بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

أجرب أعجف حتى سجد للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلنا لجابر : أنت رأيته؟ قال : نعم رأيته واضع جبهته(١) بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا عمر إن هذا الجمل قد سجد لي واستجار بي فاذهب فاشتره وأعتقه ولا تجعل لاحد عليه سبيلا ، قال : فذهب عمر فاشتراه وخلى سبيله ، ثم جاء إلى النبي (ص) فقال : يا رسول الله صلى هذا بهيمة يسجد لك فنحن أحق أن نسجد لك ، سلنا على ما جئتنا به من الهدى أجرا ، سلنا عليه عملا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو كنت آمر أحدا أن يسجد لاحد لامرت المرأة أن تسجد لزوجها ، فقال جابر : فو الله ما خرجت حتى نزلت الآية الكريمة : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى(٢).

١١ ـ فر : عبيد بن كثير عن علي بن الحكم قال : أخبرنا شريك عن إسحاق قال عمرو بن شعيب في قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : قرابته من أهل بيته(٣).

١٢ ـ فر : الحسين بن سعيد عن محمد بن على بن خلف العطار عن الحسين الاشقر عن قيس بن الربيع عن الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال : لما نزلت الآية : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قلت : يا رسول الله من قرابتك الذين افترض الله علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وولدهما ، ثلاث مرات يقولها(٤).

١٣ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري باسناده عن عباد بن عبدالله بن حكيم قال : كنت عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام فسأله رجل عن قول الله : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : نزعم أنها قرابة ما بيننا وبينه ، وتزعم قريش أنها قرابة ما بينه وبينهم ، وكيف يكون هذا وقد أنبأ الله أنه معصوم(٥)

____________________

(١) في نسخة : « ووضع جبهته » وفى المصدر : واضعا جبهته.

(٢) تفسير فرات : ١٤٣ و ١٤٤.

(٣) تفسير فرات : ١٤٤ فيه : قال : سألت عمرو بن شعيب.

(٤) تفسير فرات : ١٤٤ ،

(٥) تفسير فرات : ١٤٤.

٢٤١

بيان : كأن المعنى(١) أنه كيف تكون مودة قريش واجبة على الناس وقد كان فيهم قوم يخاف منهم الرسول في تبليغ ما انزل إليه حتى أخبر الله أنه معصوم من شرهم ، فقال : والله يعصمك من الناس(٢).

١٤ ـ فر : عبدالله بن مالك عن محمد بن موسى بن أحمد عن محمد بن الحارث الهاشمي عن الحكم بن سنان الباهلي عن أبي جريح(٣) عن عطا بن أبي رباح قال : قلت لفاطمة بنت الحسين : أخبريني جعلت فداك بحديث احدث وأحتج به على الناس ، قالت : أخبرني أبي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان نازلا بالمدينة وأن من أتاه المهاجرين كانوا ينزلون عليه ، فأرادت الانصار أن يفرضوا لرسول الله فريضة يستعين بها على من أتاه ، فأتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقالوا : قد رأينا ما ينوبك من النوائب ، وإنا أتيناك لنقرض لك من أموالنا فريضة تستعين بها على من أتاك ، قال : فأطرق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله طويلا ثم رفع رأسه وقال إني لم اؤمر أن آخذ منكم على ما جئتم به شيئا فانطلقوا ، إن امرت به(٤) أعلمتكم ، قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمد إن ربك قد سمع مقالة قومك وما عرضوا عليك وأنزل الله(٥) عليهم فريضة : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فخرجوا وهم يقولون : ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا أن يذل له الناس ، وتخضع له الرقاب(٦) ما دامت السماوات والارض لبني عبدالمطلب ، قال : فبعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي

____________________

(١) او المعنى كيف تكون هذه المزعمة صحيحة وقد أنبا الله ان قرباه معصوم ، واشار بذلك إلى قوله تعالى : انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا.

(٢) المائدة : ٦٧.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ، وهو مصحف والصحيح : « ابن جريح » بالجيم ، وهو كنية لعبد الملك بن عبدالعزيز بن جريح الاموى مولاهم المكى.

(٤) في الصمدر : فانطلقوا فانى لم اؤمر بشئ ، وان امرت به اعلمتكم.

(٥) في المصدر : وقد انزل الله.

(٦) في المصدر : الا ان يذل له الاشياء ويخضع له الرقاب.

