صار لي أبخس ما أعددته |
|
بين قوم ما دروا طعم الأدب |
يا أحبّاي اسمعوا بعض الّذي |
|
يتلقّاه الطّريد المغترب |
وليكن زجرا لكم عن غربة |
|
يرجع الرّأس لديها كالذّنب |
واحملوا طعنا وضربا دائما |
|
فهو عندي بين قومي كالضّرب(١) |
ولئن قاسيت ما قاسيته |
|
فبما أبصر لحظي من عجب |
ولقد أخبركم أن ألتقي |
|
بكم حتّى تقولوا قد كذب |
واجتاز بدمشق فقال من أبيات رحمه الله تعالى : [الوافر]
دمشق جنّة الدّنيا حقيقا |
|
ولكن ليس تصلح للغريب |
بها قوم لهم عدد ومجد |
|
وصحبتهم تؤول إلى حروب |
ثم إنه ودع الشرق بلا سلام ، وحل بحضرة دانية لدى ملكها مجاهد العامري في بحبوحة عزّ لا يخشى فيه الملام ، واستقبل الأندلس بخاطر جديد ، ونال بها بعد من بلوغ الآمال ما ليس له عليه مزيد ، وقال : [الطويل]
وكم قد لقيت الجهد قبل مجاهد |
|
وكم أبصرت عيني وكم سمعت أذني |
ولاقيت من دهري وصرف خطوبه |
|
كما جرت النّكباء في معطف الغصن |
فلا تسألوني عن فراق جهنّم |
|
ولكن سلوني عن دخولي إلى عدن |
وله من كتاب : وحامل كتابي ـ سلمه الله تعالى وأعانه! ـ ممن أخنى عليه الزمان ، وأدار عليه وما صحا إلى الآن كؤوس الهوان ، وقد قصد على بعد جنابك الرحيب الخصيب ، قصد الحسن محلّ الخصيب (٢) ويمم جناب ابن طاهر حبيب (٣) ، وإني لأرجو أن يرجع منك رجوع نصيب عن سليمان (٤) ، ويستعين في شكرك بكل لسان ، وأنت عليم بأن الثناء هو الخلف ، وقد قال الأول : [مجزوء الخفيف]
أرى النّاس أحدوثة |
|
فكوني حديثا حسن |
وأنا القائل : [الطويل]
__________________
(١) الضرب ، بفتح الضاد والراء : العسل الأبيض.
(٢) الحسن : أراد الحسن بن هانىء أبا نواس. والخصيب : ممدوحه.
(٣) هو عبد الله بن طاهر بن الحسين والي خراسان. وحبيب : هو حبيب بن أوس الطائي ، أبو تمام.
(٤) نصيب : شاعر أموي اشتهر بمدح الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك.