لمن أشكو مصابي في البرايا |
|
ولا ألقى سوى رجل مصاب |
أمور لو تدبّرها حكيم |
|
لعاش مدى الزمان أخا اكتئاب |
أما في الدهر من أفشي إليه |
|
بأسراري فيؤنس بالجواب |
يئست من الأنام فما جليس |
|
يعزّ على نهاي سوى كتابي |
وقال أبو زكريا يحيى بن صفوان بن إدريس ، صاحب كتاب «العجالة» و «زاد المسافر» وغيرهما : [مجزوء الرمل]
ليت شعري كيف أنتم |
|
وأنا الصّبّ المعنّى (١) |
كلّ شيء لم تكونوا |
|
فيه لفظ دون معنى |
وله في نصراني وسيم لقيه يوم عيد : [المتقارب]
توحّد في الحسن من لم يزل |
|
يثلّث والقلب في صدّه (٢) |
يشفّ لك الماء من كفّه |
|
ويقتدح النار من خدّه |
وهذان البيتان نسبهما له بعض معاشريه ، وأبوه صفوان سابق الميدان.
وقال ابن بسام (٣) : ساير ابن عمار في بعض أسفاره غلامان من بني جهور أحدهما أشقر العذار والآخر أخضره ، فجعل يميل بحديثه (٤) لمخضرّ العذار ، ثم قال ارتجالا : [المتقارب]
تعلّقته جهوريّ النّجار |
|
حليّ اللّمى جوهريّ الثنايا (٥) |
من النّفر البيض أسد الزمان |
|
رقاق الحواشي كرام السجايا |
ولا غرو أن تغرب الشارقات |
|
وتبقى محاسنها بالعشايا |
ولا وصل إلّا جمان الحديث |
|
نساقطه من ظهور المطايا |
شنئت المثلّث للزعفران |
|
وملت إلى خضرة في التفايا (٦) |
ومعناه أنّ ابن عمار أبغض المثلث لدخول الزعفران فيه لشبهه بعذار الأشقر منهما ، وأحبّ خضرة التفايا ، وهو لون طعام يعمل بالكزبرة ، لشبهها بعذار الأخضر منهما.
__________________
(١) المعنّى : المتعب.
(٢) في ه : «يوحّد في الحسن». يثلث ، أي أنه ما زال نصرانيا.
(٣) بدائع البداءة ج ٤ ص ١٣٠.
(٤) في ه : «يميل في حديثه».
(٥) النجار : الأصل.
(٦) التفايا : من بسائط الأطعمة من لحم الضأن ويضاف إليها كزبرة وملح وفلفل وأشياء أخرى ، وهي أنواع.