٢٤٢

ابن أبي طالب عليه‌السلام أن اصعد المنبر وادع الناس إليك ، ثم قال : يا أيها الناس(١) من انتقص أجيرا أجره فليتبوأ مقعده من النار ، ومن انتمى إلى غيره مواليه فليتبوأ مقعده من النار ، فمن انتفى من والديه فليتبوأ مقعده من النار ، قال : فقام رجل وقال : يا أبا الحسن ما لهن من تأويل؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، ثم أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ويل لقريش من تأويلهن ، ثلاث مرات(٢) ، ثم قال : يا علي انطلق فأخبرهم أني أنا الاجير الذي أثبت الله مودته من السماء ، ثم قال : أنا وأنت مولى المؤمنين ، وأنا وأنت أبوالمؤمنين ثم خرج رسول الله (ص) فقال : يا معشر قريش والمهاجرين والانصار ، فلما اجتمعوا قال : يا أيها الناس إن عليا أولكم إيمانا بالله ، وأقومكم بأمر الله ، وأوفاكم بعهد الله ، وأعلمكم بالقضية ، وأقسمكم بالسوية ، وأرحمكم بالرعية ، وأفضلكم عند الله مزية(٣) ثم قال : إن الله مثل لي امتي في الطين ، وعلمني أسماءهم كما علم آدم الاسماء كلها ، ثم عرضهم علي فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته ، وسألت ربي أن تستقيم امتي على علي من بعدي ، فأبي إلا أن يضل من يشاء ، ويهدي من يشاء ، ثم ابتدأني ربي في علي عليه‌السلام بسبع خصال : أما أولهن فإنه أول من تنشق الارض عنه معي ، ولا فخر ، وأما الثانية فانه يزود(٤) أعداءه عن حوضي كما تذود الرعاة غريبة الابل ، وأما الثالثة فإن من فقراء شيعة علي عليه‌السلام ليشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأما الرابعة فانه أول من يقرب باب الجنة معي ، ولا فخر ، وأما الخامسة فانه أول من يزوج من الحور العين معي ولا فخر ، وأما السادسة فانه أول من يسقى من الرحيق المختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون(٥).

____________________

(١) في المصدر : وادع الناس ثم قل ايها الناس.

(٢) اى قاله ثلاث مرات.

(٣) في نسخة : وافضلكم عند الله حرمة.

(٤) اى يطرا اعداءه عن حوضى.

(٥) تفسير فرات : ١٤٥ و ١٤٦. أقول : الظاهر ان نسخة المصنف كانت ناقصة فلم يذكر.

٢٤٣

١٥ ـ فر : عبدالسلام عن هارون بن أبي بردة عن جعفر بن الحسن عن يوسف عن الحسين بن إسماعيل الاسدي عن سعد بن طريف عن ابن نباته قال : كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في مسجد الكوفة فأتاه رجل من بجيلة يكنى أبا خديجة ومعه ستون رجلا من بجيلة ، فسلم وسلموا ، ثم جلس وجلسوا ثم إن أبا خديجة قال : يا أمير المؤمنين أعندك سر من سر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تحدثنا به؟ قال :

نعم ، يا قنبر ائتني بالكتابة ، ففضها فإذا هي أسفلها سليفة مثل ذنب الفارة مكتوبة فيها(١) : بسم الله الرحمان الرحيم إن لعنة الله وملائكته والناس أجمعين على من انتمى إلى غير مواليه ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أحدث في الاسلام حدثا أو آوى محدثا ، ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من ظلم أجيرا(٢) ولعنة الله على من سرق شبرا من الارض(٣) وحدودها يكلف يوم القيامة أن يجيئ بذلك من سبع سماوات وسبع أرضين ، ثم التفت إلى الناس فقال : والله لو كلفت هذا دواب الارض ما أطاقته ، فقال له : يا أبا خديجة إنا أهل البيت موالي كل مسلم فمن تولى غيرنا فعليه مثل ذلك ، والاجير ليس بالدينار ولا بالدينارين ، ولا بالدرهم ولا بالدرهمين ، بل من ظلم رسول الله (ص) أجره في قرابته ، قال الله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فمن ظلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أجره في قرابته فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(٤).

بيان : قال الفيروز آبادي : السلفة بالضم : جلد رقيق يجعل بطانة للخفاف.

١٦ ـ فر : عبيد بن كثير عن يحيى بن الحسن بن الفرات القزاز(٥) عن عامر

____________________

السابعة ، والموجود في المصدر : وأما السادسة فانه اول من يسكن معى في عليين ولا فخر ، واما السابعة فانه اول من يسقى من رحيق مختوم اه.

(١) في المصدر : فاذا في اسفلها سليفة مثل ذنب الفارة مكتوب فيها.

(٢) في المصدر : على من ظلم اجيرا اجره.

(٣) في المصدر : على من سرق منا الارض وحدودها.

(٤) تفسير فرات : ١٤٦ و ١٤٧ فيه تصحيفات راجعه.

(٥) في المصدر : يحيى بن الحسن بن فرات الفزارى.

٢٤٤

بن كثير السراج عن الحسين بن سعيد عن محمد بن علي عن زياد بن المنذر قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليه‌السلام وهو يقول : نحن شجرة أصلها رسول الله (ص) ، وفرعها علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأغصانها فاطمة بنت النبي (ص) ، وثمرتها(١) الحسن والحسين عليهما‌السلام والتحية والاكرام ، وأنا شجرة النبوة ، وبيت الرحمة ، ومفتاح الحكمة ، ومعدن العلم ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، وموضع سر الله ووديعته ، والامانة التي عرضت على السماوات والارض والجبال ، وحرم الله الاكبر ، وبيت الله العتيق ، وذمته ، وعندنا علم المنايا والبلايا والقضايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الاسلام وأنساب العرب ، وإن الائمة عليهم‌السلام كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم أن يسبحوا فسبح أهل السماوات لتسبيحهم ، وإنهم لهم الصافون ، وإنهم لهم المسبحون(٢) ، فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ، و من عرف حقهم فقد عرف حق الله ، هؤلاء عترة رسول الله (ص) ، ومن حجد حقهم فقد جحد حق الله ، هم ولاة أمر الله وخزنة وحي الله ، وورثة كتاب الله ، وهم المصطفون بأمر الله ، والامناء على وحي الله ، هؤلاء أهل بيت النبوة ، ومفاض الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة ، من كان يغذوهم(٣) جبرئيل بأمر الملك الجليل بخبر التنزيل وبرها الدليل ، هؤلاء أهل البيت(٤) أكرمهم الله بشرفهم ، وشرفهم بكرامته ، وأعزهم بالهدى ، وثبتهم بالوحي ، وجعلهم أئمة هداة ، ونورا في الظلم للنجاة ، واختصهم لدينه ، وفضلهم بعلمه ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين وجعلهم عمادا لدينه ، ومستودعا لمكنون سره ، وامناء على وحيه ، وشهداء على بريته ، واختارهم الله واجتباهم وخصهم واصطفاهم وفضلهم وارتضاهم وانتجبهم وجعلهم نورا للبلاد ، وعمادا للعباد ، وحجته العظمى(٥) وأهل النجاة والزلفى

