[من الطويل] :
٥٤ ـ خلا أنّ حيّا من قريش تفضّلوا |
|
على النّاس أو أنّ الأكارم نهشلا (١) |
فحذف تفضلّوا ؛ لدلالة ما قبله عليه ، وأكثر ما يكون ذلك إذا كان الاسم نكرة ؛ نحو قول الأعشى [من المنسرح] :
٥٥ ـ إنّ محلّا وإنّ مرتحلا |
|
وإنّ فى السّفر ما مضى مهلا (٢) |
أى : إنّ لنا محلا.
وإذا ألحقت هذه الحروف ما ، لم يجز إعمالها ؛ نحو قولك : «إنّما زيد قائم» ؛ لزوال اختصاصها بالأسماء.
ألا ترى أنك تقول : إنّما يقوم زيد ، إلا «ليت» فإنه يجوز إلغاؤها إذا جعلت ما كافة ، وإعمالها إذا لم يعتدّ بها ؛ لأنها باقية على اختصاصها ، لا يقال : «ليتما يقوم زيد» ، وقد روى بيت النابغة (٣) [من البسيط] :
__________________
(١) البيت للأخطل.
الشاهد فيه : قوله «أو أن الأكارم نهشلا ..».
حيث حذف خبر أن وتقديره تفضلوا واسمها معرفة وفي هذا رد على الكوفيين في اشتراطهم لحذف الخبر تنكير الاسم ، وعلى الفراء في اشتراطه تكرير «أن».
ينظر : خزانة الأدب ١٠ / ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ٤٦١ ، ٤٦٢ ، وشرح المفصل ١ / ١٠٤ ولسان العرب (نهشل) والمقتضب ٤ / ١٣١ وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٣٧٤.
(٢) الشاهد : قوله «إن محلّا ، وإن مرتحلا» حيث حذف خبر إنّ وهو ظرف لقرينة ، والتقدير إن لنا في الدنيا محلّا وإنّ لنا عنها مرتحلا.
ينظر : ديوانه ص ٢٨٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٥٢ ، ٤٥٩ ، والخصائص ٢ / ٣٧٣ ، والدرر ٢ / ١٧٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٧ ، والشعر والشعراء ص ٧٥ والكتاب ٢ / ١٤١ ، ولسان العرب (رحل) ، والمحتسب ١ / ٣٤٩ ، ومغني اللبيب ١ / ٨٢ والمقتضب ٤ / ١٣٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢ / ٣٢٩ ، وأمالي ابن الحاجب ١ / ٣٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٢٧ ، ورصف المباني ص ٢٩٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٢٣٨ ، ٢ / ٦١٢ ، وشرح المفصل ٨ / ٨٤ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٣٠ ولسان العرب (حلل).
(٣) زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري ، أبو أمامة شاعر جاهلي وكان الأعشى. وحسان والخنساء ممن يعرض شعره على النابغة ، كان أحسن شعراء العرب ديباجة ، عاش عمرا طويلا توفي في ١٨ ق ه.
ينظر : شرح شواهد المغني ٢٩ ، معاهد التنصيص ١ / ٣٣٣ ، الأغاني ١١ / ٣ وجمهرة ٢٦ ، ٥٢ ، ونهاية الأرب ٣ / ٥٩ ، والشعر والشعراء ٣٨ ، الأعلام ٣ / ٥٤.