ومن المسائل التي خالف فيها سيبويه مسألة «رافع المبتدأ» ، حيث يرى أن الرافع في المبتدأ هو التعري ، أي : تعريه عن العوامل اللفظية ، على حين يرى سيبويه أن رافع المبتدأ هو الابتداء ، والخبر مرفوع بالمبتدأ.
بل إنه اختار ـ أحيانا ـ مذهب الكوفيين ، كما في مسألة «الفصل بين المضاف والمضاف إليه» ، حيث أجاز الكوفيون الفصل ، أما البصريون فلم يجيزوا ذلك إلا للضرورة.
يتضح لنا أن ابن عصفور بصري النزعة ، لكنه ليس تابعا للبصريين في كل الأحيان ، بل إنه أحيانا يخالفهم ، وأحيانا أخرى يلجأ إلى مذهب الكوفيين يجريه على المسألة محل النقاش ، وأحيانا ثالثة يجتهد رأيه في المسألة.
* * *