وأمّا «لا» فلإخراج الثانى ممّا دخل فيه الأوّل ، ولا يعطف بها إلا بعد أمر أو إيجاب (١).
ويجوز فى الأسماء كلّها عطف بعضها على بعض من غير شرط ، إلا ضمير الخفض ، فإنّه لا يعطف عليه إلا بإعادة الخافض ؛ نحو قولك : «مررت بك وبزيد».
وضمير الرّفع المتّصل ، فإنّه لا يعطف عليه إلا بعد تأكيده بضمير رفع منفصل (٢) ، أو طول يقوم مقام التأكيد ؛ نحو قولك : «قمت اليوم وزيد» ، «وما قمت ولا عمرو».
ولو لا «الظرف» ، و «لا» الفاصلان بين المعطوف والمعطوف عليه لم يكن بدّ من التأكيد.
فأمّا قوله [من الكامل] :
١٨١ ـ ورجا الأخيطل من سفاهة رأيه |
|
ما لم يكن وأب له لينالا (٣) |
وقول الآخر [من البسيط] :
١٨٢ ـ ألآن قرّبت تهجونا وتشتمنا |
|
فاذهب فما بك والأيّام من عجب (٤) |
__________________
(١) م : وقولى : «وأما لا ، فلإخراج الثانى مما دخل فيه الأول ، ولا يعطف بها إلا بعد أمر أو إيجاب» مثال ذلك قولك : اضرب زيدا لا عمرا ، وقام زيد لا عمرو. أه.
(٢) م : وقولى : «بعد تأكيده بضمير رفع منفصل» مثال ذلك قولك : قمت أنت وزيد. أه.
(٣) البيت لجرير.
والشاهد فيه قوله : «لم يكن وأب» حيث عطف الاسم الظاهر المرفوع ، وهو قوله : «أب» على الضمير المرفوع المستتر في «يكن» ، الذي هو اسم «يكن» ، من غير أن يؤكد ذلك الضمير بالضمير المنفصل ، أو يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه ، وهذا فاش في الشعر.
ينظر : ديوانه ص ٥٧ ، والدرر ٦ / ١٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٥١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٦٠ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٤٧٦ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٩٠ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٢٩ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٣٨.
(٤) المعنى : قربت تفعل كذا أي : جعلت تفعله ، والمعنى : هجوك لنا من عجائب الدهر ، فقد كثرت فلا يتعجب منها.
والشاهد فيه قوله : «فما بك والأيام» حيث عطف «الأيام» على الضمير المجرور في «بك» بغير إعادة حرف الجر ، وهذا ، عند البصريين ضرورة ، أما الكوفيون فيجيزون ذلك.
ينظر : الإنصاف ص ٤٦٤ ، وخزانة الأدب ٥ / ١٢٣ ، ١٢٦ ، ١٢٨ ، ١٢٩ ، ١٣١ ، وشرح الأشموني ٢ / ٤٣٠ ، والدرر ٢ / ٨١ ، ٦ / ١٥١ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٢٠٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٠٣ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٦٢ ، وشرح المفصل ٣ / ٧٨ ، ٧٩ ،