تحوي السفينة منه آية عجبا |
|
بحر تجمّع حتى صار في نهر |
تثار من قعره النّينان مصعدة |
|
صيدا كما ظفر الغوّاص بالدّرر (١) |
وللندامى به عبّ ومرتشف |
|
كالرّيق يعذب في ورد وفي صدر |
والشّرب في ودّ مولى خلقه زهر |
|
يذكو وبهجته أبهى من القمر |
ثم قال ما معناه : وقوله «نينان» غير معروف ، فإنّ نونا لم يجيء جمعها على نينان ، وقد كان سيبويه لحّن بشار بن برد في قوله في صفة السفينة : [الطويل]
تلاعب نينان البحور وربّما |
|
رأيت نفوس القوم من جريها تجري |
فغيّره بشار ب «تيار البحور» وقد قال أبو الطيب يصف خيلا : [طويل]
فهنّ مع السّيدان في البرّ عسّل |
|
وهنّ مع النّينان في البحر عوّم (٢) |
انتهى.
والمستعين بن هود هو أحمد بن المؤتمن على أمر الله يوسف بن المقتدر بالله أحمد بن المستضيء بالله سليمان بن هود ، الجذامي ، رحم الله تعالى الجميع!.
وعبر المذكور عن قضيّة ابن وهبون في هلال شوال بما نصّه (٣) : خرج ابن وهبون يوما لنظر هلال شوال ، وأبو بكر ابن القبطرنة الوزير يسايره ، وهو يومئذ غلام يخجل البدر ، ويذوي الغصن النّضر ، وصفحته لم يسطرها العذار بأنقاسه (٤) ، ووردة خدّه لم يسترها الشّعر بآسه ، فارتجل عبد الجليل : [الخفيف]
يا هلال استتر بوجهك عنّي |
|
إنّ مولاك قابض بشمالي |
هبك تحكي سناه خدّا بخدّ |
|
قم فجئني لقدّه بمثال |
وقد ذكرنا هذه الحكاية في غير هذا الموضع بلفظ الفتح في «القلائد» ولكنّا أعدناها هنا لتعبير صاحب «البدائع» عنها محاكيا لطريقته.
وذكر ابن بسّام أن الوزير أبا عبد الله بن أبي الخصال وقف بباب بعض القضاة ، واستأذن عليه ، فحجب عنه ، فكتب إليه بديها : [البسيط]
__________________
(١) النينان : جمع نون ، وهو الحوت.
(٢) السيدان : جمع سيد ، وهو الذئب. وعسّل : مضطربة.
(٣) انظر بدائع البداءة ج ٢ ص ١٢٨.
(٤) الأنقاس : جمع نقس ، وهو الحبر.