والاسم إذا كان له حكم قبل الترخيم ، ثم زال بالترخيم سببه ، زال ذلك الحكم ؛ فتقول فى ترخيم قاضون ـ اسم رجل ـ : يا قاضى ؛ فترد الياء ؛ لمّا زال موجب حذفها ، وهو الواو.
والمرخّم على لغة من لم ينو الردّ يحكم له بحكم اسم ؛ كامل (١) لم تحذف منه شيئا فى البناء على الضم ؛ كما تقدّم.
وفى إعلاله على ما يقتضيه التّصريف ؛ فتقول فى «طفاوة» ، يا طفاء ؛ لأنّه بمنزلة «كساء» ، وفى «عرقوه» ، «يا عرقى» ؛ كما فعلت بـ «أدل» ، جمع «دلو» ، وفى «قطوات» ، يا قطا ، كـ «عصى» ، ولا يرخّم اسم فى غير نداء إلا فى ضرورة ؛ فإنّه يرخّم على اللغتين.
فمن الترخيم على لغة من نوى ، قوله [من البسيط] :
١٢٦ ـ إنّ ابن حارث إن أشتق لرؤيته |
|
أو أمتدحه فإنّ النّاس قد علموا (٢) |
ومن الترخيم على لغة من لم ينو ، قوله [من الطويل] :
١٢٧ ـ وهذا ردائى عنده يستعيره |
|
ليسلبنى نفسى أمال بن حنظل (٣) |
__________________
(١) في ط : كأنك.
(٢) البيت لابن حنباء.
والشاهد فيه : قوله : «حارث» ، حيث رخم «حارثة» في غير نداء على لغة من نوى ؛ وهو ضرورة.
ينظر : الدرر ٣ / ٤٨ ، شرح أبيات سيبويه ١ / ٥٢٧ ، وشرح التصريح ٢ / ١٩٠ ، والكتاب ٢ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٨٣ ، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٢٤١ ، والإنصاف ١ / ٣٥٤ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٧٧ ، وهمع الهوامع ١ / ١٨١.
(٣) البيت للأسود بن يعفر.
الشاهد فيه قوله : «أمال بن حنظل» يريد : أمالك بن حنظلة ، فرخم حنظلة» في غير النداء ضرورة ، وأجراه بعد الترخيم مجرى اسم لم يرخم ، فجره بالإضافة وكذلك رخم الشاعر «مالك» في النداء.
ينظر : ديوانه ص ٥٦ ، وسمط اللآلي ص ٩٣٥ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٦٤ ، وشرح التصريح ٢ / ١٩٠ ، والكتاب ٢ / ٢٤٦ ، ٣ / ٦٩ ، ونوادر أبي زيد ص ١٥٩ ، ١٦٠.