والأسماء كلّها تصغّر ، إلا الأسماء المتوغلة فى البناء ، وهى التى لم تعرب قطّ (١) ، ما عدا أسماء الإشارة ، والذى ، والتى من الموصولات وتثنيتهما وجمعهما ، وأيا ، وأمس ، وغدا ، وأوّل من أمس ، والبارحة [وأسماء أيام الأسبوع ، وأسماء شهور السنة](٢) وعند ، ومع ، وغير ، وحسبك ، وسواك ، والأسماء المختصّة بالنفى ؛ نحو : أحد ، وعريب ، وما يراد به التكثير نحو : «باللّيل والنّهار» وكلا (٣) ، والأسماء الواقعة على ما يجب تعظيمه شرعا (٤) ، والأسماء العاملة عمل الفعل ؛ [كاسم الفاعل](٥) ؛ لشبهها به.
والأسماء المصغّرة (٦) ، وأمّا الأفعال / والحروف ، فلا يحقّر منها شىء إلا فعل التعجّب (٧) ، فإنّه حقّر لشبهه بالاسم ، والمراد بالتحقير من جهة المعنى المتعجّب من وصفه.
والاسم الذى تريد تصغيره إن كان مركّبا من اسمين أو من اسم وصوت ، صغّر
__________________
(١) م : باب التصغير
قولى : «والأسماء كلها تصغر إلا الأسماء المتوغلة فى البناء ، وهى التى لم تعرب قط» مثال ذلك : من وما وأين ومتى. أه.
(٢) سقط في أ.
(٣) زاد في أ: وأسماء أيام الأسبوع وأسماء شهور السنة.
(٤) م : وقولى : «والأسماء الواقعة على ما يجب تعظيمه شرعا» أعنى بذلك : أسماء البارئ سبحانه ، وأسماء الأنبياء ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ وما جرى مجرى ذلك ، وإنما لم يجز تصغير ذلك ؛ لأنه نقص لا يصدر إلا عن كافر أو جاهل لما يلزم عنه ، قال المبرد : بلغنى أن ابن قتيبة قال : «مهيمنا» تصغير مؤمن ، والهاء بدل من الهمزة ؛ فوجهت إليه أن اتق الله ؛ فإن هذا يوجب الكفر على من تعمده ، وإنما هو مثل مسيطر.
فإن قيل : إنما يلزم الكفر متعمده على مذهبكم لإنكار تصغير التعظيم ، وأما على مذهب من يجيز ذلك فلا.
فالجواب : أن تصغير التعظيم لم يثبت من كلامهم ، وبتقدير أن ذلك ثابت فى كلامهم فينبغى ألا يقدم على ذلك ، لما فيه من الإيهام. أه.
(٥) سقط في أ.
(٦) م : وقولى : «والأسماء المصغرة» مثل : كميت. أه.
(٧) م : وقولى : «وأما الأفعال والحروف ، فلا يحقر منها شئ إلا فعل التعجب» مثال ذلك قوله [من البسيط] :
ياما أميلح غزلانا شدنّ لنا |
|
من هؤليّائكنّ الضّال والسّمر |
[ينظر البيت للمجنون فى ديوانه ص ١٣٠ ، وله أو للعرجى أو لبدوى اسمه كامل