فلا تنم عن وعيها ساعة |
|
فإنها عون إلى يقظتك |
وكلّ ما كابدته في النوى (١) |
|
إياك أن يكسر من همّتك |
فليس يدرى أصل ذي غربة |
|
وإنما تعرف من شيمتك |
وكلّ ما يفضي لعذر فلا |
|
تجعله في الغربة من إربتك (٢) |
ولا تجالس من فشا جهله |
|
واقصد لمن يرغب في صنعتك |
ولا تجادل أبدا حاسدا |
|
فإنه أدعى إلى هيبتك |
وامش الهوينى (٣) مظهرا عفّة |
|
وابغ رضا (٤) الأعين عن هيئتك |
أفش التحيّات إلى أهلها |
|
ونبّه الناس على رتبتك |
وانطق بحيث العيّ (٥) مستقبح |
|
واصمت بحيث الخير في سكنتك (٦) |
ولا تزل مجتمعا طالبا |
|
من دهرك الفرصة في وثبتك |
وكلما أبصرتها أمكنت |
|
ثب واثقا بالله في مكنتك |
ولج على رزقك من بابه |
|
واقصد له ما عشت في بكرتك |
وايأس من الود لدى حاسد |
|
ضدّ ونافسه على خطّتك |
ووفّر الجهد فمن قصده |
|
قصدك لا تعتبه في بغضتك |
ووفّ كلّا حقّه ولتكن |
|
تكسر عند الفخر من حدّتك |
ولا تكن تحقر ذا رتبة |
|
فإنه أنفع في غربتك |
وحيثما خيمت فاقصد إلى |
|
صحبة من ترجوه في نصرتك |
وللرّزايا (٧) وثبة ما لها |
|
إلا الذي تدخر (٨) من عدّتك |
ولا تقل أسلم لي وحدتي |
|
فقد تقاسي الذل في وحدتك |
ولتزن الأحوال وزنا ولا |
|
ترجع إلى ما قام في شهوتك |
ولتجعل العقل محكّا وخذ |
|
كلا بما يظهر في نقدتك |
__________________
(١) النوى : البعد ، والفراق.
(٢) الإربة : الغرض والحاجة.
(٣) في ب : «الهوينا».
(٤) في ب : «رضى».
(٥) العي : العجز في النطق عن إظهار المراد.
(٦) في ب : «سكتتك».
(٧) الرزايا : جمع رزية والرزيئة : وهي المصيبة الشديدة.
(٨) في ب : تذخر.