باب كان وأخواتها
وهى : كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات وصار وليس وغدا وراح وآض وما زال وما انفك وما فتئ وما برح وما دام وقعد من قولهم : «شحذ شفرته حتى قعدت كأنها حربة» ، وجاء فى (١) قولهم : «ما جاءت حاجتك».
وهى أفعال ، وكلها يجوز فيها أن تدخل على المبتدأ والخبر ، فما كان مبتدأ كان اسما لها إلا اسم الشرط (٢) ، واسم الاستفهام ، وكم الخبرية ، والأسماء التى التزم فيها الرفع على الابتداء ؛ نحو ما التعجبية ، وأيمن الله.
وما كان خبرا للمبتدأ ، كان خبرا لها (٣) إلا الجملة غير المحتملة للصدق والكذب.
وكلها يجوز أن تستعمل تامة ، فلا تحتاج إلى خبر ، إلا ليس وما زال وما فتئ وجاء
__________________
(١) في أ: من
(٢) م : باب كان وأخواتها قولى : «فما كان مبتدأ كان اسما لها إلا اسم الشرط» إلى آخره مثال ذلك : زيد قائم إذا أدخلت عليهما فعلا من أفعال هذا الباب ، صار المبتدأ اسما له وخبره خبرا له فتقول : كان زيد قائما إلا ما استثنيناه فإن ذلك لا يجوز فيه ، أما اسم الشرط واسم الاستفهام وكم الخبرية فلا يجوز ذلك فيها ؛ لأنها لها صدر الكلام ، وجعلها اسما لفعل من أفعال هذا الباب يخرجها عن ذلك ؛ فلذلك لم نقل كان أيّهم قائما ، ولا كان أيهم يضربه اضربه ، ولا كان كم درهم عندك ، وأما ما التعجبية وايمن الله ولعمر الله فإن العرب التزمت فيها الرفع على الابتداء ، وجعلها اسما لفعل من أفعال هذا الباب يخرجها عن ذلك ؛ فلذلك لم نقل : كان ما أحسن زيدا ، ولا كان ايمن الله لقد قام زيد ، ولا كان لعمر الله لقد قام زيد ، على أن يجعلوا ما وايمن الله ولعمر الله مرفوعة بكان. أه.
(٣) م : وقولى : «وما كان خبر مبتدأ كان خبرا لها» إلى آخره مثال ذلك : زيد قام ، وزيد قائم ، وزيد يقوم ، وزيد أبوه قائم ، وإن شئت قلت فى جميع ذلك : كان زيد قام وكان زيد قائما وكان زيد يقوم وكان زيد أبوه قائم ، فتجعل ما كان خبرا للمبتدأ خبرا لكان إلا الجملة غير المحتملة للصدق والكذب ، فلا يجوز أن تقول : كان زيد هل قام ، ولا كان زيد اضربه فأما قول الشاعر [من الوافر] :
وكونى بالمكارم ذكّرينى |
|
ودلّى دلّ ماجدة صناع |
[البيت لبعض بنى نهشل ينظر فى خزانة الأدب ٩ / ٢٦٦ ، ٢٦٧ ، ونوادر أبى زيد ص ٣٠ ، ٥٨ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ٢٤٦ ، والدرر ٢ / ٥٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٨٩ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٩١٤ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٥٨٤ ، وهمع الهوامع ١ / ١١٣].