وإذا وقع بعد القول مفرد ، فإن كان مصدرا له ، أو صفة للمصدر ، لم تحكه ؛ نحو قولك : قال زيد قولا ، وقال عمرو باطلا.
وإن لم يكن مصدرا ولا صفة له ، فإن كان اسما للجملة فى المعنى ، لم تحكه ؛ نحو قولك : قال زيد كلاما.
وإن لم يكن اسما لها ، فلا بدّ من أن يكون عامله مضمرا ؛ إذ المفرد لا يتكلّم به وحده ؛ فتحكيه إذ ذاك كما تحكى الجملة ؛ نحو قوله تعالى : (يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) [الأنبياء : ٦٠] ، أى : يا إبراهيم ، ومن ذلك قول امرئ القيس [من الطويل] :
٢٣٣ ـ إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة |
|
......... البيت (١) |
فإنّه روى برفع طعم على تقدير : «طعمه طعم مدامة» ، ونصبه على تقدير : «ذقت طعم مدامة».
وأمّا المفرد ، فإن كان جملة فى الأصل حكيته ؛ نحو : تأبّط شرّا.
وإن كان مشبها للجملة ؛ نحو تسميتك بحرف عطف ومعطوف ، أو بحرف جرّ ومجرور ، أو بتابع ومتبوع ، أو بمضاف ومضاف إليه ، أو بمعمول ، وأعنى به : الاسم العامل فيما بعده ، أو بمركّب :
فإنّك إن سمّيت بحرف عطف ومعطوف حكيته على حسب الموضع الذى نقلته منه ؛ فتقول إذا سميت بحرف العطف والمعطوف من قولك : قام عمرو ، وزيد «خرج وزيد» و «رأيت وزيد» و «مررت بوزيد»
وإن سمّيت بحرف جرّ ومجرور ، فإن كان حرف الجرّ على حرف واحد ، أو على حرفين ، ثانيهما حرف علّة ، حكيت لا غير ؛ نحو : «بزيد» ، و «فى زيد» (٢)
__________________
(١) صدر بيت وعجزه :
............ |
|
معتقة مما تجىء به التجر |
والشاهد فيه قوله : «قلت طعم مدامة» حيث حذف المبتدأ ، والتقدير ، طعمه طعم مدامة أو ينصب على تقدير : ذقت طعم مدامة.
ينظر : ديوانه ص ١١٠ ، والدرر ٢ / ٢٧٠ ، ولسان العرب (تجر) ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٧.
(٢) م : وقولى : «نحو «بزيد» و «في زيد» أعنى : أنك تقول إذا سميت رجلا بالمجرور الذى هو بزيد : قام بزيد ورأيت بزيد ، ومررت ببزيد وكذلك تقول إذا سميت «فى زيد» وأمثالهما. أه.