إن العناصر إذ رأته مكمّلا |
|
حسدته فاجتمعت على إهلاكه |
ومما نقلته من ديوانه الذي رتبه على حروف المعجم قوله ـ رحمه الله تعالى! ـ وقلت بالقاهرة على لسان من كلفني ذلك : [بحر الرمل]
شرف الدين أبن لي ما السبب |
|
في انقلاب الدهر لي عند الغضب |
فلتدم غضبان أظفر بالمنى |
|
ليس لي في غير هذا من أرب |
إنما ظهرك عندي قبلة |
|
ووضوئي الدهر من ذاك الشّنب (١) |
وأستغفر الله من قول الكذب ، قال : وقلت بإشبيلية : [بحر السريع]
قد جاء نصر الله والفتح |
|
والصبح لما رضيت صبح |
فهنّئوني بارتجاع المنى |
|
لولا الرضا (٢) ما برح البرح(٣) |
يا أورقا يا غصنا يانقا |
|
يا ظبية بالليل يا صبح |
يصحو جميع الناس من سكرهم |
|
ولست من سكركم أصحو |
بلغت فيه غاية لم يبن |
|
غايتها التفسير والشرح |
وينصح العذال ، من لي بأن |
|
يعذلني عن غيك النصح(٤) |
وقلت بإشبيلية : [بحر الرمل]
وضح الصبح فأين القدح |
|
يعرف اللذات من يصطبح (٥) |
ما ترى الليل كطرف أدهم (٦) |
|
وضياء الفجر فيه وضح(٧) |
والثرى دبّجه درّ الندى |
|
وعلى الأغصان منه وشح |
ومدير الراح لم يعد المنى |
|
كل ما يأتي به مقترح |
في بطاح المرج قد نادمني |
|
رشا من سكره ينبطح |
__________________
(١) الشنب : صفاء الأسنان وابيضاضها.
(٢) في ب : «الرضى».
(٣) البرح : الشدة.
(٤) اصطبح : تناول الصبوح ، وأراد هنا الخمر.
(٥) الطرف ـ بكسر الطاء وسكون الراء ـ الفرس.
(٦) والأدهم : الأسود.
(٧) والوضح : البياض في قوائم الفرس.