____________________

(١) في المصدر : وثمرها.

(٢) في المصدر : وانهم لصافون وانهم هم المسبحون.

(٣) في المصدر : يغدوهم.

(٤) في الصمدر : اهل البيت اكرمهم الله.

(٥) في المصدر : والحجة العظمى.

٢٤٥

هم الخيرة الكرام ، هم القضاة الحكام ، هم النجوم الاعلام ، وهم الصراط المستقيم ، هم السبيل الاقوام ، الراغب عنهم مارق ، والمقصر عنهم زاهق ، واللازم لهم لاحق ، هم نور الله في قلوب المؤمنين ، والبحار السائغة للشاربين ، أمن لمن التجأ إليهم ، وأمان لمن تمسك بهم ، إلى الله يدعون ، وله يسلمون ، وبأمره يعملون ، وببيانه يحكمون ، فيهم بعث الله رسوله ، وعليهم هبطت ملائكته ، وبينهم نزلت سكينته ، وإليهم بعث الروح الامين ، منا من الله عليهم فضلهم به ، وخصهم بذلك ، وآتاهم تقواهم ، وبالحكمة قواهم ، هم فروغ طيبة ، واصول مباركة(١) خزان العلم ، وورثة الحلم ، واولو التقى والنهى والنور والضياء ، وورثة الانبياء وبقية الاوصياء ، منهم الطيب ذكره المبارك اسمه محمد المصطفى والمرتضى ، ورسوله الامي ، ومنهم الملك الازهر ، والاسد الباسل ، حمزة بن عبدالمطلب ، ومنهم المستسقى به يوم الرمادة العباس بن عبدالمطلب عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصنو أبيه ، وجعفر ذو الجناحين والقبلتين والهجرتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الاديم وضاح البرهان ، ومنهم حبيب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأخوه ، والمبلغ عنه من بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير أمير المؤمنين ، وولي المؤمنين ، ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية ، هؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة ، فقال في محكم كتابه لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور » قال أبوجعفر محمد بن علي عليهما‌السلام : اقتراف الحسنة حبنا أهل البيت(٢).

بيان : قال الفيروزآبادي : رمت الغنم هلكت من برد أو صقيع(٣) ومنه عام الرمادة في أيام عمر هلكت فيه الناس والاموال.

____________________

(١) في المصدر : واصول مباركة ، مستقر قرار الرحمة ، حزان العلم ، وورثة الحلم اولو التقوى.

(٢) تفسير فرات : ١٤٧ و ١٤٨.

(٣) الصقيع : الجليد او ما يسقط من السماء في الليل كانه ثلج.

٢٤٦

١٧ ـ فر : محمد بن أحمد بن عثمان بن ذليل عن إبراهيم بعني النصيبى ، عن عبدالله بن حكيم ، عن حكيم بن جبير(١) أنه قال سألت علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام عن هذه الآية : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : هي قرابتنا أهل البيت من محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله(٢).

١٨ ـ فر : محمد بن أحمد ، عن إبراهيم بن عبدالله بن حكيم ، عن حكيم بن جبير عن حبيب بن أبي ثابت أنه أتى مسجد قبا فإذا فيه مشيخة من الانصار فحدثوه أن علي بن الحسين أتاهم يصلي في مسجد قبا فسلموا عليه ثم قالوا : إن مشيختنا حدثونا(٣) أنهم أتوا نبي الله في مرضه الذي مات فيه فقالوا : يا نبي الله قد أكرمنا الله وهدانا بك وآمنا وفضلنا بك ، فاقسم في أموالنا ما أحببت ، فقال لهم نبي الله : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » فأمرنا بمودتكم(٤).

١٩ ـ فر : عبيد بن كثير عن الحسين بن نصر عن أيوب بن سليمان الفزاري عن أيوب بن علي بن الحسين بن السمط قال : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن أبي طالب عليه‌السلام يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول لما نزلت : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال جبرئيل : يا محمد إن لكل دين أصلا ودعامة وفرعا وبنيانا ، وأن أصل الدين ودعامته قول : لا إله إلا الله ، وإن فرعه و بنيانه محبتكم أهل البيت وموالاتكم فيما وافق الحق ودعا إليه(٥).

