موضعه أيضا.
وأما السين : فأبدلت من الشين فى الشدة / ، ومشدوه ، فقالوا : السّده ، ومسدوه.
وأمّا الصّاد : فأبدلت من السّين ، إذا كان بعدها قاف ، أو خاء ، أو طاء ، أو غين ؛ فتقول فى سقر ، وسراط ، وسخر ، وأسبع : صقر ، وصراط ، وصخر ، وأصبع.
وأمّا الشين : فتبدل من كاف المؤنّث ، ومن ذلك قوله [من الطويل] :
٣٤٤ ـ فعيناش عيناها ، وجيدش جيدها |
|
ولكنّ عظم السّاق منش دقيق (١) |
وتبدل من الجيم فى : مدمج ، فيقال : مدمش ، وأبدلت من السين فى :
جعسوس ، فقالوا : جعشوش ، أى : صغير ذليل.
وأمّا الزاى ، فتبدلها كلب من الصّاد ، إذا كان بعدها قاف ، فتقول : مزدوقة ، فى مصدوقة ؛ قال [من الرجز] :
٣٤٥ ـ يزيد ، زاد الله فى خيراته |
|
حامى نزار عند مزدوقاته (٢) |
وأمّا العين : فيبدلها بنو تميم من الهمزة ، فى «أن» ؛ قال [من البسيط] :
٣٤٦ ـ أعن ترسّمت من خرقاء منزلة |
|
ماء الصّبابة من عينيك مسجوم؟ (٣) |
__________________
(١) البيت : للمجنون ونسب لرجل من أهل اليمامة.
الشاهد فيه إبدال كاف المؤنث شينا في فعيناش وجيدش ومنش.
قال الغالي في شرح اللباب : وإنما سميت هذه اللغة أعني إلحاق الشين بالكاف الكشكشة لاجتماع الكاف والشين فيها ، وإنما كسرت الكافان في لفظ الكشكشة لحكاية الكسر لكون الكاف للمؤنث.
ينظر : البيت للمجنون في ديوانه ص ١٦٣ ، وجمهرة اللغة ص ٤٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٦٤ ، ٥٦٧ ، ٤٦٨ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٠٦ ، ولسان العرب (روع) ، ولرجل من أهل اليمامة في جمهرة اللغة ص ٢٩٢ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٢٠ ، وشرح المفصل ٨ / ٧٩ ، ٩ / ٤٨ ، ولسان العرب (سوق) ، والممتع في التصريف ص ٤١١.
(٢) البيت بلا نسبة في : لسان العرب (صدق) وسر صناعة الإعراب ١ / ١٩٦ ، والممتع في التصريف ١ / ٤١٢ ، وتاج العروس (زدق).
والشاهد قوله : «مزدوقاته» يريد «مصدقاته» فأبدل الزاى من الصاد على لغة كلب.
(٣) البيت : لذي الرمة.
(ترسّمت) الدار : تأملت رسمها ، والتاء للخطاب ، وخرقاء : اسم معشوقة ذي الرمة غيلان ، وهو قائل البيت ، الصبابة : رقة الشوق ، مسجوم : من سجمت العين الدمع ، أي أسالته.
والشاهد فيه قوله : «أعن» يريد : أأن ، فأبدل الهمزة المفتوحة عينا على لغة تميم.