ومن بين طرف اللسان وفويق الثنايا مخرج الصاد والزّاى والسين (١) ، ومن [باطن الشفة السفلى](٢) وأطراف الثنايا العليا مخرج الفاء ، ومن بين الشّفتين مخرج الباء والميم والواو ، ومن الخياشيم مخرج النون الخفيّة.
وهذه الحروف تنقسم إلى : مهموس (٣) ، يجمعها : [قولك](٤) : «ستشحثك خصفه».
ومجهور ، وهو سائر الحروف.
والمجهور : حرف أشبع الاعتماد عليه فى موضعه ، فمنع النّفس أن يجرى معه حتى ينقضى (٥) الاعتماد ، والمهموس ضدّه ، غير أن الميم والنون من المجهورة قد يعتمد لهما فى الفم والخياشيم فتصير فيهما غنّة.
وتنقسم ـ أيضا ـ إلى شديدة ورخوة (٦) وبينهما.
فالشديدة : يجمعها قولك : «أجدتّ طبقك» والتى بينهما «لم يرعونا».
والرخوة : سائر الحروف.
والشّديد : حرف يمتنع الصّوت أن يجرى فيه لانحصاره (٧). والرخو ضدّه ، والذى بينهما لا يجرى الصوت فى موضعه عند الوقف ، بل تعرض له أعراض وتوجب خروج الصوت باتصاله بغير موضعه.
فأمّا العين فتصل إلى الترديد فيها ؛ لشبهها بالحاء ؛ كأنّ صوتها ينسلّ إليها.
__________________
(١) وهذه عبارة سيبويه.
(٢) في ط : بين طرف اللسان.
(٣) الهمس لغة : الصوت الخفي ، ومنه قول أبي زيد في صفة الأسد : [من الوافر]
فباتوا يدلجون وبات يسرى |
|
بصير بالدّجى هاد هموس |
فسميت بذلك لضعف الصوت بها حين جرى النفس معها فلم يقو التصويت معها قوته في المجهورة ، فصار في التصويت بها نوع خفاء [والخاء المعجمة والصاد المهملة] أقوى ممّا عداهما وإذا منع الحرف النفس أن يجرى معه كان مجهورا.
(٤) سقط في أ.
(٥) فى أ: يقضى.
(٦) فى أ: شديد ورخو.
(٧) فى أ: لانحساره.