وحتى إذ كانت بمعنى إلى ، أو بمعنى كى ، فإن لم تكن بمعنييهما ، لم تنصب ؛ فعلى هذا لا يخلو أن تقع حتّى مع ما بعدها خبرا لذى خبر ، أو لا تقع.
فإن وقعت خبرا ، لم يجز فيما بعدها إلا النصب ؛ نحو قولك : «كان سيرى حتّى أدخلها» ، «وسير زيد حتّى يدخل المدينة» بنصب أدخل ، ويدخل.
وإن لم يقع خبرا : فإما أن يكون ما قبلها سببا لما بعدها أو لا يكون.
فإن كان ، فإن أردتّ بالفعل الذى بعدها الماضى ، أو الحال ، رفعت ؛ نحو قولك : «سرت حتى أدخل المدينة» ، تريد : سرت فدخلت ، أو فأنا داخل.
وإن أردتّ به الاستقبال / ، نصبت ، وتكون بمعنى كى ، أو إلى أن ؛ كأنّك قلت : «سرت كى أدخل المدينة ، أو إلى أن أدخل المدينة».
وإن لم يكن ما قبلها سببا لما بعدها ، لم يجز فى الفعل الذى بعدها ، إلّا أن يكون مستقبلا منصوبا ، وتكون بمعنى إلى أن ؛ نحو قولك : «سرت حتّى يؤذّن» أى : إلى أن يؤذن المؤذن.
فإن كثّرت السبب ؛ نحو قولك : «كثر ما سرت حتى أدخل المدينة» ، كان الرفع أقوى من النصب.
وإن قلّلته ؛ نحو قولك : «قلّما سرت حتّى أدخل المدينة» ، كان النصب أقوى من الرفع.
وإن نفيته ، فإن قدّرت النفى دخل بعد دخول حتّى ، فالأمر على ما كان عليه قبل النّفى من جواز النصب على معنى إلى أن ، أو كى ، والرّفع على المعنيين المتقدّمى الذكر.
وإن قدّرت أنها دخلت بعد دخول النفى ، لم يجز فيما بعدها إلّا النصب على معنى إلى أن ؛ وذلك : نحو قولك : «ما سرت حتّى أدخل المدينة» ، بالنّصب لا غير ، على التقدير الثانى (١) ، وبالنصب والرفع على التقدير الأول (٢).
__________________
(١) م : وقولى : «بالنصب علي التقدير الثانى» أعنى : دخول «حتى» بعد النفى ؛ فتنصب على معنى «إلى أن» أى : تركت السير إلى أن أدخل المدينة. أه.
(٢) م : وقولى : «والنصب والرفع على التقدير الأول» أعنى : أن يكون النفى دخل بعد دخول «حتى» فينتصب على المعنيين المتقدمى الذكر ، ويرفع على المعنيين المتقدمى الذكر