[كأنّها (١) فوق قامات ضعفن بها (٢) |
|
أوائل (٣) النّار في أطراف كبريت] |
فإنّ صورة اتّصال النّار بأطراف الكبريت لا يندر حضورها في الذّهن (٤) ندرة حضور بحر من المسك موجه الذّهب ، لكن يندر حضورها (٥) عند حضور صورة البنفسج ، فيستطرف بمشاهدة عناق بين صورتين (٦)
________________________________________________________
باليواقيت الحمر ، وهذا غير متعيّن ، إذ يجوز أن يكون قد أراد اليواقيت الحمر الحقيقيّة ، أي إنّها تزهو على اليواقيت الحقيقيّة إلّا أنّ المناسب للبنفسج هو المعنى الأوّل.
(١) أي اللّازورديّة بمعنى البنفسجة ، وعنى بها رأسها من الأوراق ، وما أحاطت به لا مع السّاق ، بدليل قوله : «فوق قامات» ، أي ساقات ، وقوله : «فوق قامات» حال من اسم كأنّ ، وجمعها مع أنّ البنفسجة فوق ساق واحد ـ باعتبار الأفراد.
(٢) أي ضعفت تلك القامات بتلك الأزهار اللّازورديّة ، أي ضعفت عن تحمّلها ، لأنّ ساقها في غاية الضّعف واللّين ، ولذا انحنت بسببها لثقلها.
(٣) خبر «كأنّها» ، أي كأنّ اللّازورديّة أوائل النّار المتّصلة بالكبريت الّتي تضرب إلى الزّرقة ، لا الشّعلة المرتفعة ، فإنّ صورة اتّصال النّار بأطراف الكبريت لا يندر حضورها في الذّهن ندرة صورة بحر من المسك موجه الذّهب ، وإنّما النّادر حضورها عند حضور صورة البنفسج.
والشّاهد في البيت كونه مشتملا على تشبيه يكون الغرض منه استطراف المشبّه بسبب إبرازه في صورة المشبّه به النّادر الحضور في الذّهن عند حضوره ، فإنّ هذا موجب لانتقال هذا النّدور إليه ، وهو يوجب استطرافه وعدّه حديثا غريبا ، وإن كان مبتذلا في نفسه.
(٤) أي لأنّ الإنسان يستعمل في الغالب الكبريت في النّار عند إيقادها.
(٥) أي صورة النّار يندر حضور النّار عند حضور صورة البنفسج ، وذلك فإنّ الإنسان إذا خطر البنفسج بباله لا تخطر بباله النّار لا سيّما في أطراف الكبريت لما بينهما من غاية البعد ، لأنّ النّار في أطراف الكبريت في غاية اليبوسة ، والبنفسج في غاية الرّطوبة وجمعهما في الذّهن في غاية الاستطراف.
(٦) أي صورة اتّصال النّار بأطراف الكبريت وصورة البنفسج ، وحاصل الكلام أنّه