدالله عليه‌السلام : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » قال : هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله « والسابق بالخيرات » هو الامام(٥).

١٦ ـ ير : أحمد بن محمد عن الاهوازي عن النضر عن يحيي الحلبي عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال في هذه الآية : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » الآية ، قال : السابق بالخيرات الامام ، فهي في ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام(٦).

١٧ ـ ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن منصور عن عبد المؤمن الانصاري عن سالم الاشل وكان إذا قدم المدينة لا يرجع حتى يلقى أبا جعفر عليه‌السلام قال : فخرج إلى الكوفة ، قلنا : يا سالم ما جئت به؟ قال : جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » الآية ، قال : « السابق بالخيرات » هم الائمة(٧).

____________________

(١ ـ ٦) بصائر الدرجات : ١٤.

(٧) بصائر الدرجات : ١٤ فيه : السابق بالخيرات هو الامام.

٢١٧

١٨ ـ كشف : من دلائل الحميري عن داود بن القاسم الجعفري قال : سألت أبا محمد عن قول الله : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنه سابق بالخيرات باذن الله » فقال : كلهم من آل محمد ، الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام ، قال : فدمعت عيني ، وجعلت افكر في نفسي في عظم ما اعطي آل محمد ، على محمد وآله السلام ، فنظر إلي أبومحمد فقال : الامر أعظم مما حدثتك نفسك من عظم شان آل محمد ، فاحمد الله فقد جعلت متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل اناس بامامهم ، فأبشر يا أبا هاشم فانك على خير(١).

١٩ ـ أقول : روى السيد بن طاووس في كتاب سعد السعود من تفسير محمد بن العباس بن مروان قال : حدثنا علي بن عبدالله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن عثمان بن سعيد عن إسحاق بن يزيد الفراء عن غالب الهمداني عن أبي إسحاق السبيعي قال : خرجت حاجا فلقيت محمد بن علي فسألته عن هذه الآية : « ثم أورثنا الكتاب » الاية فقال : ما يقول فيها قومك يا أبا اسحاق؟ يعني أهل الكوفة قال : قلت : يقولون : إنها لهم ، قال : فما يخوفهم إذا كانوا من أهل الجنة؟ قلت : فما تقول أنت جعلت فداك؟ فقال : هي لنا خاصة يا أبا اسحاق ، أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب والحسن والحسين والشهيد منا أهل البيت ، وأما المقتصد فصائم بالنهار ، وقائم بالليل ، وأما الظالم لنفسه ففيه ما جاء في التائبين(٢) وهو مغفور له يا أبا إسحاق ، بنا يفك الله عيوبكم(٣) وبنا يحل الله رباق(٤) الذل من أعناقكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يفتح الله ، وبنا يختم ، لا بكم ، ونحن كهفكم كأصحاب الكهف ، ونحن سفينتكم كسفينة نوح ، ونحن باب حطتكم كباب حطة بني إسرائيل.

____________________

(١) كشف الغمة : ٣٠٦. فيه : ما اعطى الله آل محمد.

(٢) في المصدر : ففيه ما في الناس.

(٣) في الكنز : بنا يفك الله رقابكم.

(٤) في الكنز : [ وتاق ] لعله مصحف : [ رباق او وثاق ] والرباق جمع الربق : حبل فيه عدة عرى يشد به البهم والوثاق : ما يشد به من قيد او حبل.

٢١٨

قال السيد : وروى تأويل هذه الآية من عشرين طريقا ، وفي الروايات زيادات أو نقصان(١).

كنز : محمد بن العباس مثله إلا أن فيه : « والامام منا » مكان : الشهيد منا وفيه : وأما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له(٢)

فر : الحسين بن الحكم باسناده عن غالب بن عثمان مثله إلا أن فيه : ثم قال يا أبا اسحاق بنا يقيل الله عثرتكم ، وبنا يغفر الله ذنوبكم ، وبنا يقضي الله ديونكم وبنا يفك الله وثاق(٣) الذل من أعناقكم ، وبنا يختم ويفتح لا بكم(٤).

