الملوك» وكتاب «تسهيل السبيل ، إلى علم الترسيل» وكتاب «مخاطبات الأصدقاء ، في المكاتبات واللقاء» وكتاب «ما جاء من النصوص والأخبار ، في حفظ الجار» وكتاب «ذم النميمة» (١) وكتاب «الأماني الصادقة» وغير ذلك من المصنفات ، و «الأشعار الحسان ، في المواعظ والأمثال» وكان من كثرة اجتهاده ينسخ بالليل في الحر ويجلس في إجانة ماء يتبرد به ، ومن مشهور مصنفاته كتاب «الجمع بين الصحيحين».
وذكره الحجاري في المسهب وقال عنه : إنه أظهر العلم في طرق ميورقة (٢) بعد ما كانت عطلاء من هذا الشأن ، وترك لها فخرا تباري به خواص البلدان ، وهو من علماء أئمة الحديث ، ولازم أبا محمد بن حزم من الأندلس واستفاد منه ، ورحل إلى بغداد ، وبها ألف كتاب الجذوة ، ومن شعره قوله رضي الله تعالى عنه. [الطويل]
ألفت النّوى حتّى أنست بوحشها |
|
وصرت بها لا في الصّبابة مولعا |
فلم أحص كم رافقته من مرافق |
|
ولم أحص كم خيّمت في الأرض موضعا |
ومن بعد جوب الأرض شرقا ومغربا |
|
فلا بدّ لي من أن أوافي مصرعا(٣) |
وقال رحمه الله تعالى : [الوافر]
لقاء النّاس ليس يفيد شيئا |
|
سوى الهذيان من قيل وقال |
فأقلل من لقاء النّاس إلّا |
|
لأخذ العلم أو إصلاح حال |
وذكره ابن بشكوال في الصّلة ، وتوفي ببغداد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، رحمه الله تعالى!.
قال ابن ماكولا : أخبرنا صديقنا أبو عبد الله الحميدي ، وهو من أهل العلم والفضل والتيقظ ، لم أر مثله في عفّته ونزاهته وورعه وتشاغله بالعلم ، وكان أوصى مظفرا ابن رئيس الرؤساء أن يدفنه عند قبر بشر الحافي ، فخالف وصيته ودفنه في مقبرة باب أبرز (٤) ، فلما كانت مدة رآه مظفر في النوم كأنه يعاتبه على مخالفته ، فنقل في صفر سنة ٤٩١ إلى مقبرة باب حرب ، ودفن عند قبر بشر ، وكان كفنه جديدا وبدنه طريا تفوح منه رائحة الطيب ، ووقف كتبه على أهل العلم ، رحمه الله تعالى!.
__________________
(١) في ب ، ه : وكتاب النميمة.
(٢) في ب ، ه : إنه طرق ميورقة بعد ما كانت عطلا من هذا الشأن.
(٣) جوب الأرض : قطعها.
(٤) في ج : باب البزر.