أى : كى تقضينى حقّى ؛ نحو قوله / [من الوافر] :
٢١٠ ـ وكنت إذا غمزت قناة قوم |
|
كسرت كعوبها أو تستقيما (١) |
أى : إلا أن تستقيم.
فإن لم تكن بمعنى ما ذكر ، لم ينتصب الفعل بعدها إلّا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الطويل] :
٢١١ ـ فسر فى بلاد الله والتمس الغنى |
|
تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا (٢) |
المعنى : يكن أحد الأمرين.
والفاء ، والواو فى جواب أمر (٣) ، أو نهى ، أو نفى ، أو استفهام ، أو تمنّ ، أو تحضيض ، أو عرض ، أو دعاء ، ولا ينتصب الفعل بعدهما فيما عدا ذلك ، إلّا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :
__________________
(١) البيت : لزياد الأعجم.
الشاهد فيه قوله : «أو تستقيما» حيث نصب الفعل المضارع بـ «أن» مضمرة وجوبا بعد «أو» التي بمعنى «إلّا أن».
ينظر : ديوانه ص ١٠١ ، والأزهية ص ١٢٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٣٧ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٥٤ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٠٥ ، والكتاب ٣ / ٤٨ ، ولسان العرب (غمز) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٨٥ ، والمقتضب ٢ / ٩٢ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤ / ١٧٢ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٥٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٨٦ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٦٩ ، وشرح قطر الندى ص ٧٠ ، وشرح المفصل ٥ / ١٥ ، ومغني اللبيب ١ / ٦٦.
(٢) البيت : لعروة بن الورد وقد نسب لأكثر من شاعر ففي الأغاني لأبي عطاء السندي ١٧ / ٢٤٤ ولربيعة بن الورد في العقد الفريد ٣ / ٣١ ، وبلا نسبة في رصف المباني ص ١٣٣.
الشاهد : فيه قوله : «أو تموت» حيث ذهب المصنف إلى أن النصب هنا ضرورة ، وذهب البعض إلى أن النصب هنا بإضمار «أن» و «أو» بمعنى «إلّا أن».
(٣) م : وقولى : «والواو والفاء فى جواب أمر» إلى آخره ، مثال ذلك في الأمر : قولك : ائتنى فأكرمك ، وجئنى وأحسن اليك ، ومثاله فى النهى : لا تضربنى وتكرم زيدا ولا تؤذينى فتكرم عبد الله ، ومثاله فى النفى : قولك ما تأتينا فتحدثنا ، وما تأتينا وتحسن إلينا ، ومثاله فى الاستفهام قولك : هل تأتينا وتحدثنا ، وهل تأتينا فتكرمنا ، ومثاله فى التمنى : قولك : ليت لى مالا وأنفق منه ، وليت لى مالا فأنفق منه ، ومثاله فى التحضيض : قولك : هلا تأتينا وتحدثنا ، وهلا تأتينا فتكرمنا ، ومثاله فى العرض : ألا تنزل عندنا فتحدثنا ، وألا تقعد معنا وتحدثنا ، ومثاله فى الدعاء : قولك : غفر الله لزيد فيدخله الجنة ، وغفر الله له ويدخله الجنة. أه.