باب الحكاية
المحكىّ إمّا مفرد ، وإمّا جملة :
فالجملة : لا تحكى إلا بعد القول (١) ، أو فعل فى معناه ؛ نحو قولك : «قرأت : الحمد لله ربّ العالمين».
ولا يجوز أن تدخل [حرف] (٢) الجرّ على الجملة المحكية ، فأمّا قوله [من الطويل] :
٢٢٧ ـ تنادوا بما هذا وقد سمعوا لنا |
|
دويّا كعزف الجنّ بين الأجارع / |
فضرورة لا يلتفت إليها.
والذى حسّن ذلك كون الاسم بعد حرف الجرّ مبنيّا ، فلم يظهر الفتح ؛ لكونه مجرورا ، ومرفوعا على صورة واحدة ؛ وأقبح من ذلك قوله [من الوافر] :
٢٢٨ ـ تنادوا بالرّحيل غدا |
|
وفى ترحالهم نفسى (٣) |
ولا تخلو الجملة المحكيّة من أن تكون ملحونة ، أو معربة : فإن كانت معربة ، حكيتها على لفظها ، وإن شئت على معناها.
فإذا حكيت قول القائل : «زيد القائم» ، قلت : «قال عمرو زيد القائم» ، وإن شئت قلت : «قال عمرو القائم زيد».
وإن كانت ملحونة ، حكيتها على المعنى ، فتقول : إذا حكيت : «قام زيد» ، بخفض زيد : «قال عمرو قام زيد ، لكنّه خفض زيدا».
والمفرد إذا كان نائبا عن جملة ، ومفيدا إفادتها ، حكى كما تحكى الجملة ؛ نحو :
__________________
(١) م : باب الحكاية قولى : «إلا بعد القول» مثال ذلك : قلت زيد منطلق. أه.
(٢) سقط في ط.
(٣) البيت بلا نسبة في : الأشباه والنظائر ٨ / ١٢٦ ، ودرة الغواص ص ٢٣٩ ، وسر صناعة الإعراب ص ٢٣٢ ، والمحتسب ٢ / ٢٣٥.
والشاهد فيه قوله : «ب «الرحيل»» حيث يجوز فيه ثلاثة أوجه : الجر بالباء ، والرفع والنصب على الحكاية ، فكأنهم قالوا : الرحيل غدا ، أو نرحل الرحيل غدا ، أو نجعل الرحيل غدا ، أو أجمعوا الرحيل غدا ، فحكى المرفوع والمنصوب.