٢٠ ـ فر : علي بن محمد بن علي بن عمر النصري(٦) ، عن القاسم بن أحمد يعني ابن إسماعيل ، عن جعفر يعني ابن عاصم. ونصر وعبدالله يعني ابن المغيرة

____________________

(١) في المصدر : عن سعيد بن جبير أنه سأل على بن الحسين عليه‌السلام.

(٢) تفسير فرات : ١٤٨.

(٣) في المصدر : فسلموا عليه ، ثم قالوا : ان كنتم سلمتم الينا فيما كان بينكم نشهدكم فان مشيختنا.

(٤) تفسير فرات : ص ١٤٨.

(٥) تفسير فرات : ١٤٨ و ١٤٩.

(٦) في المصدر : البصرى.

٢٤٧

عن محمد يعني ابن مروان ، عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال ابن عباس رضي‌الله‌عنه : إن رسول الله قدم المدينة فكانت تنوبه فيها نوائب وحقوق ، وليس في يديه سعة لذلك ، فقالت الانصار : إن هذا الرجل قد هدانا الله على يديه ، وهو ابن اختكم تنوبه نوائب و حقوق ، وليس في يديه لذلك سعة فاجمعوا له من أموالكم ما لا يضركم فتأتونه به فيستعين به على ما ينوبه ، ففعلوا ثم أتوه ، فقالوا : يا رسول الله إنك ابن اختنا ، وقد هدانا الله على يديك. وتنوبك نوائب وحقوق ، وليس عندك لها سعة فرأينا أن نجتمع من أموالنا فنأتيك به فتستعين به على من ينوبك وهو ذا ، فأنزل الله هذه الآية : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » يقول : إلا أن تودوني في قرابتي(١).

٢١ ـ فر : العباس بن محمد بن الحسين الهمداني قال : أخبرني أبي عن صفوان بن يحيى عن إسحاق يعني ابن عمار عن حفص الاعور عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ما بعث الله نبيا قط إلا قال لقومه : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : ثم قال : أما رأيت الرجل يود الرجل ثم لا يود قرابته فيكون في نفسه عليه شئ ، فأحب الله أن لا يكون في نفس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شئ على امته ، فإن أخذوه أخذوه مفروضا ، وإن تركوه تركوه مفروضا قال : قلت : قوله : « ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » قال : هو التسليم لنا ، و الصدق فينا ، وأن لا يكذب علينا(٢).

٢٢ ـ فر : الحسن بن الحكم عن إسماعيل عن أبان عن سلام بن أبي عمرو (٣) عن أبي هارون العبدي عن محمد بن بشر عن محمد بن الحنفية أنه خرج إلى أصحابه ذات يوم وهم ينظرون خروجه فقال : تنجزوا البشرى من الله ، فو الله ما من أحد يتجز البشرى من الله غيركم ، ثم قرأ هذه الآية : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا

____________________

(١) تفسير فرات : ١٤٩ : فيه : يقول : لا تؤذونى في اقاربى.

(٢) تفيسر فرات : ١٤٩ فيه : « والتصديق فينا « ولعله مصحف.

(٣) في المصدر : [ سلام بن ابى عميرة ] ولعله مصحف سلام بن ابن عمرة.

٢٤٨

المودة في القربى » قال : نحن أهل البيت قرابته ، جعلنا الله منه ، وجعلكم الله منا ثم قرأ هذه الآية. « قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين(١) » الموت ، ودخول الجنة ، وظهور أمرنا فيريكم الله ما تقر به أعينكم ، ثم قال : أما ترضون أن صلاتكم تقبل ، وصلاتهم لا تقبل ، وحجكم يقبل ، وحجهم لا يقبل ، قالوا : لم يا أبا القاسم؟

قال : فان ذلك كذلك(٢).

بيان : في القاموس : تنجز حاجته : استنجحها ، والعدة سأل إنجازها.

٢٣ ـ فر : جعفر بن أحمد بن يوسف ، عن علي بن بزرج الحناط ، عن علي ابن حسان عن عمه عبدالرحمان بن كثير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » ثم إن جبرئيل أتاه فقال : يا محمد إنك قد قضيت(٣) نبوتك واستكملت أيامك ، فاجعل الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي ، فإني ولا أترك الارض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ، وتعرف به ولايتي ويكون حجة لمن ولد فيما بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر ، فأوصى إليه بالاسم وهو ميراث العلم(٤) وآثار علم النبوة ، وأوصى إليه بألف باب يفتح لكل باب ألف باب ، وكل كلمة ألف كلمة ومات(٥) يوم الاثنين ، وقال : يا علي لا تخرج ثلاثة أيام حتى تؤلف كتاب الله كيلا يزيد فيه الشيطان شيئا ، ولا ينقص منه شيئا ، فإنك في ضد سنة وصي سليمان عليه الصلاة والسلام ، فلم يضع علي عليه‌السلام رداءه على ظهره حتى جمع القرآن فلم يزد فيه الشيطان شيئا ولم ينقص منه شيئا(٦).

بيان : في ضد سنة وصي سليمان : إشارة إلى ما مر أن إبليس وضع كتاب

____________________

(١) التوبة ٥٢.

(٢) تفسير فرات : ١٤٩ و ١٥٠ فيه : فان ذلك لذلك.

