وبكرة ، وعشيّة ، وعتمة ، وضحوة ، وضحى ، [وعشاء ، ومساء ، وصباح ، وليل ، ونهار ، إذا أردت بها أزمانا معينة](١) / ، وصباح مساء ، وبين ، وذات مرّة ، وذو صباح ، وذو مساء (٢).
ومن العرب من يجعل ذات مرّة ، وذات يوم ، وذا صباح ، وذا مساء ، متصرّفة ، وهى لغة خثعم ؛ قال [من الوافر] :
٩٣ ـ عزمت على إقامة ذى صباح |
|
لأمر ما يسوّد من يسود (٣) |
والرابع : أن يكون متصرّفا منصرفا ، وهو ما بقى منها (٤) ، إلا أنّ التصّرف يقبح فيما كان منها صفة فى الأصل ؛ نحو قولك : «سير عليه طويلا ، وسير عليه حديثا»
__________________
(١) سقط في ط.
(٢) م : وقولى : «ومنصرف لا متصرف ، وهو : بكرا وسحيرا ...» إلى آخره.
أما انصرافها ؛ فلأنها منونة ؛ نحو : بكر وسحير وأخواتها معينات أو مضافة ؛ نحو : بعيدات بين ، وذات مرة ، وأما عدم تصرفها ؛ فلأنها لا تستعمل إلا منصوبة على الظرفية ؛ نحو قولك : خرجت يوم الجمعة بكرا ، أو خرجت سحيرا ، وقعدت عشية ، وأقمت عتمة ، وسرت صحوة ، وأبيت ضحى ، وسرت عشاء ، وقعدت مساء ، وزرتك صباحا ، وأقمت ليلا ، وخرجت نهارا ، تريد بجميع ذلك وقتا معينا ، وأتيتك بعيدات بين ، أى : أوقاتا متفرقة ، وقعدت ذات مرة ، وذا صباح ، وذا مساء ، أى : مرة ، وصباحا ، ومساء. أه.
(٣) نسب هذا البيت لأكثر من شاعر ، ونسبه البغدادي في الخزانة لأنس بن مدركة.
وللبيت قصة ذكرها البغدادي حيث قال :
قال أبو محمد الأعرابي في فرحة الأديب : هذا البيت لأنس بن مدركة الخثعمي. وذلك أنه غزا هو ورئيس آخر من قومه بعض قبائل العرب متساندين فلما قربا من القوم أمسيا فباتا حيث جنّ عليهم الليل ، فقام فانصرف ولم يغنم ، وأقام أنس حتى أصبح فشنّ عليهم الخيل فأصاب وغنم ، وغنم أصحابه ، فهذا معنى قوله على إقامة ذي صباح.
وفي البيت شاهدان أولهما : جر «ذي صباح» بالإضافة اتساعا ومجازا والوجه فيه الظرفية.
وثانيها : قوله «لأمر ما» حيث جاءت «ما» مفيدة التهويل والتعظيم.
ينظر : خزانة الأدب ٣ / ٨٧ ، ٨٩ ، الحيوان ٣ / ٨١ ، الدرر ١ / ٣١٢ ، ٣ / ٨٥ ،
شرح المفصل ٣ / ١٢ ، ونسب البيت لأنس بن نهيك في لسان العرب (صبح) ، ولرجل من خثعم في شرح أبيات سيبويه ١ / ٣٨٨ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ٢٥٨ ، والجنى الداني / ٣٣٤ ، ٣٤٠ ، الخصائص ٣ / ٣٢ ، الكتاب ١ / ٢٢٧ ، المقتضب ٤ / ٣٤٥ ، همع الهوامع ١ / ١٩٧.
(٤) م : وقولى : «ومتصرفا منصرفا ، وهو ما بقى من ظروف المكان» مثال ذلك قولك : ـ قعدت أمامك ، وهذا أمامك ، وجئت من أمامك. أه.