باب كنايات العدد
والعرب تكنى عن العدد بـ «كذا» وتستفهم عنه بـ «كم» وتكثّره بـ «كأيّن» وب «كم» أيضا.
فأما «كم» ، فإن كانت استفهاميّة ، كان تمييزها مفردا منصوبا (١).
وإن كانت خبريّة ، كانت للتكثير ، ويكون تمييزها مخفوضا (٢) ، ويجوز فيه الإفراد والجمع ، ويجوز حمل الخبريّة على الاستفهاميّة فى نصب التمييز خاصّة إذا فهم المعنى ؛ ومن ذلك قوله [من الكامل] :
٢٤٤ ـ كم عمّة لك يا جرير وخالة |
|
فدعاء قد حلبت علىّ عشارى (٣) |
فإنّه روى بنصب «عمّة».
وكذلك يجوز ـ أيضا ـ حمل الاستفهاميّة على الخبريّة في خفض التمييز خاصّة وحكى من كلامهم : «على كم جذع بيتك» ، والأصل : على كم من جذع ، فحذفت من وعوّض منها على.
وكذلك لا يجوز خفض تمييزها حتى يدخل عليها حرف خفض.
__________________
(١) م : [باب كنايات العدد]
وقولى : «فإن كانت استفهامية ، كان تمييزها مفردا منصوبا» مثال ذلك : قولك : كم غلاما عندك. أه.
(٢) م : وقولى : «وإن كانت خبريّة ، كانت للتكثير ، ويكون تمييزها مخفوضا» مثال ذلك : كم غلام لى ، وكم غلمان لى ، أى : كثير من الغلمان لى. أه.
(٣) البيت للفرزدق.
والشاهد فيه قوله : «كم عمة» حيث رويت منصوبة حملا لـ «كم» الخبرية على الاستفهامية فى نصب التمييز ، وفى «عمة» وجهان آخران : أحدهما : الرفع على الابتداء ، والمسوغ للابتداء بها وصفها بالجار والمجرور ، والثانى : والجر على الإضافة.
ينظر : يوانه ١ / ٣٦١ ، الأشباه والنظائر ٨ / ١٢٣ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٧١ ، وخزانة الأدب ٦ / ٤٥٨ ، ٤٨٩ ، ٤٩٢ ، ٤٩٣ ، ٤٩٥ ، ٣٩٨ ، والدرر ٤ / ٤٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٨٠ وشرح شواهد المغني ١ / ٥١١ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٦ ، وشرح المفصل ٤ / ١٣٣ ، والكتاب ٢ / ٧٢ ، ١٦٢ ، ١٦٦ ، ولسان العرب (عشر) ، واللمع ٢٢٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١٨٥ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤٨٩ ، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ١ / ٣٣١ ، وشرح الأشموني ١ / ٩٨ ، وشرح ابن عقيل ص ١١٦ ، ولسان العرب (كمم) ، والمقتضب ٣ / ٥٨.