فهذا لا يحصل إلاّللمعصومين ( صلوات الله عليهم أجمعين ) وإن كان المراد بذلك هو فعلية العلم بالأحكام وإن كان في بعضه الخطأ ، فهذا لم يحصل ولن يحصل لأحد منّا فضلاً عمّن كان قبلنا (١) من أصحابهم ( صلوات الله عليهم ) إذ ليس لهم إلاّالسؤال منهم ( صلوات الله عليهم ) وهذا لا يتيسّر بل يتعذّر في جميع الأحكام ، وإن حصل في بعضها بالسماع من المعصوم عليهالسلام إن فرض أنّه لا يحتاج إلى إعمال قواعد الظهور.
ومنه تعرف وجه الضعف في دعوى إنسداد باب العلم بالنسبة إلى هذا الشخص ، بدعوى أنّ المراد من العلم هو العلم المصادف لا الأعمّ منه ومن الجهل المركّب ، ووجه الضعف في ذلك هو ما عرفت من أنّ الانفتاح بمعنى الوصول الفعلي لا يمكن أن يتحقّق لأحد غيرهم ( صلوات الله عليهم ).
وأمّا ما أُفيد بقوله : إنّ المراد من الانفتاح هو إمكان الوصول (٢) ، فهذا أيضاً لا يتحقّق لأحد غيرهم عليهمالسلام بالنسبة إلى جميع الأحكام. نعم غاية ما يمكن أن يدّعى هو انفتاح باب العلم وإن لم يكن كلّه مصيباً ، لكن قد عرفت أنّ هذا لم يتحقّق ولا يتحقّق في حقّ المعاصرين لهم عليهمالسلام فضلاً عن تحقّقه بالنسبة إلينا.
ولو سلّمنا فعلية الوصول إلى الواقع أو فعلية القطع بالأحكام الواقعية بالنسبة إلى شخص ، كان ذلك الشخص خارجاً عن موارد حجّية الأمارة ، فيكون خارجاً عمّا هو محلّ الكلام.
__________________
(١) [ الظاهر أنّ المراد عدم الحصول لمن كان قبلنا فضلاً عنّا ، كما سيأتي بعد أسطر ، فلاحظ ].
(٢) فوائد الأُصول ٣ : ٩١.