٢٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد(٥) عن الحسن بن سماعة عن ابن أبي حمزة عن زكريا المؤمن عن أبي سلام عن سورة بن كليب قال : قلت لابي جعفر عليه‌السلام : ما معنى قوله عزوجل : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » الآية ، قال : الظالم لنفسه الذي لا يعرف الامام ، قلت : فمن المقتصد؟ قال : الذي يعرف الامام ، قلت : فمن السابق بالخيرات؟ قال : الامام قلت : فما لشيعتكم؟

قال : تكفر ذنوبهم ، وتقضى ديونهم ، ونحن باب حطتهم ، وبنا يغفر لهم(٦).

٢١ ـ وأقول : قال السيد رضي‌الله‌عنه في سعد السعود : وجدت كثيرا من الاخبار قد ذكرت بعضها في كتاب البهجة بثمرة المهجة متضمنة أن قوله جل جلاله : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا » إلى آخر الآية أن المراد بهذه الآية جميع ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأن الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه ، والمقتصد هو العارف به ، والسابق بالخيرات هو إمام الوقت عليه‌السلام.

فمن روينا ذلك عنه الشيخ أبوجعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده.

____________________

(١) سعد السعود : ١٠٧ و ١٠٨.

(٢) كنز الفوائد : ٢٥١ و ٢٥٢.

(٣) رواق رباق خ ل.

(٤) تفسير فرات : ١٢٨ فيه اختلافات لفظية راجعه.

(٥) في المصدر : أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة.

(٦) كنز الفوائد : ٢٥٢.

٢١٩

إلى الصادق عليه‌السلام ، ورويناه من كتاب الواحدة لابن جمهور فيما رواه عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليهما‌السلام ، ورويناه من كتاب الدلائل لعبد الله بن جعفر الحميري عن مولانا الحسن العسكري ، ورويناه من كتاب محمد بن علي بن رباح بإسناده عن الصادق عليه‌السلام ، ورواه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن ، ورويناه من الجامع الصغير ليونس بن عبدالرحمن ، ورويناه من كتاب عبدالله بن حماد الانصاري ، ورويناه من كتاب إبراهيم الخزاز وغيرهم رضوان الله عليهم ممن لم يحضرني ذكر أسمائهم والاشارة إليهم(١).

٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس ، عن محمد بن الحسن بن حميد عن جعفر بن عبدالله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » قال : فهم آل محمد صفوة الله « فمنهم ظالم لنفسه » وهو الهالك « ومنهم مقتصد » وهم الصالحون « ومنهم سابق بالخيرات باذن الله » فهو علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، يقول الله عزوجل : « ذلك هو الفضل الكبير » يعني القرآن ، يقول الله عزوجل : « جنات عدن يدخلونها » يعني آل محمد يدخولون قصور جنات كل قصر من لؤلؤة واحدة ، ليس فيها صدع ولا وصل(٢) لو اجتمع أهل الاسلام فيها ما كان ذلك القصر إلا سعة لهم ، له القباب من الزبرجد كل قبة لها مصراعان : المصراع طوله اثنا عشر ميلا ، يقول الله عزوجل : « يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير * وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور » قال : والحزن : ما أصابهم في الدنيا من الخوف والشدة(٣).

____________________

(١) سعد السعود : ٧٩ و ٨٠. أقول : قد ذكر بعد ذلك في نسخة الكمبانى رواية سورة ابن كليب المتقدم تحت رقم ٢٠ بعينها سندا ومتنا ومصدرا ، وحيث كانت مكررة من سهو النساخ والنسخة المخطوطة كانت خالية عنها فاسقطناها.

(٢) الصدع : الشق في الشئ. والوصل : الاتصال. وبالضم والكسر : كل عضو على حدة وذلك كناية عن كون ذلك القصر غير ذى أجزاء.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٣٥٢ و ٣٥٣. والايات في سورة فاطر : ٣٢ ـ ٣٤.

٢٢٠