يعلق ؛ فإنّ العرب تلتزم فيه الإعمال ؛ وذلك نحو قولك : «أرأيتك زيدا أبو من هو» ، ولا يجوز رفع زيد ؛ لأن الكلام دخله معنى «أخبرنى» و «أخبر» لا تعلّق ، ولم يعلّق من غير أفعال القلوب إلا السؤال والرؤية من كلامهم : «سل أبو من زيد» ، و «أما ترى أىّ برق ههنا» ، والفعل المعلّق إن كان من قبيل ما يتعدّى إلى واحد بحرف / خافض ـ كانت الجملة فى موضع مفعول بعد إسقاط حرف الجر ؛ نحو قولك : «فكّرت أبو من زيد».
وإن كان من قبيل ما يتعدّى إليه بنفسه ، كانت الجملة فى موضعه ؛ نحو قولك : «عرفت أبو من زيد» ، وإن كان من قبيل ما يتعدّى إلى اثنين ، سدّت الجملة مسدّهما ؛ نحو قولك : «علمت أبو أيّهم زيد» ، وإذا كان الاسم مستفهما عنه فى المعنى ، وأعملت فيه الفعل : فإن كان متعدّيا إلى اثنين ، كانت الجملة فى موضع المفعول الثانى ؛ نحو قولك : «علمت زيدا أبو من هو» ، وإن كان متعديا إلى واحد ، كانت الجملة بدلا من الاسم الذى قبلها ؛ نحو قولك : عرفت زيدا أبو من هو» ، ويكون من قبيل بدل الشىء من الشىء ، والتقدير : عرفت شأن أبو من هو ، فحذف المضاف ، وقد قيل : إنّ الفعل فى جميع ما ذكر من قبيل ما يتعدى إلى مفعولين (١) :
إمّا بحق الأصل ، وإمّا بالتّضمين ، وهو الصحيح عندى.
وغير الداخل على المبتدأ أو الخبر :
إمّا أن يصل إليهما بنفسه ، وهو كلّ فعل يطلب مفعولين ، يكون الأول (٢) منهما
__________________
(١) م : وقولى : «وقد قيل : إن الفعل فى جميع ما ذكر من قبيل ما يتعدى إلى مفعولين ...» إلى آخره ، مثال كونه مما يتعدى إلي مفعولين نحو الأصل قولك : قد علمت أيهم قائم ، ومثال كونه مما يتعدى إليهما بالتضمين ، قولك : عرفت أيهم قائم ، ضمّنت «عرفت» معنى علمت المتعدية إلى مفعولين وحينئذ علقت ، وإنما اخترت ذلك على القول الآخر ؛ لأنك إذا علقتها ، كان مفعولها مضمن الجملة ؛ كما أنها إذا تعدت إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر كذلك ، وأما المتعدية إلى واحد ، فليس لها تسلّط من جهة المعنى على معنى جملة ؛ بل تطلب معنى مفردا. أه.
(٢) في ط : الأصل.