(٣) في المصدر : قد قضت.

(٤) في المصدر : فاوصى اليه بالاسم الاكبر وميراث العلم.

(٥) في المصدر : ومرض يوم الاثنين.

(٦) تفسير فرات : ١٥٠ فيه اختلاف راجعه.

٢٤٩

السحر تحت سرير سليمان ولبس الامر على الناس.

٢٤ ـ يف : روى البخاري(١) في صحيحه في الجزء السادس على حد كراسين ونصف من أوله من النسخة المنقول منها قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » بإسناده إلى طاووس عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى « : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال سعيد بن جبير : قربى آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الخبر.

وروى مسلم في صحيحه في الجزء الخامس على حد كراسين من أوله مثل ذلك.

ورووه في الجمع بين الصحاح الستة في الجزء الثاني من أجزاء أربعة من أجزاء سورة حم ، من طرق ، وروى الثعلبي في تفسير هذه الآية تعيين آل محمد (ص) من طرق ، فمنها عن ام سلمة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال لفاطمة : ايتني بزوجك وابنيك ، فأتت بهم ، فألقى عليهم كساء ثم رفع يده عليهم فقال : اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد فانك حميد مجيد ، قالت : فرفعت الكساء لادخل معهم فاجتذبه وقال : إنك لعلى خير.

وسيأتي في تفسير آية التطهير من رواية أحمد بن حنبل تعيين آل محمد أيض وروى الثعلبي نحو ذلك من مشايخه عن علي بن الحسين عليه‌السلام وغيره.

انتهى كلام السيد رحمه‌الله(٢) أقول : سيأتي أخبار الباب في أكثر الابواب لاسيما باب معنى الآل والعترة.

٢٥ ـ قب : كتاب ابن عقدة قال الصادق عليه‌السلام للحصين بن عبدالرحمان : يا حصين لا تستصغر مودتنا فانها من الباقيات الصالحات ، قال : يا بن رسول الله ما أستصغرها ولكن : أحمد الله عليها(٣).

____________________

(١) رواه البخارى في الصحيح ٦ : ١٦٢ باسناده عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر عن شعبة عن عبدالملك بن ميسرة قال : سمعت طاووسا عن ابن عباس.

(٢) الطرائف : ٢٧ ـ ٢٨.

(٣) مناقب : آل ابى طالب ٣ : ٣٤٤.

٢٥٠

٢٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن محمد بن يحيى العلوي عن أبي محمد إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد(١) قال : حدثي عمي علي بن جعفر ، عن الحسين بن زيد عن الحسن بن زيد عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : خطب الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام حين قتل علي فقال : وإنا من أهل بيت افترض الله مودتهم على كل مسلم حيث يقول « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت(٢).

٢٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز يحيى عن محمد بن زكريا عن محمد بن عبدالله الجشمي(٣) عن الهيثم بن عدي عن سعيد بن صفوان عن عبدالملك بن عمير عن الحسين بن علي صلوات الله علهيما في قول الله عزوجل : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : إن القرابة التي أمر الله بصلتها و عظم حقها وجعل الخير فيها قرابتنا أهل البيت الذين أوجب حقنا على كل مسلم(٤).

٢٨ ـ كا : الحسين بن محمد عن المعلى عن الوشا عن مثنى عن زرارة عن عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : هم الائمة عليهم‌السلام(٥).

٢٩ ـ أقول : روى ابن بطريق رحمه‌الله في العمدة باسناده عن مسند أحمد بن حنبل أنه قال فيما كتب إلينا محمد بن عبدالله بن سليمان الحضرمى أنه حدثه حارث

____________________

(١) هكذا في الكتاب : وفى المصدر : [ اسماعيل بن اسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد ) وكلاهما لا يخلوان عن وهم الصحيح كما في فهرست النجاشى : اسماعيل بن محمد بن اسحاق بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين عليهم‌السلام.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٢٨٤.

(٣) في المصدر : الخثعمى.

(٤) كنز جامع الفوائد : ٢٨٤ فيه : [ وعظم من حقها ] وفيه : اوجب الله حقنا على كل مسلم.

(٥) اصول الكافى ١ : ٤١٣.

٢٥١

بن الحسن الطحان عن حسين الاشقر عن قيس عن الاعمش عن ابن جبير عن ابن عباس قال : لما نزل « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قالوا : يا رسول الله من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال : علي وفاطمة وابناهما ورواه من تفسير الثعلبي أيضا بهذا الاسناد(١).

٣٠ ـ وروى من صحيح البخاري والترمذي(٢). باسنادهما عن طاووس أنه سأل ابن عباس عن قوله : « إلا المودة في القربى » قال سعيد بن جبير : قربى آل محمد عليهم‌السلام(٣).

٣١ ـ وعن الثعلبى باسناده عن أبي الديلم قال : لما جيئ بعلي بن الحسين عليهما‌السلام فاقيم على درج مسجد دمشق قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم وقطع قرن الفتنة ، فقال له علي بن الحسين عليه‌السلام : أقرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : قرأت الحم؟ قال : قرأت القرآن ولم أقرأ الحم قال : قرأت : « قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى » قال : أنتم هم؟ قال : نعم ، ثم قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : أفقرأت في بني إسرائيل : « وآت ذا القربى حقه(٤) » قال : وإنكم القرابة التي أمر الله أن يؤتى حقه؟ قال : نعم(٥).

