يخبرنا بموته. ولا ريب في قبح ذلك منه. الصورة الثانية : أن لا يكون معتقداً بشيء ، بأن كان شاكّاً في موته وحياته ولكنّه مع ذلك أخبرنا بموته. وهذه الصورة أيضاً يحكم فيها العقل بقبح الاخبار.
ولكن هل أنّ حكمه بذلك طريقي مخافة الوقوع في القبيح الواقعي ، أو أنّ حكمه بذلك واقعي أيضاً ملاكه عدم مطابقة هذا الخبر لاعتقاده ، بمعنى كون ذلك الخبر غير مطابق لاعتقاده الذي هو عين الملاك في حكمه بالقبح في الصورة الأُولى؟
وهذا الأخير هو المتعيّن ، لأنّ حكمه في هذه الصورة بالقبح لو كان طريقياً مخافة الوقوع في القبيح في الصورة الأُولى ، كان محصّله هو منع العقل من الإخبار في صورة الشكّ مخافة الوقوع في القبيح الأوّل الذي [ هو ] الاخبار مع اعتقاد العدم ، ولا ريب في فساد ذلك وعدم معقوليته ، لعدم معقولية منع العقل عن الاقدام على الاخبار مع الشكّ خوفاً من الوقوع في القبيح الواقعي الذي هو الاخبار مع اعتقاد الخلاف ، بحيث يكون لسان حال هذا المنع العقلي هو أنّك لا تخبر مع الشكّ خوفاً من أن يكون إخبارك هذا قبيحاً واقعاً ، بأن يكون إخباراً مع اعتقاد الخلاف ، لما هو واضح من أنّ الاخبار مع الشكّ لا يعقل أن يكون في الواقع إخباراً مع اعتقاد الخلاف ، فلا يحتمل في الاخبار مع الشكّ أن يكون نفس ذلك الاخبار إخباراً مع اعتقاد الخلاف ، وحينئذ فلابدّ أن يكون الملاك في حكمه بالقبح في الصورة الثانية هو بعينه الملاك في القبح في الصورة الأُولى ، وذلك الملاك هو الاخبار مع عدم الاعتقاد بما أخبر به ، سواء كان معتقداً عدمه أو كان شاكّاً وغير معتقد لشيء ، فيكون ملاك القبح هو عدم العلم بما أخبر به.
وهذا بخلاف الضرر فإنّ الاضرار بالنفس مثلاً قبيح عقلاً ، أمّا الاقدام على