تدخل عليهما تاء التأنيث أصلا ؛ كما أنّ ألفى التأنيث كذلك.
وأمّا فى حال التنكير : فالاسم قد تدخله تاء التأنيث ؛ نحو : «مرجان» ، إذا أردت منه الواحد ، قلت : «مرجانة».
ولا يشبهانهما فى الصفة ، حتى تكون لا تؤنّث بالتاء ؛ نحو : سكران ، وسكر ؛ لأنّهما إذ ذاك زيادتان فى الآخر ، لا تدخل عليهما تاء التأنيث ؛ بل للمذكّر وزن خلاف وزن المؤنّث ؛ كما أنّ ألفى حمراء ، كذلك.
فإن أنث الاسم بالتاء ، صرف ؛ نحو : سكران فى لغة من يقول : سكرانة (١) /.
وأمّا العجمة ، فالذى يمنع منها الصّرف ، الشخصيّة بشرط أن يكون الاسم على أزيد من ثلاثة أحرف ، وأعنى بالشخصيّة : أن ينقل الاسم فى أول أحواله من كلام العجم إلى كلام العرب ، معرفة ، وسواء كان فى كلام العجم معرفة ؛ كإبراهيم ، أو نكرة ؛ كـ «قالون» (٢).
__________________
(١) م : وقولى : «فإن أنث الاسم بالتاء ، صرف ؛ نحو : سكران ، فى لغة من قال : سكرانة» هذا الذى ذكرته هو الفصيح المستعمل ، وترك صرف مثل هذا شاذ قليل الاستعمال ؛ فلم أذكره ؛ ومن ذلك قوله [من البسيط] :
كم دون بثنة من خرق ومن علم |
|
كأنّه لامع عريان مسلوب |
[ينظر البيت لذى الرمة فى ديوانه ص ١٥٧٥ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٥٣ ، ٢٥٥ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٨٧٩ ، ويروى «ميّة» بدلا من «بثنة»].
وقال آخر [من الطويل] :
إنّ الفزارىّ الّذى بات فيكم |
|
غدا سالما والموت عريان ساغب |
وكأنّه شبّهه ببناء غضبان ، فأما قول الشاعر [من الطويل] :
لقد منّت الخذواء منّا عليهم |
|
وشيطان إذ يحميهم ويثوّب |
[ينظر البيت لطفيل الغنوى فى ديوانه ص ٤٩ ، ولسان العرب (شيط) ، (شطن) ، (خذا) ، وتاج العروس (شيط) ، الحيوان ١ / ٣٠٠ ، وبلا نسبة فى تاج العروس (خذا) ويروى «وقد» بدلا من «لقد» ، ويروى «يدعوهم» بدلا من «يحميهم»].
فإن «شيطان» اسم رجل معرفة. أه.
(٢) م : وقولى : «أو نكرة كقالون» أعنى أن قالون فى كلام العجم بمعنى «جيد» فهو نكرة عندهم ، إلا أنه لم ينقل إلى كلام العرب إلا معرفة اسم رجل.
فإن قال قائل : إن قالون قد نقل إلى كلام العرب نكرة ، روى عن على ـ رضى الله عنه ـ أنه سأل شريحا عن مسألة ، فأجاب بجواب حسن ، فقال له على ـ رضى الله عنه ـ : قالون.