٣٢ ـ كا : علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عزوجل : « ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا » قال : من تولى الاوصياء من آل محمد واتبع آثارهم فذاك يزيده ولاية من مضى من النبيين والمؤمنين الاولين حتى تصل ولايتهم إلى آدم عليه‌السلام و هو قول الله عزوجل : « من جاء بالحسنة فله خير منها(٦) » تدخله الجنة ، وهو قول

____________________

(١) العمدة : ٢٣ و ٢٤.

(٢) رواه في العمدة عن مسلم ، ولم نجد روايته عن الترمذى.

(٣) العمدة : ٢٤ و ٢٥.

(٤) الاسراء : ٢٦.

(٥) العمدة : ٢٦ و ٢٨ فيه : انتم القرابة.

(٦) النمل : ٨٩.

٢٥٢

الله عزوجل : « قل ما سألتكم من أجر فهو لكم(١) » يقول : أجر المودة الذي لم أسألكم غيره فهو لكم تهتدون به تنجون من عذاب الله يوم القيامة ، وقال لاعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار : « قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين(٢) » يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله ، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض : أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا؟ فقالوا : ما أنزل الله هذا ، وما هو إلا شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا ، ولئن قتل أو مات لننزعها(٣) في أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا ، وأراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أخفوا في صدورهم وأسروا به فقال في كتاب عزوجل : « أم يقولون افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك » يقول : لو شئت حبست عنك الوحي ، فلم تكلم بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله عزوجل : « ويمحو (٤) الله الباطل ويحق الحق بكلماته » يقول : الحق لاهل بيتك الولاية « إنه عليم بذات الصدور(٥) » يقول : بما ألقوه في صدورهم من العداوة لاهل بيتك والظلم بعدك وهو قول الله عزوجل : وأسروا النجوى(٦) الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم لا تبصرون(٧).

أقول : سيأتي تمام الخبر في باب أنهم أنوار الله.

____________________

(١) سبا : ٤٨.

(٢) ص : ٨٦.

(٣) في المصدر : لننزعنها من اهل بيته.

(٤) هكذا في الكتاب ومصدره ، وفى المصحف الشريف : « ويمح الله ».

(٥) الشورى : ٢٤.

(٦) الانبياء : ٣.

(٧) روضة الكافى : ٣٧٩ و ٣٨٠.

٢٥٣

١٤

باب

*(آخر في تأويل قوله تعالى : واذا الموؤدة)*

*(سئلت * بأى ذنب قتلت(١))*

١ ـ فس : أحمد بن أدريس عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أيمن بن محرز عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : من قتل في مودتنا(٢).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن منصور بن حازم عن زيد بن علي عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك قوله تعالى : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذب قتلت » قال : هي والله مودتنا ، هي والله فينا خاصة(٣).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل ابن يسار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : من قتل في مودتنا سئل قاتله عن قتله(٤) ».

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبدالله بن جعفر عن محمد بن عبدالحميد عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : من قتل في مودتنا(٥).

____________________

(١) التكوير : ٨ و ٩.

(٢) تفسير القمى : ٧١٣.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٣٧٢ فيه : قال : هى والله فينا خاصة.

(٤ و ٥) كنز جامع الفوائد : ٤٤٤. هذه الروايات ( من الرقم ٣ ـ ٦ ) موجودة في النسخة الرضوية واما النسخة الاخرى فهى خالية عنها.

٢٥٤

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبدالله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن الحسن بن الحسين الانصاري عن عمرو بن ثابت عن علي بن القاسم قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قوله تعالى : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : شيعة آل محمد تسئل بأي ذنب قتلت(١).

٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن جمهور عن محمد بن سنان عن إسماعيل ابن جابر عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت قوله عزوجل : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : يعني الحسين عليه‌السلام(٢).

٧ ـ كنز : روى سليمان بن سماعة عن عبدالله بن القاسم عن أبي الحسن الازدي عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن ابن عباس أنه قال : هو من قتل في مودتنا أهل البيت(٣).

٨ ـ وعن منصور بن حازم عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : هي مودتنا وفينا نزلت(٤) ».

بيان : قال الطبرسي قدس الله روحه في هذه الآية : الموؤدة هى الجارية المدفونة حيا ، وكانت المرأة إذا حان وقت ولادتها حفرت حفرة وقعدت على رأسها فان ولدت بنتا رمت بها الحفرة ، وإن ولدت غلاما حبسته ، أي تسأل(٥) فيقال لها : بأي ذنب قتلت ، ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها وقيل : المعنى يسأل قاتلها بأي ذنب قتلت.

وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام « وإذا المودة سئلت » بفتح الميم والواو ، وروى ذلك ابن عباس أيضا ، فالمراد بذلك الرحم والقرابة ، وأنه يسأل

____________________

(١ و ٢) كنز جامع الفوائد : ٤٤٤.

(٣ و ٤) كنز جامع الفوائد : ٣٧٢.

(٥) في المصدر : ومعنى قوله : « سئلت » ان الموؤدة تسأل.

