فأمّا قول الكميت [من الوافر] :
٢٧٨ ـ فما وجدت نساء بنى نزار |
|
حلائل أسودين وأحمرينا (١) |
فضرورة.
والاسم الذى تريد جمعه هذا النّوع من الجمع ، كائنا ما كان تلحقه فى الرفع نونا وواوا مضموما ما قبلها ، وفى النصب والخفض نونا وياء مكسورا ما قبلها ، ويكون حكم آخر الاسم ؛ كحكمه فى التثنية ، إلا فى مكانين (٢) : المنقوص على قياس ، وما فى آخره ألف.
أمّا المنقوص : فلا ترد إليه المحذوف ، وأمّا ما فى آخره ألف : فإنّك تحذفها منه وتلحق العلامتين وتفتح ما قبلها ، فتقول : موسون ، فى الرفع ، وموسين ، فى النّصب والخفض.
والمجموع جمع السّلامة بالألف والتاء : كلّ اسم فيه علامة تأنيث ، لمذكّر كان
__________________
(١) البيت : للكميت بن زيد وقيل : إن البيت لحكيم الأعور بن عياش الكلابي ، هجا بها مضر ، ورمى فيها امرأة الكميت بن زيد بأهل الحبس لما فر منه بثياب امرأته.
والحلائل : جمع حليل بالحاء المهملة ، وهو الزوج. والحليلة : الزوجة.
والشاهد فيه قوله : أسودين وأحمرين حيث جمع أسود وأحمر جمع تصحيح شذوذا ، والقياس : سود ، وحمر.
وأجاز ابن كيسان أحمرون وسكرانون واستدل بقول الكميت السابق وهو عنده غير شاذّ ، وأجاز أيضا حمراوات وسكريات بناء على تصحيح جمع المذكر ، والأصل ممنوع فكذا الفرع (شرح الكافية ٢ / ١٦٩ ، ١٧٠) وجوز الكوفيون جمع صفة لا تقبل التاء كما في البيت السابق ، وذلك عند البصريين من النادر الذي لا يقاس عليه ، قال صاحب الإفصاح : عادة الكوفيين إذا سمعوا لفظا في شعر ونادر كلام جعلوه بابا أو فصلا وليس بالجيد.
ينظر : البيت للكميت بن زيد في : ديوانه ٢ / ١١٦ ، ولحكيم الأعور بن عياش الكلبي في خزانة الأدب ١ / ١٧٨ ، والدرر ١ / ١٣٢ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٤٣ ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٨ / ١٨ ، وشرح الأشموني ١ / ٣٥ ، وشرح شافية ابن الحاجب ٢ / ١٧١ ، وشرح المفصل ٥ / ٦٠ ، وهمع الهوامع ١ / ٤٥.
(٢) م : وقولى : «ويكون حكم آخر الاسم كحكمه فى التثنية إلا فى مكانين ...» إلى آخره ، أعنى أنك تقول فى قاض : قاضون ؛ فلا ترد الياء ؛ كما رددتها فى التثنية حين قلت : قاضيان ، وتقول أيضا فى موسى : موسون وموسين ، فتحذف الألف ولا تقلبها كما قلبتها فى التثنية حين قلت : موسيان وموسيين. أه.