به من البديهة ، وسألوني أن أحمل مكاوي الهجاء على حتاره (١) ، فقلت : [المتقارب]
أبو جعفر كاتب محسن |
|
مليح سنا الخطّ حلو الخطابه |
تملّأ شحما ولحما وما |
|
يليق تملّؤه بالكتابه |
له عرق ليس ماء الحياء |
|
ولكنه رشح ماء الجنابه (٢) |
جرى الماء في سفله جري لين |
|
فأحدث في العلو منه صلابه |
وذكر الوزير أبو بكر بن اللبّانة الداني (٣) في كتابه «سقيط الدرر ، ولقيط الزهر» أنّ المعتمد بن عباد صنع قسيما في القبّة المعروفة بسعد السعود فوق المجلس المعروف بالزاهي ، وهو : [الكامل]
سعد السعود يتيه فوق الزاهي
ثم استجاز الحاضرين فعجزوا ، فصنع ولده عبد الله الرشيد : [الكامل]
وكلاهما في حسنه متناهي
ومن اغتدى سكنا لمثل محمد |
|
قد جلّ في العليا عن الأشباه |
لا زال يبلغ فيهما ما شاءه |
|
ودهت عداه من الخطوب دواهي (٤) |
وخرج القاضي الفقيه أبو الحسن علي بن القاسم بن محمد بن عشرة أحد رؤساء المغرب الأوسط في جماعة من أصحابه منهم محمد بن عيسى بن سوار الأشبوني ورجل يسمى بأبي موسى خفيف الروح ، ثقيل الجسم ، فجعل يعبث بالحاضرين بأبيات من الشعر يصنعها فيهم ، فصنع القاضي أبو الحسن معاتبا له (٥) : [السريع]
وشاعر أثقل من جسمه
ثم استجاز ابن سوار ، فقال :
تأتي معانيه على حكمه
يهجو فلا يهجى فهل عندكم |
|
ظلامة تعدي على ظلمه |
__________________
(١) في ه : «على جماره». والحتار : الإطار المحيط بالغربال ونحوه ، أو ما يحيط بالظفر من اللحم.
(٢) في ج : «ليس ماء الحياة».
(٣) انظر البدائع ج ١ ص ٧٨.
(٤) الدواهي : ما يصيب الناس من عظم نوب الدهر.
(٥) في ب : «معابثا له».