ولا يجوز إضمار اللام وإبقاء عملها إلا فى ضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :
٢١٥ ـ محمّد تفد نفسك كلّ نفس |
|
إذا ما خفت من أمر تبالا (١) |
يريد : لتفد.
وكلّ جملة غير محتملة للصدق والكذب ، إذا ضمّنت معنى الشرط ، فإنّها تحتاج إذ ذاك جوابا فتجزمه ، وهى جملة الأمر ؛ نحو قولك : «ائتنى أكرمك».
والاستفهام ؛ نحو قولك : «أين بيتك أزرك».
والتمنّى ؛ نحو قولك : «ليت لى ما لا أنفق منه».
والتحضيض ؛ نحو قولك : «هلّا تأتينا تحدّثنا».
والعرض ؛ نحو قولك : «ألا تنزل عندنا نتكلّم معك».
والدعاء ؛ نحو قولك : «غفر الله لزيد يدخله الجنّة».
والنّهى ؛ نحو قولك : «لا تضرب زيدا يكرمك».
إلا أنّ جملة النهى إذا ضمّنت معنى الشرط ، فإنّما تتقدّر بفعل منفىّ ، بعد أداة الشرط ؛ كأنك قلت فى المسألة المتقدّمة الذكر : إلا تضرب زيدا يكرمك ، ولو قلت : لا تدن من الأسد يأكلك ، لم تجزم ؛ لأنّ الجزم إنّما يكون على تقدير «إلا تدن من الأسد يأكلك» ؛ وذلك فاسد المعنى.
والأسماء الموضوعة موضع فعل الأمر ، تجرى مجراه فى جزم الجواب ، إذا ضمنت معنى الشرط ؛ نحو قولك : نزال أكرمك ، وحسبك ينم النّاس.
__________________
(١) البيت : لأبي طالب ونسب إلى الأعشى وإلى حسان وإلى مجهول.
والشاهد فيه قوله : «تفد» يريد لتفد فأضمر لام الأمر ؛ وهذا من أقبح الضرورات.
ينظر : البيت لأبي طالب في شرح شذور الذهب ص ٢٧٥ ، وله أو للأعشى في خزانة الأدب ٩ / ١١ ، وللأعشى أو لحسان أو لمجهول في الدرر ٥ / ٦١ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٣١٩ ، ٣٢١ ، والإنصاف ٢ / ٥٣٠ ، والجنى الداني ص ١١٣ ، ورصف المباني ص ٢٥٦ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٩١ ، وشرح الأشموني ٣ / ٥٧٥ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٥٩٧ ، وشرح المفصل ٧ / ٣٥ ، ٦٠ ، ٦٢ ، ٩ / ٢٤ ، والكتاب ٣ / ٨ ، واللامات ص ٩٦ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٢٤ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٤١٨ ، والمقتضب ٢ / ١٣٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٥.