قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

دروس في البلاغة

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

المؤلف :الشيخ محمّدي البامياني

الموضوع :اللغة والبلاغة

الناشر :مؤسسة البلاغ

الصفحات :454

تحمیل

دروس في البلاغة [ ج ٤ ]

440/454
*

فالتّخلّص في العرف هو الانتقال ممّا أفتح به الكلام إلى المقصود مع رعاية المناسبة ، وإنّما ينبغي أن يتأنّق في التّخلّص ، لأنّ السّامع يكون مترقّبا للانتقال من الافتتاح إلى المقصود كيف يكون ، فإن كان حسنا متلائم الطّرفين (١) ، حرّك من نشاطه وأعان على إصغاء ما بعده وإلّا (٢) فالبعكس.

فالتّخلّص الحسن [كقوله : يقول في قومس] اسم موضع [قومي وقد أخذت منا السّري] أي أثّر فينا السّير باللّيل ، ونقص من قوانا [وخطا المهريّة] عطف على السّري لا على المجرور في ـ منا ـ كما سبق إلى بعض الأوهام ، وهي جمع خطوة ، وأراد بالمهريّة الإبل المنسوبة إلى مهرة بن حيدان أبي قبيلة [القود] أي الطّويلة الظّهور والأعناق ، جمع أقود ، أي أثّرت فينا مزاولة السّري ، ومسايرة المطايا بالخطا ، ومفعول ـ يقول ـ هو قوله : [أمطلع الشّمس تبغي] أي تطلب [أن تؤمّ] أي تقصد [بنا فقلت كلّا] ردع للقوم وتنبيه [ولكن مطلع الجود].

[وقد ينتقل منه] أي ممّا تشبب به الكلام [إلى ما يلائمه ويسمّى] ذلك الانتقال [الاقتضاب (٣)] ، وهو في اللّغة الاقتطاع والارتحال ، ـ [وهو] أي الاقتضاب [مذهب العرب ومن (٤) يليهم من المخضرمين] ، بالخاء والضّاد المعجمتين ، أي الّذين أدركوا الجاهليّة ، والإسلام مثل لبيد ، قال في الأساس : ناقة مخضرمة أي جدع نصف أذنها ، ومنها المخضرم الّذي أدرك الجاهليّة والإسلام (٥) ،

________________________________________________________

(١) أي متناسب الطّرفين ، وهما المنتقل منه ، أي ما افتتح به الكلام ، والمنتقل إليه ، أي المقصود.

(٢) أي وإن لم يكن الافتتاح حسنا بسبب عدم الملاءمة «فبالعكس» ، أي لا يصغى إلى كلامه في الابتداء ، ولو أتي بعده بكلام حسن.

(٣) وهو في اللّغة الاقتطاع والارتحال ، أي الإتيان بالشّيء استئنافا بغتة ، أطلق على الإتيان بالكلام بعد آخر بلا ربط ، ومناسبة لانقطاع الأوّل عن الثّاني.

(٤) أي ومذهب من يليهم من المخضرمين.

(٥) أي وسمّي بذلك لأنّه لما فات جزء من عمره في الجاهليّة ، فكأنّه قطع نصفه ، أي ما هو كالنّصف من عمره ، لأنّ ما صادف به الجاهليّة ، وكان حاصلا منه فيها ملغى لا عبرة به كالمقطوع.