٢٥٥

قاطعها عن سبب قطعها ، وروي عن ابن عباس أنه قال : هو من قتل في مودتنا أهل البيت.

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : يعني قرابة رسول الله (ص) ومن قتل في جهاد. وفي رواية اخرى : قال : هو من قتل في مودتنا وولايتنا انتهى(١).

أقول : الظاهر أن أكثر تلك الاخبار مبنية على تلك القراءة الثانية ، إما بحذف مضاف ، أي أهل المودة يسألون بأي ذنب قتلوا ، أو بإسناد القتل إلى المودة مجازا ، والمراد قتل أهلها ، او بالتجوز في القتل ، والمراد تضييع مودة أهل البيت عليهم‌السلام وإبطالها وعدم القيام بها وبحقوقها ، وبعضها على القراءة الاولى المشهورة ، بأن يكون المراد بالمؤودة النفس المدفونة في التراب مطلقا أو حيا إشارة إلى أنهم لكونهم مقتولين في سبيل الله تعالى ليسوا بأموات بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فكأنهم دفنوا حيا ، وفيه من اللطف مالا يخفى.

٩ ـ فر : باسناده عن محمد بن الحنفية في قوله تعالى : « وإذا الموؤدة سئلت ، قال : مودتنا(٢).

١٠ ـ وقال أبوجعفر عليه‌السلام في قول الله عز ذكره : « وإذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت » قال : من قتل في مودتنا(٣).

١١ ـ فر : جعفر بن أحمد بن يوسف باسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : « و إذا الموؤدة سئلت * بأي ذنب قتلت : يقول : أسألكم عن الموؤدة التي انزلت عليكم فضلها بأي ذنب قتلتموهم(٤).

١٢ ـ فر : الفزاري باسناده عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قول الله عز ذكره.

____________________

(١) مجمع البيان : ١٠ : ٤٤٢ و ٤٤٤.

(٢) تفسير فرات : ٢٠٣.

(٣) تفسير فرات : ٢٠٣. فيه : حدثنا جعفر معنعنا عن ابى جعفر عليه‌السلام.

(٤) تفسير فرات ٢٤٠ : فيه : [ واذا المؤدة ] ولعله مصحف : [ واذا المودة ] وفيه : أسألكم عن المودة التى انزلت عليكم وصلها مودة القربى باى ذنب قتلموهم.

٢٥٦

« وإذا الموؤدة سئلت » يعني مودتنا « بأي ذنب قتلت » قال : ذلك حقنا الواجب على الناس ، وحبنا الواجب على الخلق قتلوا مودتنا(١).

١٥

باب

*(تأويل الوالدين والولد والارحام وذوى القربى بهم عليهم‌السلام)*

١ ـ قب : سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في خبر طويل في قوله تعالى : « ووالد وما ولد » قال : أما الوالد فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، « وما ولد » يعني هؤلاء الاوصياء عليهم‌السلام(٢).

بيان : قيل : الوالد آدم ، وما ولد ذريته ، أو الانبياء والاوصياء من ولده وقيل : ابراهيم وولده ، وقيل : كل والده وولده.

٢ ـ قب : أبوحمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : « يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة » الآية قال : قرابة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيدهم أمير المؤمنين عليه‌السلام ، امروا بمودتهم فخالفوا ما امروا به(٣).

بيان : لعله تفسير لقوله تعالى : « والارحام » فيكون منصوبا كما هو في غير قراءة حمزة ، فإنه قرأ بالجر ، وعطفا على الجلالة أي اتقوا أرحام الرسول أن تقطعوها.

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبدالرحيم القصير عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه سئل عن قوله تعالى : « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله » قال : نزلت في ولد الحسين عليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك نزلت في الفرائض؟ قال : لا

____________________

(١) تفسير فرات : ٢٠٤.

(٢) مناقب آل ابى طالب ١ : ٢٤٤. والاية في سورة البلد : ٣.

(٣) مناقب آل ابى طالب ٣ : ٣١٤. والاية في النساء : ١.

٢٥٧

فقلت : ففي المواريث؟ قال : لا ، ثم قال : نزلت في الامراة(١).

بيان : لعل السؤال عن المواريث بعد الفرائض للتأكيد : أو لتوهم أنه عليه‌السلام حمل الفرائض على غير المواريث(٢).

٤ ـ كنز : عبدالعزيز بن يحيى(٣) عن محمد بن عبدالرحمان بن الفضل عن جعفر بن الحسين الكوفي عن أبيه عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر عليه‌السلام قال : سألت مولاي فقلت : قوله عزوجل : « واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض » قال : هو علي عليه‌السلام(٤).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن على بن عبدالله بن راشد عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن على المقري باسناده يرفعه إلى زيد بن علي عليه‌السلام في قول الله عزوجل « واولو الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين » قال : رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أولى بالامارة والملك والايمان(٥).

٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن ابن حديد وابن بزيع جميعا عن ابن حازم عن زيد بن علي عليه‌السلام قال : قلت له : جعلت فداك قول الله عزوجل : « ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى » قال : القربى هي والله قرابتنا(٦).

