مثّل المصنّف بثلاثة أمثلة : الأوّل ما تكون (١) التّخييليّة إثبات ما به كمال المشبّه به ، والثّاني ما تكون (٢) إثبات قوام المشبّه به ، والثّالث ما تحتمل (٣) التّخييليّة والتّحقيقيّة.
[فصل (٤)]
في مباحث (٥) من الحقيقة والمجاز والاستعارة بالكناية والاستعارة التّخييليّة
________________________________________________________
(١) أي كلام تكون التّخييليّة فيه إثبات ما به كمال المشبّه به ، وهو قوله : «إذ المنيّة أنشبت أظفارها» ، فما في قوله : «ما تكون ...» نكرة موصوفة ، والعائد محذوف على حدّ (وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً)(١) ، ولا يصحّ أن تكون ما موصولة ، لأنّ العائد مجرور بحرف ليس الموصول مجرور به.
(٢) أي والثّاني كلام تكون التّخييليّة فيه إثبات قوام المشبّه به ، وهو قوله : «لئن نطقت ...».
(٣) أي والثّالث كلام تحتمل الاستعارة فيه التّخييليّة والتّحقيقيّة ، ففاعل «تحتمل» ضمير عائد إلى الاستعارة ، والتّخييليّة بالنّصب مفعوله ، وهو قوله : «صحا القلب عن سلمى ...» ، فإنّ إثبات الأفراس والرّواحل للصّبي لم يكن فيه أمر متحقّق في الصّبي يطلق عليه الأفراس والرّواحل ، بخلاف ما إذا أريد بهما الدّواعي والأسباب المذكورة ، فإنّه كان ههنا أمر متحقّق عقلا أو حسّا ، فتكون الاستعارة في المثال الثّالث على الاحتمال الأوّل تخييليّة ، وعلى الاحتمال الثّاني تحقيقيّة.
(٤) أي هذا فصل.
ولمّا كان كلام صاحب المفتاح في بحث الحقيقة والمجاز ، وبحث الاستعارة بالكناية والاستعارة التّخييليّة مخالفا لما ذكره المصنّف في عدّة مواضع ، أراد أن يشير إليها بعد نقل كلام المفتاح ، وإلى ما فيها من القيود المحتاجة إلى البيان والتّوضيح وإلى ما عليها من الرّدود والإشكالات الّتي يأتي بيانها تفصيلا ، فوضع لذلك فصلا فقال فصل.
(٥) أي المراد بالمباحث القضايا ، لأنّ المباحث جمع مبحث بمعنى محلّ البحث ـ وهو إثبات المحمولات للموضوعات.
__________________
(١) سورة البقرة : ٤٨.