وقصد أحد الأدباء بمرسية أحد السادة من بني عبد المؤمن ، فأمر له بصلة خرجت على يد ابن له صغير ، فقال المذكور ارتجالا : [الطويل]
تبرّك بنجل جاء باليمن والسّعد |
|
يبشّر بالتأييد طائفة المهدي |
تكلّم روح الله في المهد قبله |
|
وهذا براء بدّل اللام في المهد (١) |
وخرج الأستاذ أبو الحسن بن جابر الدباج يوما مع طلبته للنزهة بخارج إشبيلية ، وأحضرت مجبّنات (٢) ما خبا نارها ، ولا هدأ أوارها ، فما حاد (٣) عنها ولا كفّ ، ولا صرف حرّها عن اقتضابها (٤) البنان ولا الكفّ ، فقال : [الكامل]
أحلى مواقعها إذا قرّبتها |
|
وبخارها فوق الموائد سام |
إن أحرقت لمسا فإنّ أوارها |
|
في داخل الأحشاء برد سلام |
وقال أبو بكر أحمد بن محمد الأبيض الإشبيلي يتهكّم برجل زعم أنه ينال الخلافة : [الوافر]
أمير المؤمنين ، نداء شيخ |
|
أفادك من نصائحه اللطيفه |
تحفّظ أن يكون الجذع يوما |
|
سريرا من أسرّتك المنيفه |
أفكّر فيك مصلوبا (٥) فأبكي |
|
وتضحكني أمانيك السّخيفه |
وقال صفوان : [الكامل]
ونهار أنس لو سألنا دهرنا |
|
في أن يعود بمثله لم يقدر |
خرق الزمان لنا به عاداته |
|
فلو اقترحنا النجم لم يتعذر |
في فتية علمت ذكاء بحسنهم |
|
فتلفّعت من غيمها في مئزر (٦) |
والسرحة الغنّاء قد قبضت بها |
|
كفّ النسيم على لواء أخضر |
وكأنّ شكل الغيم منخل فضّة |
|
يلقي على الآفاق رطب الجوهر |
__________________
(١) «وهذا براء بدل اللام» أراد تكرّم هذا بينما تكلم ذاك بإبدال اللام في تكلم راء.
(٢) المجبنات : نوع من الطعام المصنوع بالجبن.
(٣) في ب ه : «فما خام عنها».
(٤) في ب ، ه : «عن اختضابها».
(٥) في ب : «مطويّا».
(٦) ذكاء : الشمس.