٧ ـ كنز : أحمد بن هوذة(٧) عن إسحاق بن إبراهيم عن عبدالله بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عزوجل :

____________________

(١) كنز جامع الفوائد ، ٢٣٠ و ٢٣١. والاية في سورة الاحزاب : ٦.

(٢) في هامش الكتاب : الفرائض : السهام المقدرة في الكتاب العزيز ، والمواريث مطلق السهام فلا يكون تأكيدا بل يكون من قبيل ذكر العام بعد الخاص.

(٣) في المصدر : وقال أيضا « اى محمد بن العباس » : حدثنا عبدالعزيز اه.

(٤) كنز جامع الفوائد : ٢٣١.

(٥) كنز جامع الفوائد : ٢٣١.

(٦) كنز جامع الفوائد : ٢٣٦. والاية في سورة الحشر : ٧.

(٧) في المصدر : : محمد بن العباس عن احمد بن هوذة.

٢٥٨

« ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل » فقال أبوجعفر عليه‌السلام : هذه الآية نزلت فينا خاصة ، فما كان لله وللرسول فهو لنا ونحن ذوا القربى ونحن المساكين لا تذهب مسكتنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أبدا ، ونحن أبناء السبيل فلا يعرف سبيل إلا بنا ، والامر كله لنا(١).

بيان : لعله سقط تأويل اليتامى من النساخ ، وأما تأويل المسكين ففي بعض النسخ : « لا تذهب مسكنتنا ، أي إنا وإن رفعت أقدارنا فنحن محتاجون إلى إفاضات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشفاعته في الدنيا والآخرة ».

ويحتمل أن تكون « من » تعليلية ، أي نحن بسبب قرابتنا بالرسول مظلومون ممنوعون عن حقنا إلى قيام القائم عليه‌السلام ، وفي بعض النسخ « مسكتنا » بالتاء والنون الواحدة ، فلعله عليه‌السلام قرأ مساكين بتشديد السين أو بالتخفيف بمعنى الماسك بالشئ أو الموضع الذي يمسك الماء أي لا يذهب تمسكنا به صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو حفظنا لعلمه وأسراره قال الفيروز آبادي : مسك به وأمسك : اعتصم به ، والمسكة باضم ما يتمسك به ، والمساك كسحاب : الموضع يمسك الماء. ثم اعلم أن هذا تأويل لبطن الآية ، ولا ينافي ظاهره وسيأتي القول فيه في بابه إنشاء الله.

٨ ـ م : قال الله عزوجل : « وبالوالدين إحسانا(٢) » قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل والديكم وأحقهما لشكركم محمد وعلي.

وقال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنا وعلي أبوا هذه الامة ، ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم ، فإنها ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار ، ونلحقهم من العبودية بخيار الاحرار وقالت فاطمة عليها‌السلام : أبوا هذه الامة محمد وعلي ، يقيمان أودهم ، وينقذانهم من العذاب الدائم إن أطاعوهما ويبيحانهم النعيم الدائم إن وافقوهما.

وقال الحسن بن علي عليهما‌السلام : محمد وعلي أبوا هذه الامة ، فطوبى لمن كان

____________________

(١) كنز جامع الفوائد : ٢٣٦.

(٢) البقرة : ٨٣.

٢٥٩

بحقهما عارفا ، ولهما في كل أحواله مطيعا ، يجعله الله من أفضل سكان جنانه و يسعده بكراماته ورضوانه.

وقال الحسين بن علي عليهما‌السلام : من عرف حق أبويه الافضلين : محمد وعلي و أطاعهما حق طاعته قيل له : تبحبح(١) في أي الجنان شئت(٢).

وقال علي بن الحسين عليهما‌السلام : أن كان الابوان إنما عظم حقهما على أولادهما لاحسانهما إليهم فاحسان محمد وعلي إلى هذه الامة أجل وأعظم ، فهما بأن يونا أبويهم أحق.

وقال محمد بن علي عليهما‌السلام : من أرد أن يعلم كيف قدره عند الله فلينظر كيف قدر أبويه الافضلين عنده : محمد وعلي.

وقال جعفر بن محمد عليهما‌السلام من رعى حق أبويه الافضلين : محمد وعلي لم يضره ما أضاع من حق أبوي نفسه وسائر عباد الله فإنهما يرضيانهم بسعيهما.

وقال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : يعظم ثواب الصلاة على قدر تعظيم المصلي على أبويه الافضلين : محمد وعلي.

وقال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام : أما يكره أحدكم أن ينفى عن أبيه وامه اللذين ولداه؟ قالوا : بلى والله قال : فليتجهد أن لا ينفى عن أبيه وامه اللذين هما أبواه الافضل من أبوي نفسه.

وقال محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام : قال رجل بحضرته : إني لاحب محمدا وعليا حتى لو قطعت إربا ، أو قرضت لم أزل عنه.

قال محمد بن علي عليهما‌السلام : لا جرم أن محمدا وعليا معطياك من أنفسهما ما تعطيهما أنت من نفسك إنهما ليستدعيان لك في يوم فصل القضاء ما لا يفي ما بذلته لهما بجزء من مائة ألف جزء(٣) من ذلك.

____________________

(١) تبحبح : تمكن والحلول. تبحبح الدار : توسطها.

(٢) في المصدر : حيث شئت.

(٣) في المصدر : من مائة الف الف جزء من ذلك.

٢٦٠