والمبتدأ إذا كان مصدرا قد سدّت الحال مسدّ خبره ؛ نحو قولك : «ضربى زيدا قائما (١)» ، وكلّ مبتدأ استعمل محذوف الخبر فى «مثل» ، أو فى كلام جار مجراه فى كثرة الاستعمال /.
وقسم يلزم فيه إثبات الخبر ، وهو : كل خبر لا يكون له إن حذف ما يدل عليه (٢) ، وخبر «ما» التعجبية ، وكل خبر يكون فى «مثل» ، أو كلام جار مجراه ، وقسم أنت فيه بالخيار ، وهو ما عدا ذلك.
[والمبتدأ بالنظر إلى الإثبات والحذف قسمان :
قسم يلزم فيه إثباته ، وهو «ما» التعجبية ، وكل مبتدأ يكون فى مثل ، أو كلام جار مجراه ، أو لا يكون عليه دليل لو حذف.
وقسم أنت فيه بالخيار ، وهو ما عدا ذلك] (٣).
والخبر ينقسم بالنظر إلى تقديمه على المبتدأ وتأخيره عنه ـ ثلاثة أقسام (٤) :
__________________
ينظر : أوضح المسالك ١ / ٢٢١ ، والجنى الداني ص ٦٠٠ ، والدرر ٢ / ٢٧ ، ورصف المباني ص ٢٩٥ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ١٠٢ ، وشرح ابن عقيل ص ١٢٨ ، ومغنى اللبيب ١ / ٢٧٣.
(١) م : وقولى : «نحو : ضربى زيدا قائما» الأصل : ضربى زيدا إذا كان قائما ، أو : إذ كان قائما ، فحذف الظرف مع ما أضيف إليه ، وأقيم الحال مقامه ؛ لاشتباههما فى أن كل واحد منهما منصوب على معنى فى ، وأيضا فإن الحال بمعنى الوقت ؛ ألا ترى أنك إذا قلت : جاء زيد راكبا ، كان فى معنى جاء زيد وقت ركوبه ، والدليل على أن قائما حال ، وكان تامة ـ التزام التنكير. أه.
(٢) م : وقولى : «وهو كل خبر لا يكون له ـ إن حذف ـ ما يدل عليه» إلى آخره مثال ذلك قولك : زيد قائم ؛ ألا ترى أنك لو قلت : زيد لم يدر هل المحذوف قائم أو غيره ، ومثال خبر ما التعجبية : ما أحسن زيدا ، لا يجوز أيضا حذف أحسن ، وإن دل عليه دليل ، لأنه جرى مجرى المثل ، والأمثال لا تغير ومثال الخبر المستعمل فى «مثل» قولهم : «الكلاب على البقر» لا يجوز حذف على البقر ، لأن الأمثال لا تغير عما استعملت عليه ، وكذلك أيضا لا يجوز حذف الكلاب ، ولا حذف ما التعجبية ، ومثال ما أنت فى حذفه بالخيار ؛ من مبتدأ أو خبر قولك : صبر جميل أى : أمرى صبر جميل إن قدرت المحذوف المبتدأ ، أو صبر جميل أمثل إن قدرت المحذوف الخبر. أه.
(٣) سقط في أ.
(٤) م : وقولى : «والخبر ينقسم بالنظر إلى تقديمه علي المبتدأ وتأخيره عنه ثلاثة أقسام ...» إلى آخره مثال كون المبتدأ اسم شرط : أى رجل يقم أقم معه ، ومثال كونه اسم استفهام : أى